علاج التهاب الحلق
التهاب الحلق هو عبارة عن عملية احتقان الحلق مصاحب للآلام بسبب التوّرمات الداخلية للحنجرة والأحبال الصوتية والشعور بالحكة في الحلق وغيرها من الأعراض الخطيرة مثل الصعوبة في البلع وتستمر هذه الالتهابات حتى يتم العلاج، وفي هذا المقال نتحدث في نبذة مختصرة عن التهابات الحلق وكذلك علاج التهاب الحلق من خلال الطرق العلاجية الفعّالة الموصوفة من الطبيب، والعوامل التي تساعد على الشفاء، فهيا بنا نتعرف على هذه الطرق من خلال السطور القليلة القادمة.
ما هي الطرق العلاجية للتخلص من التهابات الحلق؟
التهابات الحلق لها العديد من الأعراض المؤلمة مثل الآلام في الحلق، وظهور احمرار نتيجة الاحمرار في الحلق، وكذلك الأحبال الصوتية، وهو ما يؤدي إلى صعوبة في البلع وغيرها من الأعراض الخطيرة التي تظهر فجأة بسبب التهابات الحلق.
وقبل أن نتناول أهم طرق علاج التهابات الحلق، يجب أن يعرف المريض العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاب الحلق، ومن هذه الأسباب فيروسات الإنفلونزا ونزلات البرد وغيرها من الأسباب، وقد تكون الحساسية هي السبب الرئيسي الذي يزيد من عملية الإصابة بالتهابات الحلق.
أما عن مدة الإصابة، فهي تستمر من أسبوع وحتى عشرة أيام تظهر فيها الأعراض السابقة، وقد تصاحبها بعض الأعراض الأخرى عند بعض الحالات مثل الشعور بالحرقة أو بأن هناك تهيّج في الحلق.
أما عن طرق العلاج فهي تتمثل في النقاط التالية:
العلاج من خلال مسكنات الألم
مسكنات الألم من ضمن الأدوية العلاجية الهامة التي تساعد على تخفيف وتسكين الآلام المصاحبة لالتهابات الحلق، والتخلص من زيادة درجة حرارة الجسم وهي من الأعراض التي تصاحب الالتهابات في كثير من الأحيان.
وهذه المسكنات أمثال الباراسيتامول وهي من الأدوية الفعّالة لأنها تقاوم الالتهابات في الجسم وتقوم على تخفيف الآلام وتسكينها، خاصة الآلام التي تصاحب الالتهابات، كما أنها أدوية من ضمن الكورس العلاجي الشامل في علاج الفيروسات التي تسبب نزلات البرد.
ومن الأدوية الهامة التي تساعد على علاج التهاب الحلق، أدوية الستيرويدية تساعد على تخفيف التهاب الحلق، وكذلك أدوية مثل النابروكسين وغيرها من الأدوية، وجديراً بالذكر أن هذه الأدوية آمنة تماماً ولا تسبب العديد من الآثار الجانبية التي قد تؤدي إلى بعض الأعراض البسيطة مثل مشاكل في المعدة وعسر الهضم والربو وأعراضه والتي قد تزيد من المشاكل الصحية الأخرى في حال زيادة هذه الأعراض.
لذلك من الضروري استشارة الطبيب في حال ظهور العديد من الأعراض الخطيرة التي قد تزيد من تفاقم الوضع الصحي للمريض الذي يعاني من التهاب الحلق، وهناك العديد من المسكنات التي يمكن أن تساعد على التخلص من هذه الالتهابات التي تصيب الحلق خاصة لدى الأطفال والرضع، فهناك بعض الأدوية الآمنة في حالة إصابة الأطفال والرضع، وهذه الأدوية مثل الباراسيتامول والآيبوبروفين والأسبرين.
كما توجد أدوية الستيرويدات الفموية أو التي تؤخذ من خلال الفم لابد أن يعالج بها الأطفال ولكن من خلال جرعات محددة من الطبيب، أي أنه لا يتم استخدامها أو العلاج بها إلا من خلال الوصفة الطبية المعتمدة، وذلك بسبب ما يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية التي قد تزيد في بعض الحالات عند الأطفال.
العلاج من خلال البخاخات وأقراص المص
يمكن علاج التهابات الحلق من خلال استخدام أقراص مص الحلق أو الاستحلاب وهي التي تحتوي على بعض التركيبات المخدرة والمسكنة التي تخفف من آلام التهابات الحلق، وتحتوي هذه الأقراص على عدد من التركيبات المخدرة والتي تدخل فيها تركيبات الفينول والبنزوكائين والتي تستمر لفترة كبيرة في الحلق وتساعد على تخفيف من جفاف الحلق، كما تساعد البخاخات التي تحتوي على تركيبة علاجية فعّالة حيث تعمل على تخفيف الآلام الموجودة في الحلق، وهذه التركيبة هي من مضادات البكتيريا والمسكنات ومضادات الالتهاب والمواد المخدرة وبشكل عام يجب مراعاة أن هذه البخاخات وأقراص مص الحلق.
وعند استعمال هذه الأدوية السابقة، لابد أن يكون هناك استشارة الطبيب أو الصيدلي في الجرعات التي يجب أن يتم استخدامها، حتى يتجنب الشخص المريض الذي يعاني من الالتهابات من الآثار الجانبية التي قد تحدث في بعض الأحيان لبعض المرضى دون غيرهم.
مع هذه الأدوية، لابد من أخذ الاحتياطات الكبيرة من أجل تسريع عملية الشفاء ومن هذه الاحتياطات مثلاً هو تجنب تناول الأطعمة والمشروبات الساخنة، وكذلك الأطعمة التي تتسبب في حرق الفم.
ومن ضمن الاحتياطات الهامة ضمن تسريع عملية الشفاء بالنسبة للأطفال التي تعاني من التهابات الحلق، هو عدم استخدام أقراص المص والشرابات المحلاة وبخاصة لدى الأطفال لما قد تسببه من التسوس في الأسنان والضروس وذلك لأنها تحتوي على السكر، وبالتالي يجب الحذر من استخدام هذه الأدوية بشكل كبير أو بشكل رئيسي.
استخدام المضادات الحيوية في علاج التهاب الحلق
بعض حالات التهاب الحلق قد تكون بسبب الفيروسات والبكتيريا وغيرها من المسببات التي تزيد من تفاقم الوضع الصحي، وهذه الحالات التي تعاني من التهابات الحلق بسبب الفيروسات أو البيكتريا تحتاج لعلاج خاص من المضادات الحيوية التي تقضي على هذه المسببات وبالتالي التي تنتهي بسبب المضادات الحيوية.
لكن هناك ملاحظة هامة يجب أن تفهمها عزيزي المريض، وهي أن المضادات الحيوية لا تعالج التهابات الحلق الناتجة عن نزلات البرد، ولكنها تقوم فقط بمقاومة الفيروسات والعدوى البيكترية التي تسبب الالتهابات تؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي لأعراض التهاب الحلق.
كما يجب أن يكون العلاج بالمضادات الحيوية كورس علاجي متكامل بجرعات محددة عبر الوصفة الطبية المكتوبة والتي تستمر العلاج حتى نهاية الكورس العلاجي بالمضادات الحيوية، ويجب أن نذكر في هذا الصدد أن المضادات الحيوية لها العديد من الآثار الجانبية التي قد تكون خطيرة في بعض الأحيان مثل الإسهال والقىء والغثيان والطفح الجلدي ومن ناحية أخرى فإن المضادات الحيوية تستمر بشكل كبير في جسم الإنسان مدة كبيرة من الزمن مما يعني أن تقاوم البكتريا والفيروسات المسببة لهذه العدوى التي سببت بدورها لالتهابات الحلق، وربما هذه هي أهم ميزة في المضادات الحيوية أن مفعولها طويل المدى.
لكن مع ذلك لابد من الاستخدام الصحيح لهذه المضادات الحيوية، وهي ان تكون بالجرعات المحددة من الطبيب وعدم تناول المضادات الحيوية بالجرعات الناقصة أو الزائدة عن الحد، وذلك تجنباً للآثار الجانبية والتي من ضمنها زيادة تفاقم الوضع الطبي بسبب ما قد يحدث من انتشار العدوى في الحلق مرة أخرى بسبب زيادة البكتيريا.
علاج التهابات الحلق من خلال أدوية مضادات الهيستامين
أدوية مضادات الهيستامين من ضمن العلاجات الدوائية التي يمكن استخدامها في آلام الحلق والتخفيف من الأعراض التي تصاحب هذه الالتهابات، وذلك لأن مادة الهيستامين تعالج الحساسية الزائدة والتي قد تكون السبب في تفاقم التهابات الحلق في الكثير من الحالات، ومن هذه الأدوية السيتريزين و اللوراتادين وغيرها من هذه الأدوية.
وهذه الأدوية هي من محفزات التحسس مثل حبوب اللقاح والعفن والوبر، وهذه المحفزات قد تزيد من الحساسية وقد تؤدي إلى زيادة تفاقم التهابات الحلق، إلا أنه مع ادوية مضادات الهيستامين تساعد على التخلص من هذه المحفزات وما تسببه.
علاج التهاب الحلق من خلال أدوية علاج الارتداد المريئي
هذه الأدوية التي تحتوي على مثبطات مضخة البروتون وتقليل الأحماض من المعدة من آثارها العلاجية القوية القيام بتخفيف التهابات الحلق من خلال التركيبة العلاجية الخاصة بها بالتأثير على مستقبلات الأعصاب الخاصة بالالتهابات والألم، لذلك يمكن استخدام هذه الأدوية بشكل رئيسي في التخلص من التهابات الحلق.
العلاج من خلال الغرغرة
الغرغرة بالملح أو صودا الخبز المذاب في كوب من الماء الدافيء، حيث تساعد هذه الطريقة على تقليل الآلام الشديدة التي تصاحب التهابات الحلق، كما تعمل عملية الغرغرة في تقليل الارتجاع المريئي المسبب لتهيّجات الحلق.
أما عن طريقة الغرغرة فتتم من خلال تحضير محلول الملح في إذابة نصف ملعقة من الملح أو صودا الخبز في كوب من الماء الدافىء والغرغرة به دون البلع وينصح بالقيام بهذه الطريقة كل ثلاث ساعات.
العلاج من خلال الأدوية المضادة للفيروسات
كما تحدثنا عن الفيروسات والعدوى البكتيرية، والتي قد تكون من العوامل الرئيسية التي تساعد على حدوث إصابة التهابات الحلق، فإن الأدوية المضادة للفيروسات من ضمن الأدوية التي تعالج وتقاوم هذه الفيروسات التي تسبب التهابات الحلق، لذلك فإن القضاء على هذه الفيروسات يعني ببساطة التخلص من المشاكل الصحية والأعراض الجانبية لالتهابات الحلق.
علاج التهابات الحلق من خلال العمليات الجراحية
وصلنا إلى نقطة هامة للغاية في الطرق العلاجية، وهي علاج التهابات الحلق من خلال العمليات الجراحية، وذلك لأن الجراحة قد تكون ممكنة في العديد من الحالات التي تعاني من الالتهابات في اللوزتين حيث قد تكون التهاب اللوزتين هو السبب الرئيسي لالتهابات الحلق الشديدة، وقد تصاحبها بعض الأعراض الخاصة بمشكلات التنفس والتي تظهر لدى الأطفال بالذات وقد تستمر مفعولها عند البالغين الذين لم يقوموا بإجراء هذه العملية في الصغر.
عملية استئصال اللوزتين من العمليات الشائعة في الوقت الحالي خاصة لدى الأطفال الصغار الذين يعانون من مشكلات كبيرة في اللوزتين، وقد تسبب في التهابات الحلق بشكل مستمر، وهذه العمليات يمكن أن تكون للحالات التي تعاني منها لدى البالغين في الوقت الحالي ولكن بشكل قليل أو نادر، نظراً لأن البالغين قد يكون الأفضل لهم العلاج من خلال الطرق العلاجية الأخرى غير الجراحية، لكن من الأفضل للأطفال أن يتم استئصال اللوزتين مبكراً قبل أن يتموا سن البلوغ.
ومن الجراحات الهامة التي يلجأ لها الأطباء للتخلص من التهابات الحلق، هي اللجوء لتصريف الخراجات التي تظهر في الحلق والتي قد تكون السبب في التهابات الحلق، وهذه الجراحات نادرة كما يصنفها الأطباء، ولكن تبقى موجودة عند بعض الحالات.
ويلجأ الأطباء أيضاً من أجل علاج التهابات الحلق المستمرة بجراحة تثنية القاع باستخدام المنظار الطبي والتي تتحكم في الجزء العلوي من المعدة لعدم ارتداد الأحماض منها إلى الحلق والتي قد تؤدي إلى الالتهابات في بعض الحالات المزمنة بهذه الالتهابات.
ومع هذه الطرق العلاجية التي تناولناها هناك العديد من العوامل التي تساعد على عملية الشفاء من التهابات الحلق، وهذه العوامل قد يقوم بها المريض من أجل تسريع عملية الشفاء، وهذا ما نتعرف عليه في السطور القليلة القادمة.
عوامل الشفاء من التهابات الحلق
يمكنك عزيزي المريض بالتهابات الحلق القيام ببعض النصائح التي تساعدكم على الشفاء من هذه الالتهابات، وتتمثل هذه النصائح في:
- الحصول على راحة كافية: وهذا من ضمن الأمور الضرورية التي يمكنك القيام بها وهي أخذ قسط وافر من الراحة، وعدم الكلام أو الصياح نظراً لأن التهابات الحلق قد تسبب العديد من المضاعفات الخطيرة للأحبال الصوتية.
- الحفاظ على رطوبة الحلق: من ضمن المسببات لالتهابات الحلق هو أن الحلق نفسه قد يعاني من التجريح بسبب الجفاف، لذلك لابد من المحافظة على رطوبة الحلق من خلال تناول السوائل مثل الماء، وتجنب بشكل ضروري السوائل الساخنة، كذلك يمكنك عزيزي المريض مص أو استحلاب الحلوى الصلبة من أجل زيادة إفرازات اللعاب. وفي حال الإحساس بالجفاف فإن هناك العديد من الأعراض التي تزيد من الإحساس بهذا الجفاف منها ارتفاع درجات الحرارة، لذلك لابد من زيادة شرب السوائل الدافئة، وتجنب شرب المشروبات الغنية بالكافين أو الكحول لأنها قد تسبب زيادة تفاقم الالتهابات في الحلق.
- تجنب التدخين: التدخين من ضمن المحفزات التي تساعد على تهيّج الحلق وتفاقم التهابات الحلق بشكل كبير، لذلك عند الإصابة بهذه الالتهابات لابد من الامتناع تماماً عن التدخين، وكذلك تدخين المواد المخدرة وغيرها من المنتجات التي تزيد من تهيّج الحلق أثناء علاج الالتهابات.
- تجنب شرب المثلجات: المثلجات مثل الآيس كريم أو تناول المشروبات المثلجة من ضمن الأمور التي يجب أن يبتعد عنها الشخص المريض بالتهابات الحلق.
التهابات الحلق من ضمن الأمراض المنتشرة، وقد يكون هذا المرض ما هو إلا عرض لمرض أو مسببات عديدة قد تؤذي الحلق والأحبال الصوتية، وقد قدمنا في هذا المقال العديد من هذه الطرق التي يمكن أن تساعد في علاج التهاب الحلق.