حرارة وإسهال التسنين عند الرضيع
يُعدّ التسنين مرحلة طبيعية من مراحل نموّ الرضيع، وغالبًا ما يبدأ بين عمر 6 أشهر ويستمر حتى سنتين. خلال هذه الفترة قد يلاحظ الأهل أعراضًا مثل: الانزعاج والبكاء، اضطراب النوم، حرارة خفيفة وأحيانًا إسهالًا بسيطًا. تظهر هذه العلامات عادة بسبب الضغط والالتهاب في اللثة أثناء بروز الأسنان، وغالبًا تكون مؤقتة. إن معرفة مدة هذه الأعراض وطرق التعامل معها تساعد الأهل على تجاوز هذه المرحلة بهدوء وطمأنينة.
كم يوم تستمرّ حرارة وإسهال التسنين عند الرضيع؟
في معظم الحالات تكون حرارة التسنين خفيفة، وغالبًا تستمر من يومين إلى ثلاثة أيام. وقد تبدأ:
-
قبل بروز السنّ بيوم إلى يومين
-
وتستمر بعد بروز السنّ بيوم إلى يومين
أما الإسهال خلال فترة التسنين فهو أيضًا عادة مؤقت ولا يستمر أكثر من عدة أيام.
عوامل تؤثر على مدة الحرارة والإسهال
قد تختلف شدة ومدة الأعراض من طفل لآخر، وذلك بحسب عدة عوامل، أهمها:
-
درجة التهاب اللثة
-
عدد الأسنان التي تظهر في الوقت نفسه
-
حساسية جسم الطفل واستجابته
فبعض الأطفال قد يعانون يومًا أو يومين فقط من ارتفاع بسيط بالحرارة أو تغيّر بسيط في التبرز، بينما قد تستمر الأعراض لدى أطفال آخرين لفترة أطول قليلًا.
ارتباط الحرارة والإسهال ببقية أعراض التسنين
غالبًا ما تترافق حرارة التسنين والإسهال مع أعراض أخرى مثل:
-
زيادة سيلان اللعاب
-
رغبة قوية في عضّ الأشياء
-
تهيّج وبكاء أكثر من المعتاد
-
اضطرابات في النوم
لكن يجب الانتباه إلى نقطة مهمة جدًا:
الحرارة المرتفعة (أكثر من 38 درجة مئوية) أو الإسهال الشديد والمستمر غالبًا ليست من التسنين، بل قد تدل على عدوى أو سبب صحي آخر ويجب تقييمها طبيًا.
تنبيه مهم:
أي حرارة أو إسهال يستمر أكثر من 3 أيام أو يترافق مع خمول شديد، فقدان شهية كامل، أو علامات جفاف يحتاج إلى مراجعة الطبيب فورًا.
علاج حرارة التسنين عند الرضيع
عادة تكون حرارة التسنين بسيطة ويمكن التحكم بها في المنزل عبر خطوات سهلة، أهمها:
1) تهدئة الطفل
حافظ على جوّ هادئ، احمل طفلك، وربّت عليه وتحدث معه بلطف حتى يشعر بالأمان والراحة.
2) استخدام عضّاضة آمنة
العضّاضات المصنوعة من السيليكون أو القماش النظيف تساعد على تخفيف الحكة والضغط على اللثة. يُفضّل تبريدها قليلًا (وليس تجميدها) لتعطي تأثيرًا مهدئًا أقوى.
3) تدليك اللثة بلطف
يمكن تدليك اللثة بإصبع نظيف أو بقطعة قماش ناعمة وباردة، لأن ذلك يخفف الالتهاب والألم.
4) تبريد اللثة
يمكن الاستفادة من البرودة لتسكين الألم مثل:
-
كمادات باردة
-
ملعقة باردة
-
أطعمة باردة مناسبة للعمر مثل لبن/زبادي أو مهروس فواكه بارد
فالبرودة تساعد على تخدير خفيف للّثة وتخفيف الألم.
5) تقديم طعام وسوائل مناسبة
قدّم أطعمة طرية وباردة ومغذية مثل مهروس الفاكهة والزبادي، واحرص على أن يشرب الطفل سوائل كافية لتجنب الجفاف.
6) وسائل عشبية آمنة
للأطفال فوق عمر سنتين يمكن—بعد استشارة الطبيب—استخدام:
-
زيت القرنفل المخفف موضعيًا
-
أو البابونج بشكل مناسب
وقد يساعد البابونج أيضًا كـ “مكعب ثلج صغير” مناسب أو في تدليك اللثة بطريقة آمنة.
7) خافض حرارة عند الحاجة (بمشورة الطبيب)
إذا ارتفعت حرارة الطفل مثلًا إلى أكثر من 38 درجة أو كان منزعجًا بشكل واضح، يمكن—بعد استشارة الطبيب وبالجرعة المناسبة—إعطاء باراسيتامول/أسيتامينوفين الخاص بالأطفال. فهو يقلل الحرارة ويساعد أيضًا على تسكين ألم اللثة.
ملاحظة مهمة جدًا:
إذا كانت الحرارة أعلى من 38 درجة، أو استمرت أكثر من 3 أيام، أو كانت مصحوبة بـ إسهال شديد، خمول، أو علامات عدوى، يجب مراجعة الطبيب فورًا.

الفرق بين حرارة التسنين وحرارة الزكام
في كثير من الحالات، التسنين لا يسبب “حمّى حقيقية”، بل قد يرفع حرارة الجسم قليلًا فقط، وغالبًا تكون:
-
أقل من 38 درجة مئوية
-
وتستمر عادة 24 إلى 48 ساعة
أعراض التسنين الأكثر شيوعًا:
-
تهيّج وبكاء
-
سيلان لعاب
-
عضّ الأشياء
-
التهاب بسيط في اللثة
أما حرارة الزكام أو العدوى فعادة تكون:
-
أعلى من 38 درجة
-
وتترافق مع أعراض مثل:
-
سعال
-
رشح أو انسداد الأنف
-
التهاب حلق
-
إسهال واضح أو خمول شديد
-
إذا كانت الحرارة مرتفعة أو مستمرة لعدة أيام مع هذه الأعراض، فغالبًا السبب ليس التسنين بل مرض يحتاج لتقييم طبي.

كلمة أخيرة
تسنين الرضيع مرحلة صعبة على الطفل وقد تكون مرهقة للأهل أيضًا، لذلك من المهم التعامل معها بالصبر والهدوء. جرّب الطرق المذكورة لتخفيف الانزعاج وحرارة التسنين، وراقب أعراض الطفل جيدًا، ولا تتردد بمراجعة الطبيب إذا ظهرت علامات غير طبيعية أو استمرت الأعراض لفترة طويلة.
تابعنا على Facebook