ما المقصود بجرثومة المعدة؟
تُعرف باسم جرثومة المعدة باسم الجرثومة المعدية الملوية، وهي تصيب أكثر من 80% من سكان العالم، وهي ليست بالمرض الخطير، ولكن إذا تم إهمالها؛ فسيترتب عليها أمراض شديدة الخطورة، تسمى باللغة الانجليزية “”Helicobacter pylori أو “H. pylori”. وهي من أشهر المسببات لقرح المعدة، وذلك لغزوها للمعدة والأمعاء واستقرارها في أنحاء متفرقة منهم، وإنتاج مواد شديدة الخطورة على صحة الإنسان.
ما هو علاج جرثومة المعدة؟
علاج جرثومة المعدة قد يستلزم وقتاً طويلاً تبعاً لكل حالة، وبعد إتمام الفحوصات الطبية، ويجب في حالة الإصابة الالتزام بالعلاج الذي قد يستلزم الخضوع له من عشرة أيام إلى أسبوعين، وفي بعض الحالات يمتد إلى ثلاثة أشهر وكذلك يتوجب معرفة الأعراض الجانبية للأدوية التي يتم وصفها.
فعلاج جرثومة يكون إما ثلاثياً أو رباعياً. وتفاصيل العلاج الثلاثي هي تثبيت مضخات البروتون للجرثومة، وذلك بجانب المضادات الحيوية؛ فيتم استعمال نوعين من المضادات الحيوية منها نوع يسمى “أموكسيسلين”، ونوع آخر يسمى “كلاريثروميسين”، هذا بالنسبة إلى العلاج الثلاثي، أما العلاج الرباعي فيتضمن علاج من نوع آخر؛ فيتم تثبيط البروتون الخاص بجرثومة المعدة عن طريق علاج يحتوي على المادة الفعالة “وبسموث سبساليسيلات”، وذلك بالإضافة إلى المضادات الحيوية، وهي نوعين مختلفين عن النوع الثلاثي؛ فهما “مترونيدازول”، و”تيتراسايكلن”، ومدة العلاج الرباعي تكون أقصر من العلاج الثلاثي.
- من الأدوية الخاصة بثبيط البروتون الخاص بجرثومة المعدة بعد التأكد من الإصابة هي:
- لانسوبرازول، ويعني باللاتينية Lansoprazole.
- إيزوميبرازول، ويعني باللاتينية Esomeprazole.
- رابيبرازول، ويعني باللاتينية Rabeprazole.وبسبب ارتباط جرثومة المعدة بالشعور بالحموضة لدى الكثيرين من المصابين؛ فإن بعض الادوية الطبية قد يتم وصفها من الطبيب المعالج بمصاحبة العلاج الثلاثي أو الرباعي، وتلك الأدوية تعمل كمستقبلات للهيستامين أي “H2 Blockers”. هدف تلك المستقبلات هو تقليل الحموضة بشكل مباشر.
- فاموتيدين، ويعني باللاتينية Famotidine.
- رانتدين ويعني باللاتينية Ranitidine، وبالحديث عن علاج جرثومة المعدة يجب ذكر أسباب الإصابة بها؛ فهي تنتقل باللعاب، ولذك فهي من الممكن أن تنقل من استخدام الأدوات الشخصية لمريض آخر، أو عن طريق أكل طعام ملوث بالمرض.
ما هي أعراض الإصابة بجرثومة المعدة؟
من الممكن التعايش مع المرض بدون علم المريض بإصابته لعدة سنوات، ولكن هناك بعض الأعراض التي قد تظهر، وتصبح جرس إنذار للمريض للتوجه للطبيب للكشف.
- الإحساس بالدوخة والغثيان.
- ألم في المعدة، وشعور بالحموضة.
- الإسهال المستمر.
- القيء، حتى ولو يكن المريض تناول أي طعام.
- الجوع المستمر في فترات الصباح.
- الغازات المستمرة، والتجشؤ.
- صدور رائحة كريهة من الفم.
- نزول الوزن بشكل ملحوظ.
الأعراض السابقة قد تتشابه مع أعراض أخرى لأمراض تخص المعدة، أو الكبد، أو الكلى؛ ولكن هناك أعراض ترتبط بشكل وثيق بجرثومة المعدة، وفي حالة ظهورها يجب التوجه للطبيب فوراً.
- آلام مستمرة لا تتوقف في منطقة البطن.
- صعوبة تناول الطعام، وفقدان القدرة على البلع.
- تلون البراز بلون يتراوح من الأحمر إلى الأسود.
- قيء مُتصبغ باللون الأسود، ويصاحبه بقع دموية.
ما هي أسباب الإصابة بجرثومة المعدة؟
هناك عدة أسباب مرتبطة بالإصابة بجرثومة المعدة، وكما ذكرنا من قبل فإن المرض قد يتعايش لمدة طويلة، ولا تظهر أعراضه إلا بعد سنوات، ونذكر من تلك الأعراض ما يلى:
- المعيشة بمكان متكدس بالأفراد، أو الكثير من الأغراض، وهذا يساعد في انتشار الجرثومة بشكل أكبر.
- عدم وجود مصادر نظيفة لوصلات المياه، والمجاري.
- تنتشر جرثومة المعدة في الكثير من البلاد النامية؛ لقلة الموارد الصحية، وزيادة فرص انتشار المرض.
- التعايش مع شخص حامل للمرض في نفس المنزل.
ما هي مضاعفات الإصابة بجرثومة المعدة؟
يجب أن يولي المريض اهتماماً بالعلاج وتعليمات الطبيب؛ حيث أن هذا المرض له العديد من المضاعفات الخطيرة نذكر منها:
- قرح المعدة والإثنى عشر: في حالة إهمال العلاج؛ فإن حوالي 10% من المرضى قد تتطور حالتهم إلى الإصابة بالقرح؛ سواء كانت تلك القرح في منطقة المعدة، أو أسفل المريء، أو في منطقة الأمعاء الدقيقة. وبما أن أعراض جرثومة المعدة قد تتشابه مع غيرها من الأمراض؛ فإن تناول المريض لأدوية بدون أوامر الطبيب قد يزيد من تفاقم وخطورة الحالة؛ فتناول الأسبرين، والآيبوبروفين المسكن قد يزيد من خطر الإصابة بقرح المعدة.
- يزداد خطر الإصابة بجرثومة المعدة إذا كان المصاب أحد المسنين، أو كانت سيدة.
- قد تتطور الحالة في حالة وجود قرح، وازديادها مع الأنظمة الغذائية الخاطئة، ومع تناول الكحوليات، والإسراف في التدخين للإصابة بأمراض خطيرة قد تصل إلى سرطان المعدة.
- التهابات بطانة المعدة المزمنة، وتهيج مستمر في المعدة والأمعاء.
كيف يتم تشخيص جرثومة المعدة؟
نظراً لتشابه الأعراض بين جرثومة المعدة، والعديد من الأمراض الأخرى؛ فإن التحاليل الطبية مهمة قبل ابداية العلاج بالطريقة الرباعية أو الثلاثية.
- تحليل الدم: يمكن الكشف بسهولة عن جرثومة الدم في تحليل منفصل للدم، وتظهر الجرثومة في حال كون المريض مصاب بالفعل، أو كان مصاباً من ذي قبل وتعافى.
- اختبار الزفير: يمكن فحص الزفير عن طريق الزفير، وفكرة ذلك الفحص هو تحديد وجود الجرثومة من عدمها؛ فهي قادرة على تكسير اليوريا لناتجها النهائي؛ وهو ثاني أكسيد الكربون الذي يتم امتصاصه من المعدة، ويتخلص منه الجسم بالتنفس. في ذلك التشخيص يتم إعطاء المريض إحدى الكبسولات التي تحتوي على إحدى نظائر الكربون المشعة، ويتم جمع زفير المريض في إحدى الأكياس، ويتم فحص جزيئات الكربون من خلال إحدى الأجهزة الخاصة بذلك النوع من التحاليل. ويعد تحليل الزفير أكثر دقة من تحليل الدم في حالة الكشف عن جرثومة المعدة، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك بعض العقاقير تؤدي إلى عدم دقة النتائج مثل بعض المضادات الحيوية، والتي يجب وقفها قبل إجراء هذا التحليل، ولسهولة هذا التحليل فيمكن إخضاع الكبار والصغار لذلك النوع من الفحص.
- تحليل البراز: يمكن القيام بفحوصات البراز للكشف عن الإصابة بجرثومة المعدة، ومنها اختبار “مستضدّ البراز”، واختبار البراز من أكثر الاختبارات دقة لتحديد إذا ما كان المريض مصاباً بجرثومة المعدة أم لا. وكما الحال في اختبار الزفير يجب الامتناع عن تناول بعض الأدوية قبل إجراء الفحص لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين.
- منظار الجهاز الهضمي: تعتمد فكرة المناظير على إدخال أنبوب طويل يصل إلى المعدة والأمعاء، وفي نهاية ذلك الأنبوب تتركب كاميرا صغيرة، وتلك الكاميرا ترصد أي مشكلة قد تكون متعلقة بالجهاز الهضمي، وبجانب التقرير المبدأي للمنظار؛ فقد يأمر الطبيب المريض بإجراء تحليل لأنسجة من عينة المنظار.
كيف يمكننا الوقاية من جرثومة المعدة؟
نظراً لخطورة مضاعفات المرض؛ فيمكن أخذ العديد من الاحتياطات عملاً بمبدأ “الوقاية خيرٌ من العلاج”، ونذكر منها:
- الاهتمام بالنظافة الشخصية، وعدم تشارك الأدوات الشخصية مع الغير.
- الاهتمام بإعداد الطعام داخل المنزل من شخص موثوق فيه.
- عدم الإكثار من الأكل في المطاعم، أو اي مكان خارج المنزل.
- الحرص على توافر مصادر نظيفة للمياه.