دراسة تكشف: أسلافنا لم يناموا 8 ساعات… وهذا هو سر نومهم الصحي
هل حقًا نحتاج إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة؟
قد تكون هذه واحدة من أكثر النصائح الصحية التي نسمعها تكرارًا، حتى أصبحت أشبه بحقيقة مطلقة: “نم لثماني ساعات يوميًا لتحافظ على صحتك!”
لكن، هل كانت هذه القاعدة الذهبية سارية في عصور ما قبل الحداثة؟ هل كان أجدادنا، الذين لم يعرفوا الكهرباء أو الهواتف الذكية، ينامون أكثر منا فعلاً؟
الإجابة المفاجئة التي توصّلت إليها دراسة علمية حديثة هي: لا!
ماذا اكتشف العلماء حول نوم الإنسان القديم؟
قام فريق من العلماء بقيادة الباحث “جيروم سيغيل” من جامعة كاليفورنيا، بدراسة سلوك النوم في مجتمعات قروية تقليدية تعيش في مناطق نائية من أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وهي مجتمعات لا تزال تعتمد على أنماط الحياة القديمة ولم تصل إليها الكهرباء أو التقنيات الحديثة.
عينات الدراسة:
- مجتمعات من صحراء كالاهاري (شعب الهادزا).
- مجتمعات أمازونية بدائية.
- قرى في تنزانيا وبوليفيا.
اقرأ أيضًا:
5 أطعمة تحرق الدهون أثناء النوم وتساعدك على فقدان الوزن!
الأطعمة الخالية من الألياف وطريقة استخدامها في النظام الغذائي
هل من الآمن استخدام المكنسة الكهربائية لشفط شظايا الزجاج؟
مدة حفظ اللحوم النيئة والمطبوخة في الفريزر | ما المدة الآمنة لتخزين اللحوم؟
أجواء صيفية في منزلك: بخطوات بسيطة استقبل عبير الصيف في بيتك
تابعنا على Facebook
النتيجة:
رغم الاختلافات الجغرافية والثقافية، فإن كل هذه المجتمعات تشاركت في نمط نومها:
- مدة النوم لم تتجاوز 6.4 ساعات يوميًا في المتوسط.
- بدون قيلولة أثناء النهار.
- النوم يبدأ بعد الغروب بثلاث ساعات وثلث تقريبًا.
- الاستيقاظ يكون قبل شروق الشمس بقليل.
ما المثير هنا؟
أنّ هذه النتائج تتعارض مع الفكرة الطبية الشائعة بأنّ الجسم يحتاج إلى 8 ساعات نوم يوميًا، بل وتؤكد أن المهم ليس طول النوم، بل جودته.
المفاجأة الأكبر: لا أحد يعاني من الأرق!
أحد أبرز النتائج التي خرج بها الباحثون هو أن أفراد هذه المجتمعات لا يعانون من الأرق، لا المؤقت ولا المزمن.
وفي المقابل:
- 48% من الأمريكيين يعانون من الأرق أحيانًا.
- 22% يعانون منه بانتظام.
ما الذي يفعله سكان القرى بشكل مختلف عنا، نحن سكان المدن المتقدمة؟ ولماذا ينامون وقتًا أقل، لكن بشكل صحي أكثر؟
جودة النوم أهم من عدد ساعاته
توصل العلماء إلى أن العامل الأساسي في صحة النوم ليس عدد الساعات، بل نمط النوم الطبيعي المتناغم مع الجسم.
ففي حين نعيش نحن في بيئة مضطربة بالإضاءة الاصطناعية والشاشات والمنبهات والكافيين والتوتر المستمر،
يحظى سكان القرى بنومٍ متوازن، هادئ، غير مقطوع، ومتناغم مع الساعة البيولوجية الطبيعية.
5 عوامل تفسّر لماذا ينام سكان القرى نومًا أفضل:
1. الابتعاد عن الشاشات والمحفزات الإلكترونية
- لا تلفاز، لا هواتف، لا إنترنت.
- لا ضوء أزرق يثبط إنتاج هرمون الميلاتونين.
2. الانسجام مع ضوء الشمس
- يستيقظون مع الفجر وينامون بعد الغروب، بما يتوافق مع إيقاع الساعة البيولوجية.
3. الجهد البدني اليومي
- الحركة الدائمة في الأعمال الزراعية أو الصيد تؤدي إلى تعب عضلي طبيعي يساعد على النوم العميق.
4. نمط غذائي خفيف
- لا وجبات دسمة في وقت متأخر، ولا سكريات صناعية أو أطعمة معالجة.
5. الانسجام مع حرارة الطبيعة
وهنا نصل إلى الاكتشاف الأهم في الدراسة…
تأثير الحرارة على النوم: المفتاح الخفي
يشير الباحث جيروم سيغيل إلى أن تغير الحرارة خلال الليل هو العامل الأساسي في تهيئة الجسم للنوم،
وليس الضوء كما كنا نعتقد سابقًا.
ماذا يعني هذا؟
- في القرى، ينام الناس في بيوت مفتوحة جزئيًا على الخارج، ما يجعل أجسامهم تستشعر انخفاض الحرارة التدريجي أثناء الليل.
- أما في المدن، فمعظم الناس ينامون في غرف مغلقة ومكيّفة، بدرجة حرارة ثابتة لا تتغير.
- هذا الثبات يحرم الجسم من الإشارات الحرارية الطبيعية التي تُحفز الدخول في مراحل النوم العميق.
الخلاصة: تقلب درجات الحرارة ليلًا يُعد جزءًا من إشارات “الساعة البيولوجية” التي تهيّئ الجسم للنوم العميق.
تأثير قلة النوم في المجتمعات الحديثة
في المقابل، تعاني المجتمعات المعاصرة من نقص مزمن في النوم، وهذا لا يؤثر فقط على الشعور بالإرهاق، بل له تبعات صحية خطيرة، أبرزها:
- ارتفاع معدلات السمنة.
- زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
- اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والقلق.
- مشكلات في التركيز والذاكرة والإنتاجية.
- أمراض قلبية وارتفاع ضغط الدم.
هل يمكننا تحسين نومنا دون العودة للقرى؟
لحسن الحظ، نعم!
إليك مجموعة من التوصيات المستندة إلى نتائج الدراسة لتقليد نمط النوم الطبيعي:
1. التعرّض لأشعة الشمس صباحًا:
- يساعد في إعادة ضبط الساعة البيولوجية.
2. التقليل من الإضاءة في المساء:
- تجنّب الشاشات قبل النوم.
- استخدم إضاءة دافئة وخافتة.
3. تخفيض درجة حرارة الغرفة تدريجيًا:
- اضبط المكيّف ليحاكي انخفاض الحرارة الطبيعي.
- يمكن فتح نافذة جزئيًا إن أمكن.
4. تجنّب المنبهات بعد العصر:
- مثل الكافيين (قهوة، شاي، مشروبات طاقة).
5. التمارين المنتظمة:
- المشي، اليوغا، أو تمارين خفيفة تساعد على نوم أفضل.
6. غذاء خفيف قبل النوم:
- تجنّب الوجبات الثقيلة أو السكريات ليلاً.
هل 8 ساعات من النوم خرافة؟
ليست خرافة بالكامل، لكنها ليست قاعدة ذهبية تنطبق على الجميع.
البعض قد يحتاج إلى 7 ساعات، والبعض 6.
الأهم أن يستيقظ الشخص مرتاحًا، منتعشًا، ويشعر بالنشاط والتركيز.
إن كُنت تنام 6.5 ساعة دون أرق أو تعب خلال النهار، فقد يكون هذا ما يحتاجه جسمك فعلًا.
الخلاصة
الدراسة تكشف أن الإنسان القديم كان ينام أقل مما نعتقد، لكن نومه كان أكثر عمقًا وفعالية.
المفتاح لا يكمن في عدد الساعات، بل في جودة النوم ونمط الحياة.
✨ فبدلًا من مطاردة الرقم المثالي، فلنركّز على خلق بيئة نوم صحية تعزز النوم الطبيعي والعميق.