أسباب مرض السل
مرض السل أو الدرن من الأمراض التي انتشرت خلال القرن العشرين وما قبله من القرون بطريقة وبائية في العالم، وهو مرض من ضمن الأمراض التنفسية التي تهاجم الرئتين، وتؤثر على بقية أعضاء الجسم المختلفة، كما ان له مضاعفات خطيرة على القلب والدماغ وغيره من الأعضاء، في هذا المقال نتعرف على أسباب مرض السل والعوامل التي تزيد من فرص الإصابة، وما هو علاج مرض السل وغيرها من المعلومات التفصيلية عن هذا المرض الخطير.
ما هو مرض السل؟
مرض السل أو الدرن والذي أصاب وفقاً لآخر إحصائية في عام 2017م عالمياً على هذا المرض حوالي 10 ملايين شخص في مختلف الدول، هو مرض تنفسي خطير قد يكون من مضاعفاته الموت، وهذا المرض قد يكون معدي في بعض الحالات مما تزيد من خطورته، وقلا يكون معدي في حالات أخرى.
وقد يكون السبب الرئيسي في بكتريا موجودة تصيب الجسم، مما يؤدي إلى حدوث المرض في الرئتين، وبالتالي حدوث مضاعفات وأعراض خطيرة بسبب الإصابة بالمرض، وفي إحدى الدراسات العالمية أكدت أن مرض السل قد يزيد بسبب العديد من العوامل التي ترتبط بالمصاب، وهذه العوامل قد ترتبط أيضاً بالسبب الحقيقي للسل.
فما هي أسباب وعوامل مرض السل؟ هذا ما نعرفه خلال النقطة التالية.
ما هي أسباب وعوامل الإصابة بمرض السل؟
مرض السل مثله مثل أي مرض آخر له العديد من الأسباب والعوامل التي ترتبط به، وهذه الأسباب والعوامل تتمثل في:
- الإصابة ببكتريا فطرية تسمى بـ عصية كوخ، وهي بعض البكتيريا الفطرية، التي تسبب العدوى بالسل أو الدرن، حيث تنتقل هذه البيكتريا من الشخص المصاب إلى الشخص السليم، وهذه البيكتريا تنتقل من خلال العطس أو السعال أو الضحك من الشخص المصاب إلى السليم، أي أنه قد يكون معدياً كما كان في الماضي، حيث كان ينتقل بطريقة وبائية من الأشخاص المصابين إلى الأصحاء.
- وقد تبقى البكتيريا في الهواء لمدة ساعات في الهواء، وهو ما قد يشكل خطراً كبيراً في العدوى، فقد ينتقل عن طريق الهواء الذي يستنشقه الإنسان، ولكن على أية حال فهناك العديد من التقارير الطبية التي تؤكد أن هذا لا يحدث إلا في حالات نادرة في الإصابة بمرض السل.
- الإصابة بفيروس العوز المناعي، وهو فيروس المسبب لمرض الإيدز، هذا من ضمن العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالسل، فهنا وفي تلك الحالات التي تصاب بالإيدز تكون المناعة في أضعف حالاتها وبالتالي الإصابة بالسل من خلال البكتيريا قد تكون ممكنة وسهلة، وتهاجم البكتيريا الجهاز التنفسي في غياب تام لقوة الجهاز المناعي الذي من المفترض أن يهاجم هذه البكتيريا ويمنع مرض السل من الوجود في الجهاز التنفسي.
- الإصابة بمرض السحار السيليسي وهو من الأمراض التي تصيب المناعة، وبالتالي فإن المصابين بهذا المرض قد يصابون بمرض السل في غالبية الأحوال.
- التدخين وتناول الخمور والكحوليات وتعاطي أنواع كثيرة من المخدرات تؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بمرض السل، نظراً لأن هذه المواد تعمل على تدمير الجهاز التنفسي، وجعله في أضعف الحالات التي يمكن أن تهاجم فيه بكتريا السل فيها الجهاز التنفسي.
- الإصابة بالأورام السرطانية والتعرض للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي يضعف المناعة وبالتالي فإنها فرصة كبيرة للإصابة بالعديد من الأمراض التي تصيب الجسم ومن بينها مرض السل.
- وزن الجسم القليل قد يكون له مخاطره الشديدة على المناعة، وبالتالي ضعفها، وهو ما يؤدي إلى زيادة الفرصة بالإصابة بمرض السل.
العاملين في القطاع الصحي والرعاية الطبية للمصابين قد تنتقل العدوى إليهم بسهولة خاصة الذين يعملون في رعاية مصابي السل أو العاملين في الملاجىء ورعاية المسنين، نظراً لأن السل ينتشر في بعض الدول بين المشردين في الشوارع وكذلك كبار السن.
هل يوجد علاج وقائي لمرض السل؟
بالطبع، فإنه مع انتشار مرض السل في العالم خاصة في القرن العشرين، اخترع العلماء مصلاً وقائياً لمرض السل لوقف انتشاره، وقد نجح هذا المصل الوقائي أو المطعوم في قلة الإصابة به في العديد من دول العالم، حتى نكاد أننا لا نسمع عن حالات الإصابة بالسل في هذه الدول الذي تم الاعتماد فيها لهذه الأمصال الوقائية.
فما هو المصل الوقائي لمرض السل؟
لقد اخترع العلماء أمصال وقائية لمرض السل، وهذه الأدوية الوقائية تعتمد على بكتيريا مرض السل نفسها، بحيث يتم إدخالها غلى دم الشخص السليم بعد المعالجة من أجل أن تكتسب المناعة القوة وتتعرف عليها، وفي حال الإصابة تهاجم هذه البيكتريا الشبيهة بالبكتريا المعدية المسببة لمرض السل وبالتالي توّقف انتشار المرض في الدم وتتخلص من مضاعفاته.
هذا المصل الوقائي يعطى في العديد من دول العالم، للأطفال الرضع كأحد الأمصال والتطعيمات الأساسية للوقاية من الإصابة بمرض السل، وفي الغالب تنجح هذه التطعيمات في إكساب الأطفال مناعة قوية للحماية من هذا المرض تماماً طوال حياتهم.
وهذا المصل الوقائي آمن في جميع الحالات، حيث يمكن للأطفال أخذه دون قلق من ظهور مضاعفات أو آثار جانبية، إلا أنه في بعض الحالات تظهر بعض الآثار الجانبية له، مثل احمرار الجلد حول موضع الحقن أو وجود بثور صغيرة في مكان الحقن، مع الاحتمالية للشعور بالألم وظهور توّرمات في موضع الحقن مع توّرمات في الغدة في منطقة الرقبة او الإبط في حالات اخرى، وقد تظهر في حالات عديد أخرى حساسية تجاه المطعوم، ولكن في جميع الأحوال فلا قلق من المطعوم الوقائي للسل، وفي حال ظهور أي أعراض فهي مؤقتة وسرعان ما تختفي دون وجود مشكلات تذكر على صحة الأجهزة الحيوية في الجسم.
ما هي الأدوية المعالجة لمرض السل؟
هناك العديد من الأدوية التي اخترعها علماء الطب، من أجل علاج مرض السل، فبعدما كان مرض السل من الأمراض الخطيرة التي أثرت في تاريخ البشرية وهاجمت العديد من المجتمعات البشرية، فإنه في النهاية قام علماء الطب في التغلب عليه من خلال المصل الوقائي والتطعيمات الأساسية التي تعطى للأطفال.
ولكن ليس فقط المصل الوقائي هو من أوقف انتشار هذا المرض الخطير، ولكن الأدوية المختلفة التي تقوم على وقف الانتشار وعلاج الجهاز التنفسي من انتشار مرض السل والقضاء عليه، ومن هذه الأدوية التي تعالج مرض السل دوائين في غاية الأهمية وهما دواء آيوزوبيازيد ودواء ريفامبين وهما من الأدوية التي لاقت نجاحاً كبيراً في الكثير من دول العالم.
ويتم علاج به العديد من الحالات الصحية مثل:
- الأشخاص الذين يعانون من مراحل متقدمة من مرض السل.
- الحالات التي تعاني من مرض نقص المناعة والذي قد يكون عاملاً للإصابة بمرض السل ومضاعفاته.
- الذين يعملون في الرعاية الطبية للمصابين يأخذون هذه الأدوية كتدبير وقائي لمنع إصابتهم بالسل أثناء الرعاية الصحية.
في المقابل، لا يمكن إعطاء هذه الأدوية للنساء الحوامل حتى الذين يصابون بالسل، لأنها قد يكون لها مضاعفات خطيرة على صحتهن وصحة الجنين، وقد يكون هناك دراسات تؤكد عكس ذلك، وذلك لأن هذا الجانب بالذات يحتاج لمزيد من الدراسات الخاصة به والتجارب في المستقبل.
ما هي أهمية المصل أو الدواء الوقائي لمرض السل؟
أكدت العديد من الدراسات المختلفة حول الدواء أو المصل الوقائي لمرض السل، على أهميته حيث أكدت الدراسات أن 5 إلى 10% من الذين أصيبوا بالعدوى من مرض السل خاصة من المصابين الآخرين لم يتلقوا العلاج الوقائي أو المصل في فترة سابقة من حياتهم، خاصة في أول سنتين من أعمارهم، وهذا حول العالم.
وتوصي الدراسة في ذلك على ضرورة إعطاء الأطفال الإجراء الوقائي من مرض السل لكي لا يصابون بالبكتيريا المسببة للمرض في المستقبل سواء من المصابين الحاملين للمرض أو لأي عامل من عوامل نقص المناعة التي تناولناها سابقاً.
أما عن المصل الوقائي فتوصي الدراسات أن دواء آيزونيازيد يعتبر من أنجح الأمصال الوقائية لمرض السل، ويجب أن يعطى للأطفال من عمر 6 إلى 9 أشهر على الأقل، حيث يتم إمداد الجسم بالبكتيريا المضادة لمرض السل بحيث تكتسب المناعة قوة إضافية لمحاربة البيكتريا المسببة للمرض في حال دخولها للجهاز التنفسي، لذلك فإن المصل واللقاح الوقائي من أهم أسباب قلة انتشار المرض في العالم خلال الوقت الحالي.
نصائح للوقاية من مرض السل
هذا المرض من ضمن الأمراض التي قد تنتشر عن طريق العدوى كما رأينا خاصة في العديد من العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بها، لذلك فإننا نختم هذا المقال الشامل عن مرض السل بالنصائح الوقائية التي تقلل من فرص الإصابة بمرض السل، وهذه النصائح تتمثل في النقاط التالية:
- احرص على البقاء في المنزل حال الإصابة بمرض السل، فالبقاء في المنزل لتلقي الرعاية الصحية من أفضل ما تقوم به، خاصة في الأسابيع الأولى بعد الإصابة بالمرض، فقد تكون عرضة للإصابة بالمضاعفات، وذلك لأن مرض السل يحتاج في علاجه إلى الراحة، وكذلك حتى لا تنتقل العدوى إلى الغير.
- خلال الإصابة بمرض السل خاصة في الأسابيع الأولى لابد من القيام ببعض الإجراءات مثل تغطية الأنف والفم جيداً خاصة عند الضحك أو السعال أو العطاس، وذلك لأن بكتيريا المرض قد تنتقل إلى الخارج في هذه الحالات، كذلك ضع المناديل التي قد تكون بها الرذاذ البكتيري في سلة المهملات والتخلص منها بطريقة صحية عبر كيس محكم الغلق.
- لابد من تهيئة الأجواء المنزلية لتكون مثالية في حالة الإصابة بمرض السل، مثل توفير الهواء النقي الذي يدخل إلى غرفة المصاب وكذلك دخول أشعة الشمس الصحية في تلك الحالة، وذلك للتخلص من البكتيريا المسببة لمرض السل والتي تجد فرصة للانتشار في الأماكن الرطبة الضيقة.
- لابد أن تكون غرفة المصابين بمرض السل منفصلة تماماً عن غرفة الأصحاء من نفس المنزل، وذلك لأن العدوى قد تنتشر عبر التنفس أو العطاس أو السعال وغيرها، لذلك يجب ان يكون الأمر به العديد من إجراءات الوقاية والحماية، ويكون نوم المصاب لوحده في غرفة منفصلة أفضل الأحوال.
- على مريض السل أن يلتزم تماماً بجرعات الدواء الموصوف من الطبيب وإنهاء جميع المضادات الحيوية التي يجب أن يتناولها في حالته من أجل العلاج، وفي حالة عدم الالتزام بالدواء فقد يكون هذا فرصة لانتشار البكتيريا المسببة لمرض السل أكثر فأكثر في الجهاز التنفسي، وقد يكون هذا فرصة أيضاً في زيادة فرصة وجود مضاعفات خطيرة على الجسم لا سيما خلايا المخ وعلى القلب وغيرها.
في نهاية هذا المقال؛ فقد تعرفنا على العديد من الجوانب الطبية الهامة حول أسباب وعوامل مرض السل، والوقاية منه من خلال التطعيمات الأساسية منه، وما هي الأمصال والادوية المعالجة لمرض السل، ومدى انتشاره خلال الوقت الحالي والذي يختلف تماماً عن الماضي، شاركنا الرأي هل تجد مرض السل خطيراً الآن مع تقدم الطب وهل أخذت التطعيم الأساسي منه في أول عامين في حياتك؟