خدر اليدين والقدمين ، أسبابها وطرق علاجها

شارك المقال

Table of Contents

خدر اليدين والقدمين: الأسباب وطرق العلاج والوقاية

كثيرًا ما نشعر بخدر مفاجئ في اليدين أو القدمين، وغالبًا ما نطلق عليه عبارة “نامت يدي” أو “نامت رجلي”، وهي ظاهرة شائعة الحدوث، خاصة بعد الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة في وضعية واحدة. ورغم أن هذا الإحساس قد يكون عابرًا ولا يستدعي القلق، إلا أن الخدر المتكرر أو المستمر قد يشير إلى مشكلات صحية أكثر خطورة تستدعي التدخل الطبي.

في هذا المقال، نستعرض أسباب خدر اليدين والقدمين، ومدى خطورته، وأهم طرق علاجه والوقاية منه.


⚠️ ما هو خدر اليدين والقدمين؟ ولماذا يحدث؟

الخدر (Numbness) هو فقدان مؤقت أو دائم للإحساس في منطقة معينة من الجسم، غالبًا ما يكون مصحوبًا بشعور بالوخز أو التنميل. يحدث ذلك نتيجة ضعف في تدفق الدم إلى الأعصاب أو ضغط مباشر على الأعصاب المحيطية.

في معظم الحالات اليومية، يكون سبب الخدر هو الجلوس أو النوم بوضعية تضغط على الأعصاب أو الأوعية الدموية، مما يمنع مرور الدم بصورة طبيعية، وعند تغيير الوضعية يعود الإحساس تدريجيًا إلى طبيعته.

اقرأ أيضًا:

كيف يتم انتاج موجات الدماغ ؟

أعراض سرطان المثانة عند الرجال والنساء

ما هي تكيسات المثانة ؟

9 أسرار عن الساعة البيولوجية لجسمك

5 وسائل وطرق لعلاج تخثر الدم .. تعرف عليها


متى يكون خدر اليدين والقدمين طبيعيًا؟

  • عند الجلوس لفترة طويلة دون تحريك الساقين أو اليدين.
  • عند النوم في وضعية تضغط على الذراع أو الكتف.
  • بعد الوقوف على نفس القدم لفترة طويلة.

في هذه الحالات، لا يُعد الخدر خطيرًا، ويزول بمجرد تحريك العضو أو تغيير الوضعية.

خدر اليدين والقدمين


❗ حالات خدر اليدين والقدمين التي تستدعي الانتباه

وفقًا لموقع WebMD الطبي، قد يكون الخدر أحيانًا إشارة إلى مشاكل صحية أعمق، خصوصًا إذا كان:

  • مستمرًا لفترات طويلة دون تحسن.
  • يتكرر يوميًا أو بشكل متزايد.
  • يصاحبه ألم أو تشنجات في الأطراف.
  • يؤثر على قدرتك على الحركة أو أداء المهام اليومية.

في هذه الحالات، قد يكون السبب هو أحد أشكال الاعتلال العصبي المحيطي.


ما هو الاعتلال العصبي المحيطي؟

الاعتلال العصبي المحيطي (Peripheral Neuropathy) هو تلف أو خلل في الأعصاب المحيطية التي تنقل الإشارات من الدماغ والحبل الشوكي إلى بقية أجزاء الجسم.

يصيب هذا النوع من الاعتلال اليدين والقدمين بشكل رئيسي، وقد يكون مؤلمًا أو مصحوبًا بضعف العضلات أو فقدان التوازن. ويوجد أكثر من 100 نوع مختلف منه، بعضها قابل للعلاج والبعض الآخر مزمن أو وراثي.


الأسباب الشائعة لخدر اليدين والقدمين

1. الجلوس أو النوم في وضعيات غير مناسبة

أكثر الأسباب شيوعًا، حيث يؤدي الضغط على الأعصاب أو الأوعية إلى خدر مؤقت.

2. الإصابات المتكررة أو الجروح

قد تُسبب ضررًا للعصب في المنطقة المصابة، خصوصًا عند تكرار الإصابة في نفس الموضع.

3. داء السكري

من أكثر مسببات الاعتلال العصبي المحيطي، حيث يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى تلف الأعصاب.

4. نقص الفيتامينات

خصوصًا فيتامين B12، B6، وفيتامين E، والتي تلعب دورًا مهمًا في صحة الجهاز العصبي.

5. الأمراض العصبية المزمنة

مثل التصلب المتعدد (MS) أو الانزلاق الغضروفي، والتي قد تؤثر على الأعصاب الحركية والحسية.

6. التسمم بالمعادن الثقيلة أو الكحول

يؤدي إلى تلف الأعصاب ويزيد من احتمالية الإصابة بالخدر أو التنميل.

7. أمراض وراثية

بعض أشكال الاعتلال العصبي تكون نتيجة خلل وراثي في وظيفة الأعصاب، ولا يوجد لها علاج جذري حتى اليوم.

خدر اليدين والقدمين


كيف يتم تشخيص خدر اليدين والقدمين المتكرر؟

في حالة تكرار الخدر أو استمراره لفترة طويلة، ينصح بزيارة الطبيب لإجراء:

  • فحص سريري شامل
  • تحاليل الدم لقياس مستويات الفيتامينات والسكر
  • تخطيط كهربائي للأعصاب (EMG)
  • فحص بالرنين المغناطيسي (MRI) للعمود الفقري أو الدماغ عند الحاجة

طرق علاج خدر اليدين والقدمين

يعتمد العلاج على السبب الأساسي، ومن أبرز العلاجات:

1. تعديل وضعية الجلوس والحركة المنتظمة

للوقاية من الضغط على الأعصاب، خصوصًا أثناء العمل أو السفر الطويل.

2. السيطرة على الأمراض المزمنة

مثل تنظيم مستوى السكر لدى مرضى السكري.

3. تناول المكملات الغذائية

خاصة فيتامين B12 و B1 و B6 بعد استشارة الطبيب.

4. العلاج الطبيعي والتمارين

تمارين التمدد وتقوية العضلات تُساعد في تنشيط الدورة الدموية وتقليل أعراض الخدر.

5. تقليل استهلاك الكحول والتدخين

حيث أن هذه العوامل تساهم في تضييق الشرايين وإضعاف الأعصاب.

6. الأدوية الخاصة بالأعصاب

مثل أدوية مضادة للاكتئاب أو مضادات التشنج في حال وجود ألم مزمن أو التهاب عصبي.


الوقاية: خطوات عملية لتجنب الخدر

  • الحرص على الجلوس بوضعية صحيحة وتغييرها باستمرار.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن.
  • مراقبة الحالات المزمنة مثل السكري والضغط.
  • التوقف عن التدخين وتقليل الكحول.
  • ارتداء أحذية مريحة وخاصة لمن يعانون من مشاكل الأعصاب الطرفية.

خدر اليدين والقدمين


متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟

  • إذا كان الخدر مفاجئًا ويصاحبه صعوبة في الحركة أو الكلام.
  • إذا شعرت بخدر في جانب واحد من الجسم.
  • إذا كان الخدر يتطور بسرعة أو يصاحبه ضعف في العضلات.
  • إذا استمر الشعور بالخدر لأيام أو أسابيع دون تحسن.

خلاصة

رغم أن خدر اليدين والقدمين قد يبدو بسيطًا في كثير من الأحيان، إلا أنه يمكن أن يكون علامة إنذار مبكر لمشكلة صحية أعمق. ولذلك من الضروري الانتباه لتكراره، والحرص على الفحص الطبي عند استمرار الأعراض.

الوعي، والمتابعة الصحية المنتظمة، وتغيير نمط الحياة، هي مفاتيح الوقاية والعلاج من مشكلات الأعصاب الطرفية والخدر المزعج الذي قد يُعيق نشاطك اليومي.


أطعمة وأعشاب تقوّي الأعصاب وتساعد في تقليل الخدر

النظام الغذائي يلعب دورًا حاسمًا في صحة الجهاز العصبي. ومن المعروف أن نقص بعض المغذيات يؤثر سلبًا على الأعصاب الطرفية ويزيد من احتمالية الإصابة بالخدر. إليك أبرز الأطعمة والأعشاب التي تُفيد في تقوية الأعصاب وتخفيف الأعراض:

1. فيتامين B12 – حيوي لصحة الأعصاب

يوجد فيتامين B12 بكميات كبيرة في:

  • الكبد الحيواني
  • اللحوم الحمراء
  • الأسماك (خصوصًا السردين والتونة)
  • البيض ومنتجات الألبان

نقص هذا الفيتامين شائع لدى كبار السن، والمصابون بأمراض هضمية مثل سوء الامتصاص أو من يتبعون نظامًا نباتيًا صارمًا.

2. فيتامين B6 – يحسّن النقل العصبي

مصادره:

  • الموز
  • البطاطا الحلوة
  • الحبوب الكاملة
  • السبانخ

لكن الإفراط في تناوله كمكمل قد يؤدي لنتائج عكسية، لذا يُفضل الالتزام بالجرعة التي يحددها الطبيب.

3. أوميغا 3 – الدهون الصديقة للأعصاب

الأحماض الدهنية أوميغا 3 تُساهم في حماية الأعصاب وتقليل الالتهابات.
مصادرها:

  • السلمون والسردين
  • بذور الكتان
  • الجوز

4. المغنيسيوم – يقلل التشنجات

نقص المغنيسيوم يؤدي إلى ضعف في العضلات وتشنجات وخدر. يوجد في:

  • المكسرات (اللوز، الكاجو)
  • البقوليات
  • الشوكولا الداكنة
  • الخضار الورقية

5. الأعشاب المفيدة

✅ الزنجبيل:

له خصائص مضادة للالتهابات ويساعد في تحسين تدفق الدم، مما يقلل من أعراض الخدر.

✅ الكركم:

يحتوي على مادة “الكركمين” التي لها قدرة على تقليل الالتهاب في الأعصاب. يُفضّل تناوله مع الفلفل الأسود لزيادة امتصاصه.

✅ الجنكة بيلوبا:

نبتة تستخدم تقليديًا لتحسين الدورة الدموية، وقد تساهم في تقليل التنميل المرتبط بضعف تدفق الدم للأطراف.

✅ نبات المورينغا:

غني بمضادات الأكسدة وفيتامينات B وC وE، ويساهم في تحسين وظائف الأعصاب.

✅ القرفة:

تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، وبالتالي تُساهم في حماية الأعصاب من مضاعفات السكري.


‍♂️ روتين يومي للمساعدة في تقليل خدر الأطراف

بالإضافة إلى الغذاء، فإن الروتين اليومي الصحي يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في حماية الأعصاب ومنع التدهور العصبي:

1. الحركة المنتظمة

  • لا تبقَ في وضعية واحدة لأكثر من 30 دقيقة.
  • خلال العمل المكتبي، قف وحرّك قدميك كل نصف ساعة.
  • مارس رياضة خفيفة مثل المشي أو السباحة 30 دقيقة يوميًا.

‍♂️ 2. التدليك وتمارين التمدد

  • دلك اليدين والقدمين بلطف لتحفيز الدورة الدموية.
  • استخدم زيوت دافئة مثل زيت الزيتون أو زيت الزنجبيل.
  • مارس تمارين التمدد البسيطة صباحًا ومساءً.

3. النوم الجيد

  • نم 7–9 ساعات يوميًا.
  • اختر وسادة مريحة تقلل من الضغط على الرقبة والكتفين.
  • تجنّب النوم على الذراع أو وضعيات تسبب ضغطًا على الأعصاب.

4. تجنب مسببات تلف الأعصاب

  • لا تفرط في استهلاك الكحول.
  • توقّف عن التدخين نهائيًا.
  • قلل من استهلاك الكافيين إن كنت تعاني من القلق أو التوتر.

5. فحوصات منتظمة

  • راقب مستوى السكر في الدم والكوليسترول.
  • افحص الفيتامينات الأساسية (B12، D، المغنيسيوم).
  • إذا كنت تتناول أدوية لفترة طويلة، راجع تأثيرها على الأعصاب.

معلومات إضافية مفيدة:

العامل التأثير على الأعصاب الإجراء المقترح
ارتفاع السكر يسبب اعتلالًا عصبيًا مزمنًا تنظيم السكر وحمية معتدلة
التدخين يضيّق الأوعية الدموية ويمنع تغذية الأعصاب التوقف الفوري
الجلوس الطويل يضغط على الأعصاب والأوعية تغيير الوضعيات كل نصف ساعة
نقص الفيتامينات يسبب ضعفًا في توصيل الإشارات العصبية مكملات بوصفة طبية

خلاصة شاملة

يشير خدر اليدين والقدمين إلى إشارات قد تكون بسيطة وعابرة أو مؤشّرًا لمشكلة صحية أكبر مثل الاعتلال العصبي أو أمراض العمود الفقري. إن التعرف المبكر على الأسباب، واتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة، والتمارين، والرعاية الطبية الدورية، يمكن أن يحسّن بشكل كبير من نوعية الحياة، ويمنع تفاقم الأعراض.

لا تتجاهل الخدر المستمر – قد تكون إشارات الجسد هي الفرصة الأخيرة للوقاية من مضاعفات خطيرة.


تابعنا على Facebook

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top