كيف نكون على طبيعتنا؟ 7 استراتيجيات قوية لتكون شخصًا حقيقيًا

أن تكون “على حقيقتك”… لماذا هذا مهم؟

تعلّم كيف نكون على طبيعتنا هو جزء أساسي من بناء حياة ذات معنى وعلاقات صادقة.
تبدأ الأصالة عندما تكون كلماتنا وأفعالنا وسلوكنا منسجمة باستمرار مع هويتنا الحقيقية. لكن كثيرين يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم بوضوح، أو في إظهار من هم فعلًا، أو حتى في معرفة ما الذي يريدونه من الحياة.

الخبر الجيد هو أن هناك طرقًا واضحة وعملية تساعدك على اكتشاف ذاتك والتعبير عنها بشكل أفضل. إذا كنت مستعدًا لتتعلم كيف تكون نفسك الحقيقية، فهذا المقال يقدّم لك سبع خطوات قوية لتبدأ بها… وسنتحدث أيضًا عن الفوائد الكبيرة التي تأتي مع اختيارك للأصالة.


ماذا يعني أن تكون “أصيلًا”؟

الأصالة تعني أن يكون لديك وعي واضح ودقيق بمن أنت، وماذا تمثّل، وماذا تدافع عنه… ثم بعد ذلك تعبّر عن نفسك للعالم بصدق واستمرارية.

الأصالة تعني:

  • أن تعبّر عن آرائك بصدق وبأسلوب صحي

  • أن تتخذ قرارات منسجمة مع قيمك وقناعاتك

  • أن تلاحق اهتماماتك وشغفك

  • أن تستمع لصوتك الداخلي الذي يرشدك للأمام

  • أن تكون قابلًا للنقد والتطوير

  • أن تضع حدودًا واضحة، وتبتعد عن العلاقات السامة

وعلى مستوى أعمق… الأصالة هي التي تضيء الطريق نحو الحياة التي تريدها فعلًا.

فعندما تعرف ما الذي يهمك، تصبح قراراتك أكثر انسجامًا مع قيمك، وتبدأ ببناء حياة تمنحك معنى وفرحًا. والمثير للاهتمام أنك عندما تعيش بصدق… غالبًا تُلهم من حولك ليقوموا بالأمر نفسه.

لكن paradox الغريب هو أن الخوف من الرفض هو أكثر ما يمنع الناس من إظهار حقيقتهم. فيضعون “قناعًا” ويغيّرون سلوكهم ليتناسبوا مع الآخرين. ومع الوقت، هذا القناع يولّد شعورًا بالوحدة والعزلة… ويزيد الإحساس بالذنب والعار ويضعف الثقة بالنفس.

هنا لازم نسأل حالنا بصدق:
“ماذا تعني الأصالة بالنسبة لي أنا؟”


7 استراتيجيات فعّالة لاكتشاف ذاتك الحقيقية وإظهارها

1) اسأل نفسك: متى أشعر أنني “على طبيعتي”؟

طرح أسئلة مباشرة على نفسك يساعدك تفهم مين أنت فعلًا. وعندما تكون صادقًا مع قيمك ومعتقداتك، يصبح اتخاذ القرار أسهل لأنك تعرف الاتجاه الصحيح.

اسأل نفسك:

  • أي نوع من الأشخاص أو الأنشطة أو المواقف يجعلني أشعر بالحياة والطاقة؟

  • هل هناك أشخاص أو جوانب في حياتي تجعلني أشعر بعدم ارتياح أو غضب؟

ثم خذ خطوة أعمق واكتب:

في المواقف التي أشعر فيها بالسوء:

  • مع من كنت؟

  • ماذا شعرت؟

  • ما “ثمن” هذه التجربة عليّ نفسيًا أو جسديًا؟

وفي المواقف التي أشعر فيها أنني حقيقي:

  • مع من كنت؟

  • ما النشاط الذي كنت أفعله؟

  • ما النتائج الإيجابية التي خرجت بها؟

هذه الخطوة وحدها قادرة أن تكشف لك ما الذي يحتاج تغييرًا.
ابدأ بتقديم الأولوية للأشخاص والأنشطة التي تمنحك الفرح… وفي المقابل قد تحتاج للابتعاد عن علاقات غير صحية ومواقف سامة.


2) كن حاضرًا… بدل أن تعيش في رأسك

القدرة على أن تكون حاضرًا مع نفسك—مهما كانت الظروف حولك—هي أساس الشعور بالأصالة.
إذا كان ذهنك مشغولًا طوال الوقت: كيف أبدو؟ هل سيوافقون علي؟ ماذا يجب أن أفعل بعد؟ فهذا يعني أنك بعيد عن ذاتك.

ارجع للداخل. ركّز على قيمك.
جرّب “وقفة قصيرة” للتنفس والهدوء، لأن هذه الوقفة تقوّي اليقظة الذهنية وتساعدك تلاحظ متى تبدأ تبتعد عن حقيقتك.

ومع الوقت، ستبدأ ترى فرصًا لتعبّر عن نفسك أكثر، وتقوم بخيارات أقرب للنسخة الحقيقية منك.


3) ابنِ نظام دعم اجتماعي حقيقي

تقول باربرا دي أنجيليس:
“إذا أردنا أن نكتشف أنفسنا ونكون على حقيقتنا، علينا أن نمتلك شجاعة قول لا في الوقت المناسب.”

لكي تعيش بصدق، تحتاج أشخاصًا صادقين حولك… لا يصفّقون لك دائمًا، بل يدعمونك في أن تكون أنت.

كيف تبني دائرة دعم؟

  • ابحث عن مجموعات أو أشخاص يشاركونك القيم

  • اقترب ممن يشجّعون أحلامك الكبيرة

  • ابتعد عن “المعارضين الدائمين”

  • فكّر في التواصل مع مدرّب/مستشار يساعدك في رحلة اكتشاف الذات

  • راجع علاقاتك كل فترة: هل تدفعك للأمام أم تستنزفك؟


4) قُل حقيقتك بحزم (التواصل الحازم)

تحسين طريقة تواصلك يمكن أن يغيّر حياتك بالكامل. كثيرًا ما نعرف ما نريد قوله… لكن “يضيع المعنى” بسبب أسلوب التعبير.

وبحسب أبحاث، 9 من كل 10 محادثات لا تصل للنتيجة التي نريدها لأن الطرف الآخر لا يفهم نيتنا، فيحدث سوء فهم وتوتر.

هناك من يتواصل بشكل سلبي ويتجنب التعبير عن رأيه، وهناك من يسيطر على الكلام ولا يعرف كيف يستمع.

أساس التواصل الحازم:

  • التعبير بصدق عن احتياجاتك

  • الاستماع عندما يتكلم الآخر

  • الحفاظ على تواصل بصري

  • القدرة على قول “لا”

التواصل الحازم يخلق حوارًا صريحًا ومتوازنًا، ويضمن أن يحصل الطرفان على مساحة للتعبير.


5) خذ خطوات يومية صغيرة نحو ذاتك الحقيقية

قد تبدو الأصالة كلمة كبيرة ومجرّدة… لكنها في الحقيقة تتكوّن من التفاصيل اليومية:
ماذا تقول؟ ماذا تختار؟ كيف تتصرف؟

ابدأ بخطة يومية بسيطة:

  • حدّد أولويات يومك بدل أن تتحكم أولويات الآخرين بوقتك

  • احجز وقتًا للنوم، الحركة، والراحة

  • خذ “خطوة صغيرة يوميًا” نحو هدفك الشخصي
    مثل: دقائق بحث عن تغيير مهني، تعلم مهارة، ممارسة فن أو رياضة تحبها

التزم بهذه الخطوات الصغيرة… وستتفاجأ بالتغيير الذي يحصل مع الوقت.


6) خذ خطوة إلى الخلف لترى الصورة الكبيرة

عندما نُحاصر بمشكلة، طبيعي نركز عليها بأقصى طاقتنا… لكن أحيانًا هذا يؤدي فقط إلى دوامة التفكير الزائد.

التركيز المفرط قد يجعل السيطرة تخرج من يدك. أحيانًا الحل ليس مزيدًا من التفكير… بل أن تتراجع خطوة، تأخذ استراحة، وتعود بعقل أهدأ ورؤية أوضح.

قد تحتاج يومًا أو أسبوعًا تفصل فيه قليلًا وتعمل شيئًا ممتعًا… فقط لتستعيد منظورك.


7) ميّز بين الدوافع الداخلية والتأثيرات الخارجية

معرفة كيف تكون نفسك تساعدك تفرّق بين:

الدوافع الداخلية

هي رغبات وأهداف تأتي من داخلك: أحلام قلبك، ما يشعل شغفك، وما يدفعك لتكون أفضل.

التأثيرات الخارجية

هي قرارات تتخذها بسبب عوامل خارجية: المال، المكانة، الشهرة، توقعات الآخرين.

اسأل نفسك:

  • هل أشعر بضغط من أشخاص معينين لاتخاذ هذا القرار؟ ومن هم؟

  • لماذا أريد هذا الهدف فعلًا؟

  • هل أنا مستعد أتحمل الصعوبات من أجله؟

  • هل هذا حقًا ما أريده؟

انتبه لإجابة قلبك… ستكتشف أشياء كثيرة عن نفسك.


هل أن تكون على طبيعتك يجعلك أكثر سعادة؟

تشير دراسات نفسية متعددة إلى أن الأشخاص الأكثر أصالة:

  • يشعرون بسعادة أكبر

  • لديهم تقدير ذات أعلى

  • يعيشون توترًا أقل

  • يحققون رضا أفضل في العلاقات العاطفية والاجتماعية

وعندما تعيش وفق قيمك، ترتفع ثقتك بنفسك لأنك تعرف أنك تمشي في طريقك الحقيقي.
كما أنك تبني علاقات أصدق، لأنك تعبّر عن نفسك بوضوح… فينجذب إليك أشخاص يحبونك كما أنت، لا كما تتصنع.

كثيرون لا يُظهرون حقيقتهم لأنهم يعتقدون أن “القناع” هو ما يريده الآخرون. فيغيرون أنفسهم حسب الموقف… وهذا ما يسميه علماء النفس “المراقبة الذاتية”.


كلمة أخيرة

عندما تكون على حقيقتك، ستبدأ تلقائيًا باتباع قلبك:
ستضع نفسك في أماكن تحبها، ومواقف تستمتع بها، وحوارات تشعرك بالراحة.
ستقابل أشخاصًا يشبهونك، وتذهب إلى أماكن حلمت بها… وباختصار: ستشعر بالرضا.

تابعنا على Facebook

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top