مرض السكري
هو مرض منتشر وربما يصيب الكثيرون لذلك سوف نستعرض أعراض مرض السكري المختلفة ولكن لابد أن نعرف المرض أولا.
هو السكري أو داء السكري أو البوال السكري هو من الأمراض المزمنة وعند الإصابة به يظل مدى الحياة، وهو عبارة عن ارتفاع في مستويات سكر الجلوكوز في الدم بشكل غير معتاد وسكر الجلوكوز هو عنصر هام لصحة الجسم، حيث يعتبر مصدر الطاقة للجسم ثم الدماغ ومهم جدا لخلايا العضلات و الأنسجة، وبناءا على دراسات من منظمة الصحة العالمية في عام 2018 نشرت إحصائيات دلت على زيادة نسبة السكر بين البالغين من 4.7% خلال عام 1980 ل 8.5% لعام 2018.
ويجب أن نوضح أن مرض السكري نوعان هما:
- مرض السكري من النوع الأول Type 1 diabetes.
- مرض السكري من النوع الثاني Type 2 diabetes.
- سكري الحمل: وهذا النوع يظهر فقط أثناء فترة الحمل ويمكن أن ينتهي بمجرد الولادة وتقل أعراضه ومؤشراته تنخفض ويمكن أن يكون دليل على إصابة السيدات بعد وقت بالسكري من النوع الثاني خلال حياتهن، كما أن ممكن أن تتم الإصابة بسكري من النوع الثاني مباشرة أثناء الحمل.
ومن المتعارف عليه أن السكري من النوع الثاني أكثر إنتشارا من النوع الأول، وأعراض مرض السكر تختلف بين الأشخاص بناء على عوامل كثيرة أولها اختلاف مستوى ارتفاع معدل السكر في الدم.
والنوع الأول من السكري يبدأ في الظهور عند فئة الأطفال أو المراهقين أو مرحلة الشباب.
وربما يحدث في أي مرحلة وتكون أعراضه سريعة وشديدة ومتطورة في وقت قصير من أسابيع معدودة لأشهر، وهذا على العكس من النوع الثاني الذي يتطور في وقت طويل ربما سنوات، ويمكن أن يصاب الشخص بمرض السكري من النوع الثاني دون أن يلاحظ ذلك حيث أن أعراضه تكون قليلة أو غير ملحوظة، وهذا المرض يظهر بين البالغين على الأغلب، ولكن قد يظهر في فئات عمرية مختلفة مثل الأطفال والمراهقين والأعراض في السكري من النوع الثاني صعبة التحديد لذلك يجب توخي الحظر من العوامل التي تؤدي لظهور المرض واستشارة الطبيب إذا كان لديك عامل منهم.
كيفية تشخيص داء السكري؟
يحدث ذلك من خلال عدة اختبارات منها:
اختبار سكر الدم
Fasting blood glucose test ومن خلال هذا الاختبار يتم معرفة السكر الذي حصل عليه الجسم بعد الصيام للعدد 8 ساعات متواصلة، وأثناء هذا الاختبار يتوقف الشخص المصاب عن الطعام والشراب ، ويكون المستوى الطبيعي للسكر في الدم بعد الاختبار أقل من 100 مليغرام للديسيلتر الواحد ومعنى ذلك أنه شخص غير مصاب، أما إذا ظهر السكر نحو 100-125 لكل ديسيلتر فهذه مرحلة ما قبل سكري وإذا كانت النتيجة 126 فأكثر ملغرام لكل ديسيلتر فهذا يدل على الإصابة بالسكري.
اختبار سكر عشوائي: يتم الحصول على عينة أثناء أي وقت من النهار ويتم قراءة سكر الدم عبر العينة وفي هذا الأختبار يتناول المريض الطعام والشراب السوائل حيث لا يؤثر ذلك على الأختبار، وإذا ظهرت النتيجة من 200 مليجرام لكل ديسيلتر أو أكثر يعتبر الشخص مصاب مريض سكري.
اختبار الهيموغلوبين المتعسلن: HbA1c وهو يعرف أيضا بتحليل السكر التراكمي، و اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي، وفي هذا الأختبار نحصل على صورة كاملة لمستوى السكر في الدم لفترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة شهور قبل موعد الاختبار، وفي هذا الاختبار إذا كانت النتيجة أقل من 5.7% يكون الشخص طبيعي وإذا كان المعدل يتراوح بين 5.7 إلى 6.4% عند الفحص يدل على مرحلة ما قبل السكري، وتثبت الإصابة بالسكري إذا كانت النتيجة أعلى من 6.5 %.
ما هي أعراض مرض السكر؟
أعراض مرض السكري مختلفة وكثيرة وهي على النحو التالي:
العطش الشديد
هذا العرض متواجد في السكر بنوعيه الأول والثاني وهو عرض أولي حيث أن السكر عموما يسبب ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم وهذا يؤدي لاختلال توازن السوائل في الجسم ويزداد التبول مما يشعر المريض بالعطش وممكن أن يؤدي ذلك للجفاف وهذا في عملية تحدث في الجسم من خلال إرسال إشارات عصبية للمخ حتى يتم تعويض فقد السوائل ولهذا يتحفز الجسم لشرب الماء بسبب العطش الملح.
التبول الكثير
هو عرض يصاب به مريض السكر، ويكون المرض في حالة من الشعور بالتبول مرات عديدة تفوق الطبيعي، ويكون بشكل مفاجىء وتكرر وخاصة في الليل مما يؤرق نومه، وفي الأطفال يحدث تبول لا إرادي، والمريض بالسكر ربما يصل إلى كمية بول توازي ثلاثة لتر في اليوم على العكس من الشخص الطبيعي الذي يتبول حوالي لتر واحد أو لترين فقط في اليوم.
ويحدث ذلك بسبب الكليتان اللتان تحاولان التخلص من زيادة السكر في الدم عن طريق طرح كميات ماء أكثر حتى يحدث توازن للجسم ويحدث إحساس التبول المستمر وهذا التبول يؤدي إلى جفاف الجسم وتقليل مستوى الرطوبة فيه، وقد يحدث تهيج في الجلد وحكة وجفاف في الفم.
الشعور بالجوع الشديد
النهام أو الجوع الشديد، عرض يصيب الشخص المريض بالسكري وهو عرض شائع وله أسباب مختلفة وعديدة وهي على النحو التالي:
ارتفاع سكر الدم: يحدث الجوع الشديد عند مريض السكري وارتفاع سكر الدم لمستوى يزيد عن 250 مليغرام/ ديسيلتر، وطوال زيادة السكر يظل شعور النهام موجود ومستمر وهذا لأن الجسم يستهلك الجلوكوز لمده بالطاقة المحتاج لها، ولأن الجسم يفتقر لنسبة الأنسولين المناسبة لنقل الجلوكوز إلى المخ، يحدث شعور الجوع المستمر ويدخل الجسم في حلقة مفرغة فيتناول الطعام ويظل يشعر بالجوع ويزيد السكر في الإرتفاع فيشعر الجسم بحاجته للسكر ويظل الجسم في هذا الوضع حتى يتم السيطرة على معدلات السكر من خلال الأدوية المناسبة.
نقصان سكر الدم:في بعض الأوقات يشعر الأشخاص بحاجتهم لتناول السكر وهذا يحدث نتيجة لانخفاض مستويات السكر في الدم حتى تصل لأقل من 80-70 مليغرام لكل ديسيلتر، وكلما قل السكر زاد إحساس الجوع لأكل طعام به سكر.
شعور زغللة العيون
سبب هذه الزغللة ارتفاع سكر الدم الذي بدوره يعمل على تراكم السكر وراء عدسة العين ويسحب الماء الموجودة بالعين ولهذا تكون الرؤية عند مريض السكر بها تشويش وغير واضحة وهذا يعرف بين عامة البشر بالزغللة، ومع زيادة ارتفاع السكر يحدث انخفاض لمستوى النظر ولا يستطيع المريض الرؤية بشكل دقيق ولهذا إذا شعرت بتغيرات تصيب العين أو نظارتك الطبية لم تعد تناسبك فجأة فهذا دليل على السكري لذلك يجب مراجعة الطبيب.
الشعور بالإجهاد والتعب الشديد
الإنسولين هو الذي ينقل الجلوكوز إلى خلايا الجسم لينتج طاقة تساعد في حركة الجسم كله وعملياته الحيوية عندما يقل الجسم في إنتاج الإنسولين أو بعض حالات مقاومة الأنسولين يصبح من الصعب وصول الجلوكوز للخلايا وهنا تقل طاقة الطاقة لعدم قدرة الخلايا على إنتاجها ولهذا يشعر المريض بإجهاد وتعب وإرهاق مستمر وبشكل ملحوظ ويصبح المريض غير قادر على أداء مهامه اليومية ويظهر هذا العرض مع عوارض أخرى مثل جفاف الفم والتبول المتكرر ويمكن أن يحدث تلف في الكلى.
ما هي أعراض السكري من النوع الأول؟
هذا النوع من السكري يمكن ملاحظ أعراضه وهي:
انخفاض وزن الجسم بدون سبب واضح
الجسم يعتمد في هذا النوع من السكر لتعويض الطاقة التي لم يحصل عليها من خلال دهونه وعضلاته وهذا يسبب تدهور في الوزن وإنخفاض ملحوظ بدون إتباع أي حميات ويحدث تبول مستمر وهذا سبب آخر لفقد الوزن، حيث يفقد الجسم سعرات حرارية عديدة عبر البول.
عرض الحماض الكيتوني
أن الانخفاض الحاد في الأنسولين في الدم ممكن أن يسبب ارتفاع السكر ويحدث عرض خطير ومن المضاعفات الشديدة وهو ارتفاع الأحماض في الدم ويسمى الكيتونات.
ويعرف أيضا بالحمض الكيتوني السكري وله اختصار هو(DKA)، وعند وصول المريض لهذ الحالة تصبح حياته معرضة للخطر، وقد يكون هذا العرض هو من أوائل أعراض السكري، وهو أمر منتشر بين مرضى السكري من النوع الأول والأعراض التي توضح أنه حماض كيتوني سكري هي:
- الإحساس بالضعف والتعب الشديد.
- عن الأطفال يشعرون بآلام في البطن شديدة.
- الغثيان والقيء.
- رائحة تشبه طلاء الأظافر أو الفاكهة تخرج من الفم.
- التنفس يزيد ويصبح بعمق أكثر، وهذا لأن الجسم يصحح حموضة الدم.
- التبول المتكرر بشكل مبالغ.
- العطش بشكل شديد.
- حدوث نوبات تشنجية.
- الشعور التشوش والارتباك.
في عدم علاج هذه الحالة يحدث غيبوبة وممكن أن تؤدي للوفاة.
ما هي أعراض السكري من النوع الثاني؟
هذا النوع أعراضه تلاحظ بشكل واضح وهي على هذا النحو:
- تكرار الالتهابات بشكل كبير: بسبب زيادة مستوى السكر في الدم تكون الكليتين في حالة يصعب فيها طرح كل السكر من خلالها، ولذلك يركد السكر في البول ويصبح بيئة دافئة ورطبة تسهل على الكائنات الدقيقة الحية العيش فيه، ويصاب المرضى والنساء خاصة بالتهابات المسالك البولية، و الخميرة المهبلية حيث أن عدوى الخميرة المهبلية تحدث بسبب البيئة الرطبة والدافئة من الجلد مثل الفم والأعضاء التناسلية وتحت الإبط، ونجد أعراض مختلفة تحدث نتيجة لهذه العدوى وهي (حكة، و حرقان واحمرار، وألم حاد بالمنطقة المصابة).
- تخدير الأطراف وتنميلها:يكون ارتفاع السكر في الدم في النوع الثاني للسكري سبب في تدمير وتلف الأعصاب في أماكن مختلفة من الجسم،وهذه الحالة تعرف بالاعتلال العصبي وأعراضه تكون تنميل في القدمين واليدين وشعور بالتخدير وألم مستمر، ويجب أن نشير إلى أهمية علاج السكر ووقف ارتفاعه لأن ذلك يؤدي لأضرار أو مضاعفات خطرة مع مرور الوقت.
- بقع غامقة اللون تظهر على الجلد: هذه البقع تظهر في طيات الجلد مثل الرقبة والمغبن والإبط بسبب إرتفاع السكر وهذه الحالة تعرف علميا بالشواك الأسود وفي أوقات كثيرة الجلد الذي يتأثر يكون من النوع المخملي الناعم.
- الجروح تتأخر في الالتئام: السكري يسبب بوقف وصول الأكسجين للأنسجة بشكل كافي ووفير، وهذا يكون سبب في تأخر شفاء الجروح بجانب الضرر الذي يلحق بالأعصاب بسبب ارتفاع السكر في الدم، وهذا يؤدي لتلف الاعصاب ويصبح شعور المريض بالألم أقل وخاصة عن تعرضه لجرح فيمكن أن يظل مجروح دون أن يشعر، وتبدأ تغيرات تحدث للجرح دون أنتباه مثل البثور والعدوى وقد يحدث مضاعفات شديدة وخطرة خاصة أن مريض السكر ممكن أن يصاب بجفاف الجلد وتشققه نتيجة لكثرة التبول ويحدث تشوه القدم والأظافر تصاب بإلتهاب والجسم يقل تعرقه الأمر الذي يؤدي لعدوى بكتيرية.
ما هي أعراض مرض السكر عن الرجال المصابون؟
مما لاشك فيه أن مرض السكري عن الرجال يختلف عن السيدات وهي ترتبط بالصحة الجنسية للذكور فنجد على النحو التالي:
القذف المرتجع وضعف الانتصاب وهو يحدث للرجال المصابين بالسكر بشكل اسرع ووقت أقصر عن الرجال الطبيعيون، ويحدث لدى الرجال المصابين بالسكري انخفاض في هرمون الذكورة التستوستيرون ويحدث بناء على ذلك الإنخفاض ( كتلة العضلات تقل،الطاقة الجسدية تنخفض، شعور بالإكتئاب، الرغبة الجنسية تقل).
ما هي الأعراض الشائعة بين النساء المصابات بالسكري؟
النساء المصابات بمرض السكر يحدث لهم أعراض كثيرة وعلامات مختلفة ومزعجة وخاصة كما ذكرنا الإلتهابات المهبلية التي تزيد بسبب فطريات الخميرة المهبلية وتسمي هذه الإلتهابات بداء المبيضات المهبلي، وتكون أعراضها كالتالي:
- عدم الراحة طوال الوقت.
- الشعور بالألم الدائم.
- شعور بحكة في منطقة المهبل.
- الإفرازات المهبلية تزيد.
- أثناء العلاقة الجنسية يكون شعور عدم الراحة هو المسيطر.
يمكن أن نشير أن تلف الأعصاب ومشكلة سيولة الدم وتدفقه بسبب السكري يؤدي لأعراض مختلف مثل: تهيج وجفاف المهبل، قلة الإحساس وضعف وبرود في الشعور الجنسي، والنشوة الجنسية يصبح الوصول لها صعب.
متى يجب مراجعة الطبيب المختص؟
هناك أعراض يجب معها مراجعة الطبيب حالا وهي:
- التئام الجروح بشكل متأخر.
- الشعور بالتعب المتكرر بشكل شديد.
- تكرار التبول لمرات غير طبيعية وفي الليل خاصة.
- الشعور بحكة في المهبل أو القضيب.
- تكرار الإصابة بداء المبيضات أو السلاق المهبلي بشكل مزعج.
- زغللة العيون.
- فقدان الوزن والإحساس بالعطش الشديد، الكتلة العضلية تقل بشكل كبير.
- عند وجود عوامل تؤدي لداء السكري مثل زيادة الوزن يجب القلق حيال الإصابة في المستقبل.
- عند ظهور أي عرض للسكري أو شك حول إصابة شخص من الأسرة بهذا المرض يجب الذهاب للطبيب فكلما كان التشخيص مبكر أصبح السيطرة على المرض أفضل وقلة الأعراض وتقل المخاطر مثل التشنجات والغيبوبة ولهذا يجب على مرضى السكري متابعة حالتهم بشكل مستمر عند الطبيب حتى يحدث استقرار في مستويات السكر في الدم.
ويجب أن نؤكد على أن مرض السكري بنوعيه يمكن أن يتعايش معه المريض إذا اتبع الوصفات الطبية واستمر بمتابعة حالته ويجب متابعة الأعراض إذا كان هناك عامل وراثي أو وزن زائد لأن هذا يزيد من فرص الإصابة ويجب على المريض يهتم بالتغذية واتباع نظام غذائي مفيد ومتوازن.