ما هي دودة الإسكارس؟
دودة الإسكارس هي أحد أشهر الديدان التي قد تصيب الإنسان، وهي إحدى دودة طفيلية، أي تطفل على حياة كائن حي آخر، وهي تتخذ من جسم الإنسان عائلاً لها، فالاسكارس تنضج داخل جسم الإنسان، وتتحول بدايةً من طور اليرقات أو البويضات، ومنها إلى طور الديدان الناضجة القادرة على التكاثر، وهي ديدان طويلة نوعاً ما؛ فقد يصل طول الدودة الواحدة من ديدان الإسكارس إلى ما يقارب طول القدم (حوالى 30 سم). كما أن الإصابة بعدوى دودة الأسكارس من أكثر الأمراض انتشاراً فى جميع أنحاء العالم، ولا يندر وجودها بالولايات المتحدة الأمريكية نتيجة ارتفاع مستوى المعيشة، و نظافة مصادر المياه، كما تعد المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية هى الأكثر إصابة نتيجة وجود المستنقعات بها، خاصة تلك التى تفتقر للنظافة، ومصادر المياه النظيفة، وكذلك طرق الصرف الصحى ذات المواصفات القياسية.
ما هي أسباب عدوى الإسكارس؟
الإسكارس لا تنتقل من شخصٍ لآخر، ولكن تلك العدوى تنتقل عن طريق التعرض لتربة ملوثة ببراز المصاب، أو لعب الأطفال في القاذورات، واختلاط البراز بالمتعلقات الشخصية، ووضع الأصابع في الفم، أو شرب ماء ملوث قد يكون محتوياً على البويضات، أو تناول بعض الخضروات التي من الممكن أن تكون قد رويت بماءٍ ملوث، وكذلك ينتشر ذلك المرض في بعض الدول النامية التى تستخدم البراز البشري كسماد.
أعراض الإصابة بالإسكارس
أعراض الإصابة بالإسكارس قد تكون متماثلة مع العديد من الأمراض الاخرى، ولكنها ليست سوى مراحل نمو، وتطور دودة الإسكارس داخل جسم الإنسان، وتختلف تلك الأعراض باختلاف كل عضو، وأبرز تلك الأعضاء هما الرئتين والأمعاء.
في الرئتين
يدخل بيض دودة الإسكارس إلى جسم الإنسان، وتفقس الدودة بيضها في الأمعاء الدقيقة، أما اليرقات فتهاجر من خلال مجرى الدم، أو من خلال الجهاز الليمفاوي الى الرئة، وفي هذه المرحلة، قد تحدث بعض الدلالات، والأعراض المشابهة لمرض الربو أو الالتهاب الرئوي، وذلك بظهور ما يلي:
- السعال المستمر.
- ضيق في التنفس.
- الصفير.
بعد أن يمر من ستة إلى 10 أيام على وجود اليرقات في الرئتين، فإن تلك اليرقات تنتقل إلى الحلق، حيث يسبب هذا الأمر السعال المستمر.
في الأمعاء
بعد رحلة قصيرة للبيض، واليرقات؛ فإن اليرقات الناضجة تتحول إلى الديدان البالغة في الأمعاء الدقيقة، و الديدان البالغة تعيش عادة في الأمعاء حتى تنتهي، وفي حالة الإصابة بالإسكارس بصورة معتدلة؛ بمعنى آخر أن الحالة لا تكون متدهورة، يمكن للعدوى في الأمعاء أنت تسبب الأعراض التالية:
- آلام في البطن غامضة.
- الاستفراغ والغثيان.
- الإسهال أو البراز الدموي.
أما في حالة تواجد الكثير منا لديدان بفعل التكاثر في الأمعاء؛ فقد تظهر الاعراض التالية:
- ألم شديد في البطن.
- تعب.
- تقيؤ.
- فقدان الوزن أو سوء التغذية.
- ظهور دودة في القيء أو البراز.
الاختبارات والتشخيص
في حالة انتشار الديدان، فمن الممكن أن تجد الديدان بعد السعال أو القيء، والديدان يمكن لها أن تخرج خارج الجسم من فتحات الجسم الأخرى، مثل الفم أو الأنف، وإن تمكنت من الإمساك بإحدى الديدان؛ فعليك أخذ الدودة مع طبيبك للتعرف عليها ووصف العلاج المناسب.
فحص البراز
نتيجة تطور الديدان داخل الجسم في عدة أطوار؛ فالديدان الإناث الناضجة في الأمعاء تبدأ في وضع البيض، وهذه البويضات تنتقل عن طريق الجهاز الهضمي، وفي نهاية المطاف يمكن أن يتم تشخيصها من البراز.
وللمساعدة في تشخيص الحالة يقوم الطبيب بفحص البراز للبيض المجهري وكذلك الأمر بالنسبة اليرقات، ولكن البيض لا يظهر في البراز حتى 40 يوما على الأقل من تاريخ الإصابة، وإذا كانت الإصابة بالديدان الذكور فقط، فإنه لن يكون لديك بيض على الإطلاق.
تحاليل الدم
في حالة الإصابة بالإسكارس قد تظهر خلايا دم بيضاء بشكل متزايد، ولكن لا يمكن الاعتماد على هذا الامر فحسب، لأن ذلك الأمر قد يحدث مع عدة أمراض أخرى.
الأشعة
الأشعة السينية: لو كنت مصاباً بالديدان، فإن كتلة من الديدان قد تكون مرئية في الأشعة السينية من البطن، وفي بعض الحالات، يمكن للأشعة السينية على الصدر ان تكشف عن اليرقات في رئتيك إذا ما كانت العدوى في طورها الأول.
– الموجات فوق الصوتية: قد تظهر الموجات فوق الصوتية الديدان في البنكرياس أو الكبد، وتستخدم هذه التقنية الموجات الصوتية لرصد الصور الخاصة بالأعضاء الداخلية.
– الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي: كلا النوعين من الاختبارات تخلق صورا تفصيلية للهياكل الداخلية، والتي يمكن أن تساعد الطبيب على الكشف عن الديدان؛ وخاصة تلك الديدان التي تقوم بسد القنوات في الكبد أو البنكرياس، كما أن الأشعة المقطعية تجمع بين صور الأشعة السينية والمأخوذة من زوايا عديدة، والتصوير بالرنين المغناطيسي يستخدم موجات الراديو وحقل مغناطيسي قوي لرصد حركة تلك الديدان.
العلاجات والأدوية
الأدوية المضادة للطفيليات هي الخط الأول للعلاج، والأدوية الأكثر تداولاً هي:
- البيندازول (البينزا)
- ايفرمكتين
- ميبيندازول
هذه الأدوية تعمل على الديدان البالغة، وقد تتسبب آثار جانبية غير خطيرة تشمل ألم البطن الخفيف أو الإسهال.
الوقاية من عدوى دودة الاسكارس
الوقاية دوماً خير من العلاج، ولتجنب الإصابة بعدوى دودة الإسكارس عليك اتباع الآتى:
- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل إعداد الطعام وتناوله.
- غسل الفواكه والخضروات جيدًا.
- الحرص على توافر ماء نظيف في المنزل.
- عدم استخدام المراحيض العامة
- عدم تناول الفواكه والخضروات المنزوعة القشرة. طهو الطعام جيدًا.
- غلى الماء المستخدم فى الشرب وإعداد الطعام.
دورة حياة دودة الإسكارس
دورة حياتها في جسم الإنسان تتحول بيضة الأسكارس إلى يرقة طويلة بيضاء ذات جدار سميك، تخرج مع براز الشخص المصاب، كما تعيش الإسكارس في التربة لفترة طويلة، ومن الممكن أن تصل إلى سنوات، وهذا إذا ما توافرت الظروف البيئية المناسبة من حرارة ورطوبة، وقد تعود إلى جسم إنسان آخر إذا ما لامس هذا الشخص التربة الملوثة بهذه اليرقة ثم وضع يده بفمه أو بأي طريقة أخرى من تناول فواكه وخضراوات ملوثة ، وبمجرد دخول البويضة إلى جسم الإنسان بأي طريقة؛ فإنها تفقس وتخرج منها دودة الإسكارس. عندما تصل بويضة دودة الأسكارس إلى المعدة فإن جدارها يتمزق بفعل أحماض الهضم العالية الحموضة، ثم تخترق دودة الأسكارس المعدة، لتخترق الشعيرات الدموية وتهاجر من خلالها إلى الوريد البابي لتصل للكبد، ومنه إلى القلب، وترحل للرئتين وتستقر في الأوعية الدموية هناك، وفي حويصلات الهواء وتبقى هناك حتى تكبر وتمزق الأوعية الدموية وغشاء الحويصلة ثم تتجه إلى القناة التنفسية، ثم تعود للمعدة مرة أخرى بعدما يبلعها الشخص المصاب ثم تسير باتّجاه الأمعاء الدقيقة لتستقر هناك وتتغذى على المفيد من غذاء الإنسان، ولتستمر حياة دودة الأسكارس في جسم الإنسان فإنها تقوم بحركات تثبت وجودها في الأمعاء وتكون مناسبة لحركة الأمعاء.