أسباب وجع الرأس من الخلف
هل تعاني من صداع مزمن أسفل أو خلف الرأس دائماً؟ إن أسباب وجع الرأس من الخلف متعددة وهو عبارة عن شعور بالألم المتفرق أو المستمر في منطقة خلف الرأس وقد يكون عرضاً على وجود مرض ما في الجسم أو علامة مؤكدة على وجود مشاكل في المخ أو في أي عضو من أعضاء الجسم الأخرى، لذلك فإن تحديد الأسباب لهذا الوجع من الضروريات من أجل وصف العلاج المناسب في تلك الحالة، في هذا المقال نتعرف أكثر على أسباب وجع الرأس من الخلف وذلك من خلال سطور هذا المقال.
ما هي أسباب وجع الرأس من الخلف؟ 8 أسباب هامة قد تكون خطيرة في بعض الأحيان
وجع الرأس من الخلف دائماً ما يحدث بسبب العديد من الأسباب وله نتائج قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، وقد يكون منشأه فقط وضعيات الرأس الغير طبيعية والتي تساعد على وجود هذا الوجع، فما هي أسباب وجع الرأس من الخلف؟ هذا ما نتعرف عليه خلال النقاط التالية:
السبب الأول.. صداع التوتر والقلق
إذا كنت من أولئك الذين يعانون دائماً من الضغط والقلق والتوتر في العمل قد يكون هذا سبباً كافياً لوجع الرأس من الخلف، لقد حدد العلماء السبب الرئيسي الأكثر شويعاً وهو صداع التوتر والقلق الذي يحدث وبالتالي ينتج عنه من ضمن مضاعفاته وجع الرأس من الخلف.
فالشعور بالتوتر والقلق ينتج عنه صداع قد يستمر لمدة 30 دقيقة على الأكثر في أقل المدد وقد يستمر عدة أيام في العديد من الحالات، أما عن هيئته وموعده، فإن هيئته أنه صداع يتم بشكل تدريجي في الدماغ وعادة يكون له توقيت معين من النهار، حيث يعاني الإنسان في ذروة نشاطه وحيويته وخاصة في منتصف النهار.
وينتج عن صداع التوتر انقباضات في العضلات خاصة عضلات فروة الرأس وعضلات الرقبة حيث تحدث العديد من التشنجات والانقباضات في الإصابة بالرأس والتوتر النفسي والاكتئاب وغيرها، فما هي الأسباب التي قد تحدث وبالتالي تزيد من صداع التوتر والقلق؟
إن أسباباً عدة لابد من الإشارة إليها عزيزي القارىء قد تكون تفعلها بشكل يومي وتؤدي للإصابة بصداع التوتر أو وجع الرأس من الخلف، وهذه الأسباب تتمثل في قلة النوم أو كثرته، و الاضطرابات في مستويات إفراز هرمون الإستروجين خلال فترة الدورة الشهرية عند النساء، او في فترة انقطاعها فإن النساء يصبن بصداع التوتر وبالتالي وجع الرأس من الخلف.
قد يكون هناك أسباب أخرى تتعلق بالإرهاق والتعب المزمن في الجسم، وإدمان الكحول أو الخمور وتقويت بعض وجبات اليوم مثل العشاء أو الإفطار. لذلك قد يكون صداع التوتر والقلق او وجع الرأس من الخلف مرتبطاً بعدم ممارسة التمارين الرياضية وعدم الاهتمام بنمط حياة طبيعي وسوي.
السبب الثاني.. صداع عنقي المنشأ
قد يكون هذا السبب الثاني من أسباب الصداع الذي يصيبنا من الخلف، فإن الألم قد يكون ملازماً في مؤخرة الرأس بشكل مستمر، بسبب الألم أو المشكلة التي تعاني منها عضلات الرقبة، وهذا سبب من ضمن الأسباب، حيث أشار الأطباء إلى أن الصداع ما هو إلا عرض أو علامة من العلامات الهامة التي تدل على وجود مشكلة من مشاكل الجسم، وهو ما يعرف بـ الألم الرجيع.
وفي الحالة التي نتحدث عنها في هذه النقطة، فإن الإصابة بمشاكل الرقبة، أو في أي موقع من الجسم قد ينتج عنه بسهولة حدوث المشكلات في الدماغ ومنها الصداع في مؤخرة الرأس، ومنها الإصابة باضطرابات عظام الرقبة والعضلات التي تحدث أحياناً لعدة أسباب، وذلك يؤدي غلى تحفيز الشعور بالآلام عند نقاط اتصال عصبية ما بين الرقبة والدماغ لذلك يشمل الألم الرقبة والمفاصل والأربطة والأنسجة العصبية المكوّنة لهذه العضلات وينتقل الألم عبر الإشارات العصبية إلى مؤخرة الرأس.
أما عن الأسباب والعوامل التي يجب أن نحذر منها وقد تكون أسباباً هامة من ضمن أسباب الصداع العنقي أو حدوث آلام في مؤخرة الرأس، فإن تلك العوامل تحدث عندما يتعرض الإنسان للإجهاد البدني او العضلي الشديد خلال اليوم، أو وضعيات الجسم الخاطئة بما يخص الجلوس أو حركة الرقبة، وكذلك الصعوبات التي يعاني منها البعض خلال النوم أو التعب العام للجسم، أو مشاكل مرضية في عضلات وفقرات الرقبة أو حدوث إصابة قديمة أو جديدة للرقبة بشكل عام.
السبب الثالث.. الآلام العصبية القذالية
من ضمن الأسباب التي تؤدي إلى الصداع في مؤخرة الرأس هو ما يعرف طبياً بالألم العصبي القذالي وهو عبارة عن ألم يحدث ويصاحبه نبض مثل آلام الصدمات الكهربية ويحد تحديداً في الجزء العلوي من الرقبة أو في مؤخرة الرأس نفسها، أو في المنطقة التي تلي خلف الأذنين، وبالتالي يحدث الألم في المنطقة التي تمدها وتغذيها العصبين القذالين الكبير والصغير واللذين يمتدان عبر العمود الفقري والتقاءه بالرقبة ثم مؤخرة الرأس والفروة.
أما عن الأسباب قد تكون هي العوامل الرئيسية التي تعمل على زيادة الألم العصبي القذالي هي تعرض مؤخرة الرأس بالتحديد لإصابة مباشرة، أو الضغط على الأعصاب من خلال التشنجات التي تصيب عضلات الرقبة وقد يكون السبب الرئيسي هو الضغط على العصب الذي يخرج من العمود الفقري وهو ما يعمل على الإصابة بالفصل العظمي، وقد يكون الإصابة ببعض الأورام والالتهابات والعدوى المضعية في الرقبة هي السبب.
كما يمكن أن يكون من ضمن أسباب هذا الصداع أو الوجع التهاب الأوعية الدموية ودار النقرس والإصابة بداء السكري، وأيضاً الوضعيات الغير طبيعية التي تحدث مثل انحناء الرأس للأسفل والأمام لفترة طويلة.
السبب الرابع.. فرط استخدام بعض الأدوية
قد تسبب بعض الأدوية ذات الجرعات المركزة والتي يتم تناولها لفترات طويلة إلى هذا الصداع، وهذه الأدوية تتمثل مثلاً في مسكنات الألم أو أدوية التريبتان التي تؤخذ من اجل علاج الشقيقة أو أنواع أخرى من الصداع والتي ترتبط بأنواع مختلفة من الصداع. مثل الصداع في مقدمة الرأس أو الجانبين أو الصداع النصفي في منتصف الرأس أو الجهة اليمنى وحدها واليسرى كذلك.
وقد يكون السبب الرئيسي مع هذه الآلام التي تحتاج إلى هذه الأدوية آلام الرقبة المزمنة، والتي تحتاج إلى فرط استخدام الأدوية من أجل تسكين الآلام، فما هي المدة التي يمكن أن نتحدث عنها ونقول انها قد تكون سبباً في فرط استخدام الادوية وبالتالي حدوث الألم؟
يقدر الأطباء ذلك بنحو 3 أشهر، وهو ما يعني أن استخدام الادوية بجرعات مفرطة في هذا الأمر قد يؤدي إلى هذه الآلام، إلا أن عوامل أخرى يمكن ربطها بفرط استخدام الأدوية في طريقة تناول الأدوية نفسها، مثل تناول الأدوية لأكثر من ثلاثة مرات أسبوعياً أو تناول الجرعة اللاحقة بعد حدوث الآلام مرة أخرى، أو بعد انتهاء مفعول الجرعة السابقة، وكذلك الإكثار من تناول الأدوية المسكنة دون الوصفات العلاجية الطبية التي تحتاج او التي وصفت ذلك، وكثيراً ما يحدث ذلك لنا ويجب التحذير منه، كذلك زيادة الجرعات في بعض الأدوية خاصة أدوية التريبتان، وازدياد تكرار الصداع بالتدريج تزامناً مع الحاجة الملحة لتناول هذه الأدوية.
السبب الخامس .. الشعور بالجفاف
الجفاف يعني طبياً فقدان الجسم للمياه بشكل طبيعي من خلال العديد من عمليات الإخراج مثل التبوّل أو التعرق بشكل غزير مما يعني فقدان الجسم للماء وعدم تعويضه من خلال السوائل، وهو ما يؤدي للجفاف إما بدرجة خفيفة أو متوّسطة أو عنيفة حسب نسبة الماء المفقود من الجسم.
هذا سبب من ضمن الأسباب التي تؤدي للصداع في مؤخرة الرأس، حيث قد يكون الصداع في المقدمة أو صداع كامل للرأس أو صداع في مؤخرة الرأس، وذلك بسبب تقلص حجم الدماغ بشكل مؤقت بسبب العطش أو الجفاف وفقدان السوائل من الجسم، الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض حدوث البلازما في الأوعية الدموية للدماغ، وهو ما يؤدي إلى مضاعفات الجفاف ومنها حدوث الصداع في مؤخرة الرأس.
أما عن العوامل والأسباب التي تؤدي إلى زيادة الصداع أو الجفاف وبالتالي مضاعفاته الشديدة، هو التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة مما يزيد من درجة حرارة الجسم والتعرّق وبالتالي فقدان الجسم للماء، وهذا يحدث بشكل طبيعي في فصل الصيف أو في الأماكن الحارة.
قد يحدث الجفاف لحديثي الولادة وصغار السن بسبب العديد من العوامل، لذلك بذل المجهود الرياضي البدني العنيف والإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل أمراض الكُلى وداء السكري والأشخاص الذين يتناولون أدوية تزيد من معدلات إدرار البول، كلها عوامل تؤدي للجفاف وبالتالي تحدث مشاكل في مؤخرة الرأس.
السبب السادس .. صداع بذل المجهود البدني العنيف
أثناء ممارسة التمارين اليومية قد يحدث مجهود بدني عنيف في بعض الحالات، مما يعني ان المجهود البدني العنيف قد يحدث له بعض النتائج ومن ضمنها صداع المجهود في مؤخرة الرأس، وهذا يحدث في بعض الرياضات التي تحتاج إلى مجهود بدني مثل الركض والتجديف ورفع الأثقال والتجديف وغيرها من الرياضات.
وهناك نوعين من صداع المجهود البدني، أولهما الأولي وهو صداع مؤقت وغير مؤذي ولا يحتاج إلى علاج ولا يرتبط بأي مضاعفات صحية، أما الثاني وهو الصداع الثانوي فهو يتطلب الخضوع للإشراف الطبي لأنه قد يكون مضاعفات لمشكلة صحية يعاني منها الإنسان مثل الأورام والشريان التاجي أو مشكلة خارج الدماغ وقد يكون هناك عوامل وراثية بسبب الإصابة بصداع الشقيقة أو عوامل أخرى ترتبط بممارسة التمارين الرياضية العنيفة أو التي تحتاج إلى مجهود بدني في درجة حرارة مرتفعة، أو في أماكن جغرافية عالية.
السبب السابع.. الإصابة بالصداع النصفي أو الشقيقة
الصداع النصفي أو ما يسميه الأطباء الشقيقة هو صداع قد يكون دورياً يستمر لمدة ثلاثة أيام وقد تنتهي أعراض ثم ترجع مرة أخرى، أي أنه قد يكون على شكل النوبات، وهو عبارة عن صداع يصاحبه ألم نابض من جهة واحدة من الرأس وناحية مؤخرة العني أو في قاع العين، كما تصاحبه بعض الأعراض مثل الحساسية الشديدة للضوء او بعض الروائح والأصوات والغثيان والاستفراغ وبعض الالتهابات في الأوعية الدموية والأعصاب في الرأس بما يسبب الشقيقة.
أما عن العوامل التي تؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بالشقيقة أو وجع الصداع النصفي وبالتالي وجع الرأس من ناحية الخلف هي أن الإصابة بالصداع النصفي يحدث للنساء أكثر من الرجال، ووجود تاريخ عائلي طويل من الإصابة بالشقيقة أو الصداع النصفي، فقد تكون العوامل الوراثية هي السبب الرئيسي، هذا بالإضافة إلى العمر فإن أعراض الشقيقة قد تظهر للمرة الأولى في مرحلة المراهقة بينما يمكن أن تبدأ الأعراض في أي وقت قبل بلوغ سن الأربعين.
السبب الثامن.. انخفاض ضغط السائل الشوكي الدماغي
يعتبر من الأسباب التي تحدث عنها الأطباء، وهو أن الدماغ يقع في كيس مملوء بسائل دماغي شوكي يوجد في الجمجمة ويمتد نحو العمود الفقري وهذا السائل له أهمية كبيرة حيث يساعد على حماية الدماغ لأنه يدعم ويمتص الصدمات من ناحية كما يساعد على نقل الفضلات.
أما عن كيس الدماغ نفسه فهو يتكوّن من أغلفة تعرف بالسحايا وفي حالة الإصابة في الدماغ لهذه الأغلفة قد يسبب ذلك انخفاض ضغط السائل الدماغي وبالتالي ارتخاء خلايا المخ نحو الأسفل وبالتالي يسبب الصداع في مؤخرة الرأس.
وتسريب السائل الدماغي يحدث في العديد من العوامل مثل الخضوع لجراحات العمود الفقري والتعرض لمنطقة الرأس والعنق للإصابات الرضية، وقد يكون مرتبط ببعض الأمراض أو الأعراض مثل السعال القوي أو العطاس، كما يرتبط بالأفراد الذين يولدون بأغلفة سحائية أكثر عرضة للتمزق.
هذه كانت الأسباب التي تؤدي لوجع مؤخرة الرأس، وهي أسباب طبية يعرفها الأطباء بالضرورة، فمن الضروري بالنسبة للمريض الذي يعاني من بعض الأعراض مثل الوجع المستمر في مؤخرة الرأس، أن يستشير الطبيب من أجل وصف العلاج المناسب في حالته.