انتشرت منذ أيام شائعة عن تسمّم بعض الناس في صور نتيجة رش مبيدات الحشرات. المعلومات المتاحة تفيد بأن تسجيل عدد من حالات الاختناق لا يعود إلى نوعية المبيدات المستخدمة، فهي غير خطرة
قبل أيام، سبّب رش مبيدات الحشرات في حيّ سكني في صور بإصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق. وبرغم أن الإصابات كانت عرضية، إلا أن الحادثة سلطت الضوء على آلية رش المبيدات الحشرية من قبل البلديات في الأماكن العامة أو من قبل المواطنين في منازلهم. يومياً، ترش البلدية مرتين صباحاً ومساءً لإبادة الحشرات، ولا سيما بعد أزمة النفايات المستمرة في المدينة منذ إقفال مكب رأس العين. فالبلدية ترمي نفاياتها مؤقتاً في مكب مكشوف في الحديقة العامة. لكن ما الذي حدث منذ أيام وأدى إلى حالات الاختناق؟
عباس السمرا، الملقب بـ»عباس الكيماوي» على سبيل المزاح، هو العامل المكلف، من قبل بلدية صور، رشّ المبيدات الحشرية في الشوارع، وهو نفسه من قام بالرش في حيّ آل الدهيني في محيط مبانٍ سكنية قبل أيام. يوضح السمرا في حديث لـ»الأخبار» أن رئيس البلدية حسن دبوق طلب منه التوجه إلى الحي بناءً على شكوى من السكان جراء طوفان مستودع أحد المباني بالمياه المبتذلة وانتشار الروائح الكريهة والحشرات والبراغيث والجرذان. استعان بآلة الرش الرذاذي الحراري العائدة للبلدية ورش المستودع ومحيطه بمادة المازوت التي صوبها لمدة عشر دقائق متواصلة على سطح بركة المياه المبتذلة الراكدة ليقتل الحشرات التي تحوم فوقها. طلب من المواطنين الابتعاد عن محيط الرش، إلا أن البعض بقوا واقفين بالقرب منه، ما أدى إلى تأثرهم برائحة المادة. فهل المادة المستخدمة تعد من المبيدات التي لا تؤذي الإنسان أم من المبيدات الحشرية السامة؟
رئيس لجنة البيئة والزراعة في البلدية المهندس الزراعي علي دبوق، أوضح لـ»الأخبار» أن سبب الاختناق يعود لاستمرار الرش لمدة الطويلة، بينما في العادة يرش السمرا مرور الكرام. يقول إن السمرا اضطر حينها إلى إطالة الرش واستخدام المازوت بسبب كثافة بركة المياه الراكدة وأكوام الحشرات والجراذين في محيطها.
بعض المتعهدين يستخدمون المازوت والكاز ومواد سامة لأنها أقل كلفة
منذ خمس سنوات تدرجت البلدية في عمليات الرش، فبدأت باستخدام الرشاش (اللانص) الذي يرش المبيدات على شكل دخان أبيض كثيف ويستهلك كميات كبيرة من المبيدات، ثم استخدمت المدفع الرشاش لتستقر على الرشاش الحراري الرذاذي الذي استوردته من ألمانيا. ميزة الرذاذ، بحسب دبوق، أنه يوفر كميات المبيدات ويقلل من كثافة الدخان الناجم عن الرش. أما المبيدات المستخدمة من قبل البلدية فهي «الأقل ضرراً لصحة الإنسان وترتكز على «المادة الفعالة»، أي المبيد الذي يدخل في صناعة المبيدات الحشرية التي تستخدم في البيوت مثل كلوبيفوس ودياسيدول وسايبميثرين. ولنشر تلك المواد في الهواء يجب خلطها بالزيت أو المازوت أو الكاز، لكن بسبب ضرر المازوت والكاز، امتنعت البلدية عن استخدامها واستبدلتها بالزيت المعدني الصديق للبيئة». يؤكد دبوق أن «درجة السم في المادة الفعالة المستخدمة أقل من ال دي 50 والانبعاثات الناجمة عن المبيدات ضررها أقل من ضرر سيارة تعمل على المازوت».
لكن ماذا عن عمليات الرش التي يقوم بها المواطنون في بيوتهم؟ يشير دبوق إلى أن بعض متعهدي رش المبيدات يستخدمون المازوت والكاز ومواد سامة لأنها أقل كلفة، منها مبيدات منع وزير الزراعة السابق حسين الحاج حسن دخولها إلى الأسواق اللبنانية بسبب خطورتها على الصحة العامة، لكنها لا تزال تدخل بطريقة غير شرعية. يتفاخر البعض بأنهم يرشون بيوتهم مرة واحدة في السنة فقط لأن المواد المستخدمة ممتازة، والحقيقة وفق دبوق أن المبيدات المستخدمة سامة جداً ومضرة بصحة ساكني المنزل الذي تمتص جدرانه وأثاثه وأرضيته انبعاثاتها وتسبب أمراضاً خطرة.
آمال خليل
الأخبار – مجتمع واقتصاد
ارسال تعليق جديد