كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق ان عملية برج البراجنة كانت تستهدف مستشفى الرسول الاعظم المليء بالمرضى والأهالي والمدنيين لكن الإجراءات الأمنية جعلتهم يغيرون الخطة، فانتظر الانتحاريون ساعة الذروة ونفذوا تفجيري برج البراجنة. وفي مؤتمر صحفي عقده في مبنى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، رأى انه من المستحيل ان تكون عملية برج البراجنة هي الاخيرة، كاشفاً انه كان من المفترض ان ينفذها 5 انتحاريون، الا انه اوضح ان ما أفشلها هو القبض على انتحاري لبناني هرّب من سوريا الى لبنان عبر الهرمل. واوضح ان الانتحاريين الخمسة، هم انتحاريا برج البراجنة، والارهابي اللبناني الذي اعتقل في الشمال وانتحاريان لم يدخلا الاراضي اللبنانية. واذ رأى انه كان واضحاً أن "هناك قراراً كبيراً بالتفجير في لبنان"، معلناً ان الشبكة الارهابية التي تم كشفها تتألف من 7 سوريين موقوفين ولبنانيين اثنين، واحد إنتحاري والآخر من هرّبهم عبر الحدود، وهذا أول الخيط. وأعلن ان الانتحاريين كانوا يجرون لقاءات مع شخص يُدعى "أبو وليد" وهو موجود بمنطقة الرقة السورية. ولفت الى انه "يمكن أن نكشف عن مهربين آخرين"، مشيراً الى ان الانتحاري الذي قبض عليه في طرابلس، حاول اثناء اعتقاله من قبل شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي تفجير نفسه بالعناصر الامنية الا ان عطلاً فنياً طرأ على "عتلة" الحزام الناسف. وأشار الى انه "رغم حجم ما حصل في انفجار البرج، الا ان البلد بخير لأن الاجهزة الامنية تعمل على قاعدة وطنية دون أن تنظر الى اي خلاف سياسي بين اللبنانيين، والنموذج الافضل والجدي والاستثنائي الذي حصل أمس من قبل شعبة المعلومات بإلقاء القبض على كامل الشبكة الانتحارية والمعاونين لهم خلال 48 ساعة من وقوع الانفجار، رغم الحديث عن محدودية الامكانيات". وأفاد ان "السوريين الموقوفين كان جزء منهم بمخيم البرج والجزء الآخر بشقة بالاشرفية كان يعمل فيها على تحضير الاحزمة الناسفة، ولا اعتقد ان هناك جهاز بالعالم في هذه اللحظة استطاع أن يحصل على معلومات وينهي التحقيقات ويعتقل المطلوبين بأقل من 48 ساعة وبانتشار بين البرج والاشرفية، والاصعب هو عندما تراجع أقوالهم يظهر أن لا قدة لهم سوى على القتل والانتقام". وشدد على ان "الاحتراف والجدية والمتابعة هي التي عوضت كل النقص، وحقق الانجاز الاستثنائي، هذا يطمئن جميع اللبنانيين دون استنئاء لأن كل الاجهزة الامنية تعمل وفق أجندة وطنية دون أن تأخذ بعين الاعتبار الطائفة أو المنطقة أو البيئة". وأعرب عن أمله ان "يكون هذا الامر فاتحة الخير لحوار سياسي جدي يأخذ بعين الاعتبار حاجة اللبنانيين الى الاستقرار، لأنه مهما "تحدثنا عن غطاء دولي للإستقرار في لبنان هذا الغطاء يتعب ولا يعيش في نظام فاقد للنصاب الدستوري بغياب رئيس وحكومة أو مجلس نواب لا بنعقد الا بعد جهود كبرى، وكأن الاستثناء هو عقده". وأكد "اننا لن نتوقف عن ملاحقة الارهابيين، واللبنانيون أثبتوا أنه لا بيئة حاضنة لللارهاب ولا أحد يتجرأ للوقوف حد الارهاب، لأنه ليس من طبيعتنا وديننا أو رغبتنا بالحياة، اللبنانيين يرغبون بالحياة والنجاح". واعتبر ان "ما حصل بالبرج يجب أن يكون عبرة لنا جميعا، وعلى السياسيين التواضع وأن نهتم بالداخل وأن نبحث عن حلول، لا لبنان ولا ليبيا على خريطة الاهتمام الدولية، ونأمل أن يكون هذا الوجع بداية طيبة لكل القوى السياسية لاننا نبحث عن الاستقرار وحماية النظام واللبنانيين من هؤلاء التكفيريين المجرمين". ولفت الى ان "سنة ونصف دون رئيس، ولكن نحن لا نستطيع تأمين استقرار دون الحد الادنى من التوافق السياسي". وشدد المشنوق على ان "شعبة المعلومات لن تترك واجباتها، وكذلك كافة الاجهزة الامنية كل واحد ضمن امكانياته، من أجل حماية البلد". من جهة أخرى، دعا القرى الحدودية الى الانتباه الى موضوع الحدود، ولفت الى انه عليها ان المهرّبين الذين يسهّلون دخول الانتحاريين من أجل المال، يسهّلون القتل، ومسؤوليتهم عن قتل اللبنانيين ليست أقل من مسؤولية الانتحاريين". وأوضح ان "كل التهريب الذي يحصل ليس هدفه الحياة، هم جزء من تنظيم وتخطيط ورغبة بقتل اللبنانيين تحت شعار مذهبي بغيض، سبق وعانينا مع نفس الحالات من نفس المناطق بتهريب السيارات المفخخة، والتي تفحجرت بالرويس، والان تتكرر بالاشخاص. وكشف ان الجيش اللبناني أعلن عن ضبط 10 سيارات وعدد من الدراجات النارية المفخخة في عرسال، ويجب القبض على من يتعاطى بالتزوير والاختام المزورة، ويجب التعاون مع الاجهزة الامنية لحماية كل لبنان". من جانب آخر، وفي الشق السياسي، رأى ان "الاستقرار السياسي لا يدوم دون توافق القوى السياسية، هذ البلد لا يمشي دون رئيس والنظام لا يعيش دون رئيس، وعلى القوى السياسية مواكبة هذا الحدث يتواضع، والاتجاه نحو التوافق السياسي". ولفتت الى ان الكلام الذي قاله الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "جدي ومسؤول باعتبار أن الطائف هو سقف كل اللقاءات والحوارات السياسية"، مشيراً الى ان رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري "تجاوب مع نصرالله وكان ايجابياً ووضع اولويات وهي ليست للخلاف بل قابلة للنقاش والبحث من أجل الوصول الى مزيد من نقاط التلاقي". واذ شدد على ان "الوضع الامني تحت السيطرة، ولكن هذا لا يمنع حصول أحداث ومشاكل، والمغتربين يعرفون كيف هو حال البلد، ولا استطيع أن أطمئن المغتربين وفهناك مسؤولية، وكل ما استطيع قوله أن الاجهزة الامنية حاضرة للمنع والحد من المتطرفين والتكفيريين، ومهمتها الاساسية حماية كل اللبنانيين".
ارسال تعليق جديد