خفقان القلب
هل شعرت يوماً بنبضات قلبك السريعة؟ هل خفقان القلب طبيعي أم غير طبيعي؟ فقد أثبتت الدراسات الطبية أن خفقان القلب من الأمور الطبيعية لدى الإنسان، فقد يشعر الإنسان كل فترة بسماع صوت النبضات بشكل مباشر عندما يركز مع نبضات القلب، لكن هل هذا الأمر طبيعي أم لا، وهل له مضاعفات وآثار جانبية وما هي أسبابه وغيرها من الأسئلة حول خفقان القلب نجدها في هذا المقال.
ما هو خفقان القلب؟
خفقان القلب هو شعور الإنسان بنبضات قلبه السريعة، خاصة عندما يصعد الدرج، أو عند المجهود البدني الغير طبيعي، هذا الخفقان قد يصاحبه بعض الأعراض المباشرة مثل:
- ضيق فى النفس.
- الشعور ببعض الآلام حول منطقة الصدر وفي القلب.
- سماع نبضات القلب.
- تزداد تلك الأعراض مع المجهود البدني الزائد ومع الجري أو صعود الدرج وغيرها من الأنشطة اليومية.
وقد يكون خفقان القلب بشكل طبيعي، عندما يركز الإنسان مع ضربات القلب ويحاول سماعها، أو تكون بشكل غير طبيعي عندما يسمعها الإنسان بعد المجهود البدني الزائد عن الحد، على أن تكون الأعراض السابقة مصاحبة للخفقان، وأن تظهر بشكل فجائي دون سابق إنذار.
ما هي أسباب خفقان القلب؟
هناك العديد من الأسباب التي تعد مسؤولة بشكل كبير عن خفقان القلب ومن هذه الأسباب الهامة:
العمل ليلاً قد يسبب خفقان القلب بشكل كبير
إن العمل ليلاً أو التعرض للضغوط الكبيرة الموجودة في بعض الأعمال قد تكون السبب الرئيسي في زيادة خفقان القلب ومظاهره السلبية على الجسم، فقد أثبتت الدراسات أن المجهود البدني والعقلي الزائد عن الحد خاصة في الأعمال الليلية تزيد من الخفقان بنسبة أكبر من الأعمال اليومية العادية في النهار، لذلك نجد أن خفقان القلب ناتج عن الأرق والسهر مع ازدياد المجهود البدني في وقت الراحة والسكون في ساعات الليل.
الاضطرابات النفسية والعصبية سبباً في خفقان القلب
قد تكون الاضطرابات النفسية والعصبية هي المسؤول المباشر عن خفقان القلب، لذلك فإن التوتر والقلق والنوبات العصبية الناتجة عن أمراض نفسية أو التعرض لمواقف سلبية تزيد من ضربات القلب وخفقانه.
حالات الترويع والخوف تزيد من خفقان القلب
يعتبر خفقان القلب من المظاهر الهامة الناتجة عن حالات الخوف والترويع التي يتعرض لها الإنسان، ولكنها تمثّل حالة طارئة سرعان ما تختفي بعد التخلص من الخوف.
هل يكون خفقان القلب مظهراً من مظاهر الإصابة بأمراض القلب؟
تزداد نبضات القلب مع الخفقان بشكل كبير، حيث من المعروف أن نبضات القلب في الحالات الطبيعية هي 72 نبضة في الدقيقة الواحدة، تزداد إلى 125 نبضة أو 185 نبضة وفي بعض الحالات تصل عدد النبضات إلى 220 نبضة في الدقيقة الواحدة.
وهناك بعض الأعراض التي تصاحب نبضات القلب السريعة مثل السرعة في التنفس، والغثيان والتعرق ونوبات من القلق والخوف، وغيرها من الأعراض، ولكن السؤال هنا هل تلك المظاهر والأعراض السابقة مرتبطة بشكل مباشر بوجود خلل في القلب؟
لم تثبت الدراسات المختلفة حول خفقان القلب علاقة هذه الأعراض السابقة بوجود خلل فى القلب، إلا أنها في الوقت ذاته قد تكون علامة لوجود خلل في الإشارات الكهربية الخاصة بتنظيم نبضات القلب، وقد تؤثر حالة خفقان القلب على القلب بشكل رئيسي مما تزيد من فرصة تعرض الإنسان بالسكتات القلبية و الدماغية والجلطات، وفي المقابل قد لا يؤثر بشكل تم على القلب سوى أن تكون حالة عارضة مؤقتة وسرعان ما تنتهي بزوال السبب.
لكن في الوقت ذاته قد يكون خفقان القلب عرضاً خاصاً لبعض الأمراض المرتبطة بالقلب مثل: الخلل فى أنسجة القلب، وبعض العيوب الخلقية فى حجرات القلب الأربعة.
ما هي علاقة القهوة بخفقان القلب؟
إذا كنت تعشق القهوة وتدمنها، إذن فعليك الحذر، فقد حذرت الدراسات الطبية من القهوة وعلاقتها بخفقان القلب، حيث وجدت تلك الدراسات أن المشروبات الغنية بالكافين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة لها علاقة مباشرة بزيادة خفقان وضربات القلب.
هل النحافة وفقر الدم والأنيميا دوراً فى ظهور خفقان القلب؟
نعم للنحافة دوراً كبيراً في خفقان القلب فقد أثبتت الدراسات الطبية أن فقر الدم وسوء التغذية ونقص العناصر المعدنية اللازمة في الجسم سبباً في حدوث خفقان القلب، حيث تمثل عملية نقص البوتاسيوم والحديد والتورين والفوسفات والكلور والكالسيوم والماغنسيوم وغيرها الإصابة بالأنيميا وبالتالي ظهور خفقان القلب.
كما أنه توجد علاقة وثيقة بعلاج الأنيميا، حيث كلما تم علاج الأنيميا سريعاً كلما زال سبب خفقان القلب، ومن هنا نفهم أن خفقان القلب الناجم عن سوء التغذية والأنيميا عرضاً مؤقتاً سرعان ما يزول بعد تناول العلاج.
هل الإصابة ببعض الأمراض تسبب خفقان القلب؟
إن الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير طبيعي، وانخفاض نسبة السيروتونين في المخ، التغيّرات الهرمونية الخاصة بالدورة الشهرية لدى النساء، وخلال شهور الحمل، كذلك تناول العديد من الأدوية تؤدي بدورها للإصابة بالخفقان مثل أدوية الاكتئاب وأدوية علاج فرط نشاط الغدة الدرقية، وأجهزة الاستنشاق التي تعالج الربو.
هذه الحالات السابقة يكون فيها خفقان القلب مؤقتاً وبشكل عارض وغير مستمر ويزول بزوال السبب.
ماهي أعراض الإصابة بخفقان القلب؟
هناك عدة أعراض تصاحب خفقان القلب ومن هذه الأعراض:
- آلام في الصدر وفي المنطقة المحيطة بالقلب، وهي تشبه الى حد كبير آلام النوبات القلبية.
- الدوخة الشديدة بسبب نقص الأكسجين في الدم وعدم وصوله بشكل سليم وطبيعي إلى المخ.
- فقدان توازن الجسم وعدم السيطرة عليها بشكل كلي، وقد يصل الأمر لحدوث إغماء.
- الإصابة بالتعرق في جميع مناطق الجسم.
- الصداع الشديد وانخفاض درجة الوعي بسبب قلة وصول الدم إلى خلايا المخ.
- ضيق النفس، حيث يشعر المريض بالخفقان أن نفسه متقطع بشكل فجائي، وذلك لتعويض الأكسجين الناقص.
هذه الأعراض قد تتطور للأسوأ حيث بعض المضاعفات الخطيرة التي تتمثل في قلة الدم الواصل إلى القلب والمخ، مما يؤدي إلى التعرض للسكتات القلبية والدماغية، وبالتالي قد يصل الأمر للموت المفاجئ.
هل يمكن علاج خفقان القلب؟
هناك العديد من الطرق العلاجية لخفقان القلب والتخفيف من الأعراض المصاحبة لها، وهذه الطرق هي:
- الابتعاد عن المجهود البدني العنيف، والراحة بشكل عام خاصة بعد بذل المجهود.
- علاج الأمراض التي قد تكون السبب الرئيسي لخفقان القلب.
- النظام الغذائي الجيد الذي يمد الجسم بالعديد من العناصر الغذائية مثل الأملاح والفيتامينات والمعادن من خلال تناول الخضروات والفاكهة والبروتينات.
- شرب الكثير من السوائل والماء وذلك لتقليل الأملاح والسموم والكافيين من الجسم.
- الابتعاد عن التدخين، والتدريب على تنظيم النفس .
- عند ظهور الأعراض المصاحبة لخفقان القلب بشكل متكرر يجب الذهاب للطبيب المتخصص لاستشارته.
وبعد أن أجبنا عزيزي القارئ على أهم الأسئلة الخاصة بخفقان القلب، فهناك بعض النصائح الهامة التي تساعد على الوقاية من خفقان القلب، وهذه النصائح هي:
تجنب تناول المشروبات الغازية والقهوة والشاي
من المعروف أن تناول المشروبات الغازية والقهوة والشاي والمشروبات الغنية بالكافيين أحد الأسباب لخفقان القلب، لذلك الابتعاد نهائياً عن تلك المشروبات، أو التقليل منها قدر الإمكان ويكون تناولها معتدلاً بشكل يومي.
ممارسة الرياضة يساعد على التقليل من خفقان القلب
على العكس تماماً من المجهود البدني، فإن ممارسة الرياضة لا تمثل خطراً على الصحة وبالتالي لا تسبب خفقان القلب، وذلك لأنها تعمل على تنظيم الدورة الدموية وتنظيم ضخ الدم من القلب لأعضاء الجسم المختلفة وخاصة المخ، لذلك ممارسة الرياضة تساعدك على تنظيم عمل القلب ورفع كفاءة وظيفته.
الراحة التامة بعد المجهود البدني
يعتبر المجهود البدني من أهم أسباب خفقان القلب، لذلك فإن الراحة التامة بعد بذل المجهود يساعد على تنظيم ضربات القلب لتقليل فرصة الإصابة بخفقان القلب.
الابتعاد عن العقاقير المنشطة
هذه العقاقير تؤدي لخفقان القلب، لأنها تعمل على زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء العامة للجسم لزيادة كفائتها ووظيفتها بشكل أفضل، إلا أن ذلك له العديد من الآثار الجانبية ومنها خفقان القلب وزيادة معدل ضرباته.
تناول الوجبات الصحية
الحصول على العناصر الغذائية الهامة للجسم مثل الفيتامينات والأملاح والمعادن المختلفة من خلال تناول الفاكهة والخضراوات وغيرها من الأطعمة، هذا يساعد على تقوية الجسم، و تقليل فرصة التعرض لسوء التغذية التي تعد أحد أسباب خفقان القلب.
وفي نهاية هذا المقال؛ فإن خفقان القلب لا يسبب مضاعفات خطيرة سوى في حالات محددة، إلا أنه من الأمور غير الصحية التي يجب التحذير منها خاصة أنها ترتبط بالعديد من الأمراض الأخرى، بل يمكننا القول أن الخفقان عارض مؤقت ناتج عن أمراض أخرى إلا أنه قد يكون فى بعض الحالات أخطر من تلك الأمراض لذا يجب توخي الحذر.