مرض الدرن
من المؤكد أن مرض الدرن واحد من أخطر الأمراض التي تهدد حياة البشر، وهو من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي وتسبب الوفاة إذا لم يحصل المريض على العلاج في الوقت المناسب، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف على الكثير التفاصيل الخاصة بهذا المرض وأهم أعراض وأسباب والإصابة به.
ما هو مرض الدرن؟
مرض الدرن هو المرض الذي يشتهر باسم مرض السل، وهو يصنف على أنه واحد من الأمراض التي تحدث نتيجة العدوى بنوع من أنواع البكتيريا التي تصيب الرئة، وهو من أكثر الأمراض خطورة لأنه يسبب الوفاة في فترة قصير، وقد تم اعتبار مرض الدرن من الأمراض الطارئة في عام 1993 في تقرير منظمة الصحة العالمية، حيث صدر هذا التقرير نتيجة ازدياد أعداد المصابين بهذا المرض حول العالم بشكل كبير بالإضافة إلى زيادة أعداد الوفاة، ويذكر أن عام 2015 قد شهد وفاة ما يقرب من مليون ونصف مريض من مرضى الدرن، وفي عام 2015 وصل عدد المصابين بهذا المرض إلى ما يقرب من 10 مليون حالة حول العالم.
ومرض الدرن من الأمراض التي تصيب كل الأعمار والأجناس كما أنه منتشر في كل أنحاء العالم، لكن نسبة الوفيات والإصابة به تزداد في المناطق الأكثر فقرا وفي الدول النامية التي تعاني من الحروب والمجاعات.
ما هي تصنيفات مرض الدرن؟
مرض الدرن من الأمراض التي تم تقسيم تصنيفها إلى نوعين سوف نذكرهم في النقاط التالية:
الإصابة الكامنة بمرض الدرن
وقد أوضحت التقارير أن عدد المصابين بحالة الدرن الكامنة تقدر بما يقارب بليون حالة، والإصابة بحالة الدرن الكامنة يقصد بها أن الشخص مصاب بعدوى الدرن لكن في نفس الوقت فإن البكتيريا التي سببت هذا المرض موجودة في الجسم في حالة من الخمول والثبات أي أنها ليست نشطة، وبالتالي يؤدي خمول البكتيريا إلى عدم ظهور أي من الأعراض على المريض، بالإضافة أن وجود المريض في مرحلة الدرن الكامنة لا يؤدي إلى أن يقوم بنقل العدوى إلى الآخرين، لهذا فإن تقديم العلاج للمريض في هذه المرحلة يعتبر من أهم الأمور التي تساعد على الوقاية من حدوث تطور في الحالة وتحول البكتيريا من الحالة الخاملة إلى الحالة النشطة مما يؤدي إلى ظهور الأعراض بالإضافة إلى تحوله إلى واحد من الأمراض المعدية.
الحالة النشطة من الإصابة بالدرن
بعد أن تبدأ البكتيريا في الدخول إلى الجسم فإنها تأخذ عدة أسابيع أو سنوات طويلة حتى تتحول من الحالة الخاملة إلى الحالة النشطة، وبعد أن تتحول البكتيريا إلى هذه الحالة فإنها تبدأ في الانتقال إلى الآخرين، وفي هذه المرحلة أيضا تبدأ الأعراض الخاصة بمرض الدرن في الظهور.
ما هي أهم العوامل التي تزيد من نسبة الإصابة بمرض الدرن؟
الإصابة بالدرن تحدث نتيجة وصول بكتيريا يطلق عليها البكتيريا المتفطرة السلية Mycobacterium tuberculosis، وهذه البكتيريا تنتقل عبر الهواء، والعدوى تحدث بشكل رئيسي نتيجة مخالطة مريض الدرن لمدة طويلة من الوقت، حيث أن هذا يؤدي إلى التعرض إلى كل من رذاذ المريض الناتج عن العطس والسعال، لذلك نجد أن عدوى الدرن تنتشر بشكل واسع بين أفراد الأسرة أو أفراد العمل، أما الإصابة بالردن فهي في معظم الأحوال تحدث نتيجة تنشيط الإصابة الكامنة بالمرض، أو وجود اضطرابات مناعية لدى العيد من الأشخاص فيؤدي ذلك إلى إصابتهم بالعديد من أنواع العدوى..وجدير بالذكر أن هناك بعض الأشخاص تزيد نسبة تعرضهم للإصابة بالدرن عن الآخرين طبقا للكثير من العوامل المختلفة التي تزيد من نسبة الخطر، ومن هذه العوامل نذكر التالي:
المرحلة العمرية
يعتبر الأشخاص البالغين هم أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض الدرن بالمقارنة مع الأشخاص الآخرين، كذلك فإن المركز الثاني في نسبة الخطورة يكون للأطفال في عمر الولادة وحتى سن أربعة عشر عام، وفي عام 2017 قدرت حالات الإصابة بين هذه الفئات العمرية إلى حوالي مليون إصابة، منها 230 ألف حالة وفاة.
الفقر
يعتبر الفقر من أكثر المشكلات التي تؤدي إلى زيادة نسبة الخطورة بالإصابة بمرض الدرن، ولذلك نجد أن النسبة الأكبر من الإصابة تحدث في الدول النامية والدول الأكثر فقرا، حيث انتشار الفقر والمجاعات والتلوث مما يقلل من المناعة بالإضافة إلى عدم وجود الخدمات الصحية بشكل جيد.
الإصابة بالأمراض المناعية
نقص المناعة أو إصابة الأشخاص بالأمراض المناعية المختلفة تعتبر من أكثر العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بمرض الدرن.
التدخين
أما التدخين يعتبر من أهم الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان حيث أن نسبة المصابين المدخنين تصل إلى ما يقرب من 8% من المصابين.
ما هي أهم أعراض مرض الدرن؟
كما ذكرنا من قبل فإن الإصابة بالدرن في المرحلة الخاملة لا تؤدي إلى ظهور أي من الأعراض على المريض، لكن عندما يتحول المرض إلى الحالة النشطة فإن هناك الكثير من الأعراض ومنها:
- السعال الشديد الذي يستمر لأكثر من إسبوعين.
- وجود نزيف دم مصاحبا للسعال.
- فقدان الوزن بصورة كبيرة.
- الشعور بألم في الصدر.
- الشعور بالتعب الشديد.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- الإصابة بفقدان الشهية.
ما هي أهم طرق الوقاية من الإصابة بالدرن؟
من المؤكد أن وقتنا الحالي قد شهد العديد من التطورات الخاصة بالوقاية من مرض الدرن ومنها نذكر التالي:
- الحصول على اللقاح المقاوم لمرض الدرن.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية وخاصة نظافة اليد.
- التواجد في بيئة صحية ونظيفة.
- تغير نمط الحياة إلى نمط صحي وخاصة فيما يتعلق بالأنظمة الغذائية.
- الاهتمام بممارسة الأنشطة الرياضية.
- الحصول على فترات كافية من الراحة.
- استخدام المنديل عند السعال أو العطس.
- الامتناع والتوقف عن التدخين.
- الحصول على الاستشارة الطبية السريعة في حالة ظهور أي أعراض.
كيف تحمي نفسك من التعرض إلى مرض الدرن؟
ذكرنا في النقاط السابقة بشكل سريع ما هي أهم طرق الوقاية من الإصابة بمرض الدرن، لكن في هذه النقطة سوف نذكر بشكل تفصيلي طرق مهمة لكي تحمي نفسك من الإصابة بمرض الدرن، وهنا لابد أن نشير إلى أن انتقال مرض الدرن يحدث بعدما تنتقل البكتيريا المسببة له من خلال الاستنشاق أو التعرض إلى رذاذ الشخص المريض، وهناك طرق متعددة تزيد من عملية انتقال الرذاذ مثل السعال والعطس والبصق، وهنا من المهم أن نوضح أن العدوى تحدث حتى لو كان الرذاذ محملا بنسبة بسيطة جدا من البكتيريا، وكذلك فإن شرط حدوث العدوى هو أن تكون البكتيريا المنقولة بكتيريا نشطة وليست بكتيريا خاملة،
هنا ولكي تتجنب الإصابة من المهم أن تلتزم بمجموعة من طرق الوقاية المهمة ومنها:
- حاول أن تتجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين وخاصة لفترات طويلة، والحذر بشكل أكبر في حالة السفر إلى بلد ينتشر فيها مرض الدرن.
- من المهم أن تتجنب التواجد في الأماكن المغلقة التي لا يوجد بها تهوية جيدة.
- يجب أن يحصل مريض الدرن على العلاج المخصص لهذا المرض للفترة التي يقوم الطبيب بتحديدها حتى تتحول البكتيريا إلى بكتيريا غير نشطة مما يؤدي إلى عدم انتقال العدوى إلى الأشخاص الذين يتعامل معهم.
ما هي أهم الطرق التي ينتقل بها مرض الدرن؟
كما ذكرنا من قبل فإن مرض الدرن يعتبر من الأمراض التي تنتقل من إنسان إلى آخر عن طريق العدوى التي تؤدي لها مجموعة من العوامل المختلفة، ودخول البكتيريا المسببة للدرن إلى الجسم يؤدي إلى إصابة الكثير من الجسم المختلفة لكن في معظم الأحوال فإن البكتيريا تستقر داخل الرئتين ومن ثم تبدأ في النمو وتنتقل إلى باقي أجزاء الجسم من خلال الدم، أما العدوى فهي تتم إذا كانت البكتيريا موجودة في كل من الرئتين أو الحلق لأنها بذلك تنتقل إلى الآخرين بشكل سهل، لكن في حالة ما إذا كانت البكتيريا موجودة في أي جزء من أجزاء الجسم الأخرى مثل الكلى أو العمود الفقري فهي لا تؤدي إلى انتقال العدوى من المريض إلى الأشخاص الآخرين.
وطريقة العدوى من شخص مريض إلى شخص مصاب تحدث من خلال مجموعة من العوامل المهمة، حيث ان البكتيريا تنتقل من خلال الهواء المحمل برذاذ الشخص المريض وبدوره يكون هذا الرذاذ محتويا على البكتيريا المسببة لمرض الدرن، وبالتالي تنتقل العدوى من خلال العطس أو السعال أو الحديث والضحك.
هنا من الممكن أن نشير إلى نقطة مهمة للغاية وهي أن فرصة حدوث العدوى تزيد بنسبة كبيرة في حالة ما إذا كان هناك اتصال شديد مع الشخص المصاب ويكون هذا الاتصال طويل الأمد مع الشخص الذي لديه بكتيريا الدرن النشطة، أي أنه من الممكن أن يصل إلى الأشخاص المتواجدين مع نفس الشخص في المنزل في نفس الوقت لأن العدوى في هذه الحالة سوف تكون سريعة الالتقاط.
وهنا من المهم أن نشير إلى نقطة مهمة وهي أن هناك طرق متعددة لا تنتقل عدوى الدرن من خلالها، فهي لا يمكن أن تصل إلى أي شخص عن طريق التقبيل أو مشاركة بعض الأدوات الشخصية مثل فرشاة الأسنان، كما أنها لا تنتقل من خلال استخدام الأدوات الشخصية للمريض أن عن طريق المصافحة بالأيدي أو من لمس مقاعد المرحاض.
وجدير بالذكر أن الشخص المصاب بمرض الدرن النشط من الممكن أن يعمل على نقل العدوى إلى مجموعة من الأشخاص يتراوح عددهم من خمسة أشخاص وحتى خمسة عشر شخص في العام الواحد، ويعود سبب قدرة المريض على نقل العدوى إلى هذا العدد إلى أن أعراض المرض تظل كامنة دون أن تظهر ومن ثم تبدأ في الظهور بشكل خفيف وهذا يؤدي إلى انتقال البكتيريا لمجموعة من الأشخاص الآخرين.
بعض الإرشادات المهمة للتقليل من عملية انتقال مرض الدرن
هناك مجموعة من النصائح الطبية المهمة التي تساعد على تقليل نقل مرض الدرن من مريض إلى آخر، والعديد من الخبراء المختصين في علاج مرض الدرن يوصون باستخدام لقاح عصية كالميت غيران
The bacillus Calmette-Guérin vaccine حيث أنه يساعد على وقاية كل من الأطفال والرضع والبالغون أقل من 35 عام، ومن المهم أن نشير أن هؤلاء الأشخاص هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض وبالتالي سوف يكونون أكبر مصدر للعدوى به للكثير من الأشخاص من حولهم.. وبجانب هذا اللقاح فإن هناك العديد من الطرق المهمة التي تعمل على تقليل انتشار مرض الدرن ومنها نذكر التالي:
- أخذ الأدوية المخصصة لعلاج مرض الدرن والتي يأمر بها الطبيب المختص.
- استخدام كل الإجراءات الوقائية لمنع وصول الرذاذ المحمل بالعدوى مثل استخدام المناديل عند العطاس أو السعال أو الضحك والتخلص من المناديل بشكل صحي عن طريق رميها في كيس مغلق ووضعها في سلة المهملات.
- على مريض الدرن أن لا يقوم بالذهاب إلى أي من الأماكن التي من الممكن أن ينقل فيها العدوى إلا بعد أن يحصل على إذن الطبيب المعالج له.
- من المهم أن يحرص مريض الدرن على تجنب التواصل القريب والوثيق مع الأشخاص الذين يتعامل معهم.
- من المهم أن يحرص مريض الدرن على النوم في غرفة منفردة دون أن يشاركه أي من الأشخاص الآخرين.
- من المهم أن يتم الاهتمام بتهوية الغرفة التي يوجد بها المريض من أجل التخلص من الجراثيم الموجودة بها وتقليل فرص انتقال العدوى إلى الآخرين.
ما هو علاج مرض الدرن؟
علاج مرض الدرن ضروري في كل الأحوال سواء كان المريض في مرحلة الدرن الكامن أو الدرن النشط، وهنا يجب أن نشير إلى نقطة مهمة للغاية أن علاج مرض الدرن يحتاج إلى فترة زمنية طويلة وهي لو قارناها بمدة علاج أي نوع من أنواع العدوى البكتيرية فسوف تكون هي الأطول، والعلاج الدوائي يعتبر العامل الأساسي في علاج مرض الدرن في كل الحالات، ويقوم الأطباء بوصف نوع أو نوعين من الأدوية لعلاج حالات الدرن غير النشط، أما في حالة الدرن النشط فإن المريض يحصل على مجموعة من المضادات الحيوية لمدة تتراوح من ستة أشهر وحتى تسعة أشهر… وجدير بالذكر أن هناك مجموعة من العوامل التي يعتمد عليها نوع الدواء والمضادات الحيوية التي يقوم الطبيب بوصفها ومنها:
- عمر المصاب.
- الحالة الصحية العامة للمصاب.
- مكان وجود عدوى الدرن في الجسم.
- قدرة الجسم على مقاومة الأدوية.
وهناك مجموعة من الأدوية التي يقوم الأطباء بالاعتماد عليها لعلاج هذا المرض ومنها:
- بيرازيناميد Pyrazinamide.
- ايزونيازيد Isoniazid.
- ريفامبين Rifampin.
- فلوروكينولون Fluoroquinolone.
وهنا من المهم أن نشير إلى أنه بعد تلقي المصاب بمرض الدرن للعلاج لمدة أسابيع فإنه يبدأ في التحسن ويبدأ الدرن في التحول إلى الحالة غير النشطة وهنا يقع الكثير في خطأ كبير عند القيام بإيقاف الأدوية، لذا من المهم أن لا يقوم المريض بهذه الخطوة من تلقاء نفسه بل بعد استشارة الطبيب، وذلك لأنه عند إيقاف الأدوية أو عند عدم الالتزام بأخذ الجرعات في مواعيدها المحددة فإن ذلك من الممكن أن يعمل على تحفيز نمو البكتيريا ويجعلها أكثر مقاومة للدواء، وهذا سوف يؤدي إلى أعراض أكثر خطورة سوف يكون من الصعب علاجها. وفي كثير من الأحيان يكون للعلاجات المخصصة لمرض الدرن مجموعة من الأعراض الجانبية ولكن هذا من المهم أن لا يؤدي إلى الامتناع عن الحصول على الدواء.