افتتح المتحف المصري يوم الخميس الماضي صالة عرض القناع الذهبي للملك الفرعوني توت عنخ آمون بعدما أعيد تثبيت لحيته إليه بنجاح على أيدي مجموعة من العلماء الألمان.
يأتي ذلك بعدما تم استخدام مادة الإيبوكسي بصورة خاطئة لتثبيت اللحية في القناع في شهر أكتوبر الماضي، مما دفع وزارة الآثار إلى الاستعانة بالعلماء الغربيين للتعامل مع الأمر بصورة احترافية أكثر.
كنزٌ تعرفه مصر لأول مرة
قال ممدوح الدماطي وزير الآثار، إن الدراسة الكاملة التي قام بها فريق الترميم الألماني كريستيان إبكمان، كشفت عن أن هناك "أنبوب من الذهب" متواجد داخل تجويف اللحية، ويُستخدم بالأساس في "تعشيق" اللحية بذقن القناع.
وعن الكشف الآخر الذي أعلن عنه الفريق الألماني، قال إبكمان إن مادة "شمع العسل" استخدمت في تثبيت الذقن المستعارة بالقناع في بادئ الأمر، واللحية كانت منفصلة عن القناع منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 إلى أن تم تثبيتها في نهايات الأربعينيات، وفكّها في شهر أغسطس عام 2014.
كيف ثبّت الألمان اللحية في القناع بدون مواد كيميائية؟
شرح كريستيان إيكمان، فريق الترميم الألماني، عملية تثبيت اللحية في القناع بدون مواد كيميائية على الإطلاق حيث أكد على أن الفريق استخدم أدوات خشبية لإزالة المادة المثبتة الباقية، وحتى لا يُخدش القناع.
وأشار إلى أنه استخدم المادة الأصلية التي استخدمها القدماء الفراعنة لإعادة تثبيت اللحية بالقناع وهي "شمع العسل".
واستغرقت عملية ترميم القناع ما يقرب من 9 أسابيع لما يحمله القناع من أهمية للملك توت عنخ آمون الذي حكم مصر نهايات عصر الأسرة الثامنة عشر 1567-1320 قبل الميلاد، ولم يصل اللصوص إلى مقبرته القابعة في مدينة الأقصر، والتي كانت العاصمة في ذلك العصر.
معلومات هامة عن القناع
القناع الذهبي المتواجد خلف الزجاج بالمتحف المصري مصنوع من الذهب المطروق المصقول، ويصل وزنه إلى 11 كيلوجرام، وكان يغطي رأس مومياء الملك الذي توفي شابًا، كغطاء رأس ملكي يعلو جبهته أنثى العقاب، وثعبان الكوبرا، وله لحية مستعارة، وكذلك له 3 أفرع، وقلادة على الصدر، ويوجد ثقبان في الأذنين للأقراط.
والهدف الأول من القناع –بحسب معتقدات المصريين القدماء- هو تمكين روح الملك من التعرف على موميائه، لتكتمل عملية البعث في العالم الآخر.
وأثناء عملية الترميم، وجد نيكولاس ريفز، عالم المصريات البريطاني الشهير، دليلًا آخر يشير إلى أن القناع الذي اشتهر بأنه قناع الملك الفرعوني "توت عنخ آمون" قد لا يكون له بالأساس وإنما للملكة "نفرتيتي" الذي يعتبرها زوجة أبيه وليست حماته كما هو شائع عند البعض.
ونقلت صحيفة "الإندبندت" عن جريدة "الأهرام"، قول ريفز، إن القناع الذهبي لتوت عنخ آمون لم يكن أبدًا ليُصنّع له، مشيرًا إلى أن الختم الملكي الموجود على القناع على ما يبدو أنه تم تحريفه وتغييره لاسم "توت عنخ آمون" بعدما عثر على آثار كتابة اسم الملكة نفرتيتي باللغة الهيروغليفية.
وأوضح العالم نيكولاس ريفز، الرئيس السابق لقسم الآثار المصرية في المتحف البريطاني، أن القناع كان مصممًا بالأساس ليكون لامرأة، وواضح جدًا من الثقبين في الأذنين، مثل كل آثار الإناث المصريات قديمًا، وخاصة للملكات والفتيات في قصور الفراعنة.
هذا الخبر منقول من : التحرير
ارسال تعليق جديد