الخمول
كثيراً ما يرتبط لدى الكثير مننا الخمول بكونه صفة شخصية أو سلوك فردي لدى البعض، دون النظر لأبعاد أو أسباب تلك العادة. فكثير منا يصاب بالكس بعد يوم عمل مرهق، أو بعد مجهود بدني عنيف، ويكون الخمول هو سلاح الجسم لتنبيه الإنسان أنه لا يقدر على بذل المزيد من المجهود، ولكن من بين وقت لآخر يقاوم الفرد هذا الشعور بسبب الإلتزامات أو الأشغال تالي قد تتعطل نتيجة ردة الفعل تلك.
لكن عند النظر للكسل والخمول في ضوء المعطيات الحديثة نجد أنه قد يكون لعدة أسباب صحية ونفسية؛ فالخمول قد يتبعه نوم لفترات طويلة، أو الاسترخاء على وضع معين لفترة ما؛ مما قد يعرض أسلوب حياة الإنسان للإضطراب بجانب المشاكل النفسية والصحية المترتبة على ذلك للفرد، أما بخصوص المحيطين به فأظهرت عدة دراسات تأثير التركيبة السكانية والإقتصادية للمجتمعات نتيجة لخمول أفرادها. فبسبب تلك الظاهرة تناقص معدل الإنتاجية نتيجة الأمراض التي قد تؤدي للتقاعد المبكر مثل أمراض القلب، أو أمراض الكبد، وكذلك الوفيات المبكرة المترتبة على ذلك، فوفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن الكسل يحصد وفيات أكثر من 5 مليون فرد سنوياً على مستوى العالم.
الآثار السلبية المترتبة على الكسل
تتعدد الآثار السلبية للكسل على الفرد لأكثر من جانب منها:
- تثبيط معدلات الأيض نتيجة قلة الحركة بسبب تقليل معدل الحرق، فالكسل يؤدي إلى كسل في العديد من وظائف الجسم بالتبعية، مثل الدورة الدموية، أو الكبد، أو عضلة القلب، وغيرها. هذا الامر يترتب عليه زيادة في الوزن أيضاً، وكلما زاد الوزن قلت معدلات الحركة بالتبعية، وكان الإنسان عرضة لمشاكل صحية أكثر في المستقبل مثل أمراض القلب والشرايين وقصور وظائف الكبد والكلى، وكذلك ضعف في العضلات والمفاصل.
- يؤثر الكسل على صحة الإنسان النفسية أيضاً؛ لأن هناك علاقة طردية بين مستويات الإكتئاب والخمول، فالحركة والرياضة وإرتفاع معدلات التركيز تعمل على إطلاق هرمونات الإندورفين والسيروتونين، فالأول هو مسكن طبيعي للألم، والثاني هو هرمون السعادة والرضا. نحن نحرم أنفسنا من السعادة بمجرد الإكتفاء بالجلوس على الأريكة لمشاهدة التلفاز ومتابعة الأخبار المزعجة فحسب.
6 أسباب للشعور بالخمول والكسل
الكسل والخمول يحدث نتيجة عدة عوامل منها:
- العمل لفترات طويلة، وبذل مجهود بدني أو ذهني عنيف؛ مما يضطر الجسم للدفاع عن نفسه، واللجوء للكسل والخمول.
- الدورة الشهرية نتيجة الآلام التي قد تصاحبها، فتشعر السيدة أو الفتاة في الرغبة في النوم لفترات طويلة، وكذلك الجوء لقلة الحركة للهرب من الألم.
- الإصابة بمرض السكري نتيجة إختلال مستوى الأنسولين في الجسم، وبالتالي إختلال معدلات الطاقة المصاحبة له. كما يؤثر النظام الغذائي على الشعور بالخمول عن طريق إكتفاء الإنسان بتناول الكربوهيدرات أو اللحوم الحمراء أو الدهون فحسب؛ مما يشكل ضغطاً على الجهاز الهضمي.
- الإصابة بأمراض القلب والشرايين وضغط الدم، فضعف عضلة القلب قد يؤدي بالتبعية إلى الإصابة بالخمول.
- إعتياد الجلوس لوقت طويل أمام التلفاز أو أمام شاشات الكمبيوتر للعب والتسلية، وإستسهال إضاعة الوقت بدلاً من الإستفادة منه.
- إصابة الإنسان أوائل مراحل الإكتئاب من الممكن أن تسبب الخمول؛ لأن في تلك الحالة يفقد الإنسان رغبته في ممارسة أي شيء.
أعراض الخمول
يشترك البشر في بعض من الأعراض نتيجة إصابتهم بالخمول منها:
- الشعور المستمر بالتعب والإرهاق والرغبة في النوم.
- زيادة معدلات التعرق عن الطبيعي عند ممارسة أقل مجهود
- زيادة معدلات التبول نتيجة عدم تبخر الماء لقلة الحرق.
- إصفرار البشرة، وإصفرار حدقة العين، مع إزدياد الهالات السوداء حول العين، والخطوط السوداء حول الفم.
طرق مواجهة الخمول ومقاومة الكسل
يمكنكم إتباع عدة نصائح لمواجهة الخمول منها:
- الحرص على ممارسة الرياضة على الأقل 3 مرات اسبوعياً.
- شرب 2 لتر من المياه يومياً على الأقل.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة في نفس الوضع سواء أمام التلفاز أو أمام شاشة الكمبيوتر.
- الحرص على إتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على العناصر والفيتامينات الأساسية.
- الالتزام بنمط حياة صحي، عن طريق ممارسة الرياضة التي ترفع من معدل ضربات القلب، وتُحسن من سريان الدم في الجسم.
- تجنب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون المُشبعة مثل اللحوم الحمراء، والزبدة المصنعة، ولدهون، والشحوم الحيوانية.
- تخصيص وقت محدد للحركة أو المشي بعد مرور ساعتين من تناول الوجبة الرئيسية.
- اختيار أحد الأصدقاء يحمل نفس الهدف الخاص بالتخلص من الكسل، للحصول على التشجيع اللازم لتخلص من تلك العادة السيئة.