الثقة بالنفس تُعد الطاقة الأولى المحفزة للنجاح في كل أمورنا الحياتية. ونلاحظ أن جميع الناجحين في الحياة يشتركون بهذه الصفة المميزة، إلا أن هناك الكثير من الأمور قد تحطم من ثقتنا بنفسنا وتضع بالتالي حاجزا بيننا وبين مسيرة نجاحنا وتطورنا وتوسيع مداركنا في الحياة.
الاختصاصية في علم النفس السريري ميلاني جرينبيرج، الأستاذة السابقة في جامعة "آليانت الدولية" الأميركية، توجز أسباب انعدام الثقة بالنفس بستة عادات سلبية كالتالي:
1- الشعور بالذنب: ذلك الإحساس الذي نتعلّمه منذ الصغر. وتسوق جرينبيرج مثلا بهذا الإطار: "حين تأمرنا أمهاتنا أن نستكمل وجبة الطعام لأنّ هناك أشخاصاً يتضورون جوعاً في العالم، أو لأنّها أرهقت نفسها في العمل ولا يحق لنا التذمر أو الشكوى". وتعقب: "لا بدّ أنّ الكثيرين من بيننا عانوا من عقدة الشعور بالذنب لأسباب تافهة".
2- الاعتقاد أنّنا أشخاص فاشلون: وقد يكون ذلك نتيجة انتقاد الأهل لنا أو مقارنة مستوى ذكائنا حين نكون صغاراً بمستويات أقراننا وأصدقائنا. أو بسبب الفشل في مسائل هامّة في الحياة لاحقاً، كالطلاق، أو العزوبية لوقت طويل، أو العجز عن الحصول على الوظيفة التي يتمنّاها أي منّا. وحين يتطوّر لدينا هذا التفكير بالفشل، فإنّه يرافقنا في جميع الحالات وينعكس سلباً علينا. والخطوة الأولى لعلاج الإحساس بالفشل، وفق جرينبيرج، هي إدراك وجوده في تفكيرنا والابتعاد عن تصديق ذلك، بالإضافة إلى استغلال كل فرصة متاحة بالتفاؤل والتصرّف بطريقة مخالفة لما اعتدنا.
3- محاولاتنا لبلوغ الكمال في جميع الحالات: تقول جرينبيرج إن النظر إلى كل ما ينجز على أنّه ناقص ولا يرقى إلى مستوى طموحاتنا، هي حالة تؤدي إلى الشعور بضغوط كبيرة تدفعنا إلى الاستسلام والانسحاب من إنجاز المهمة. وتنصحنا بضرورة التوقّف عن النظر إلى الأخطاء كمآس، وفي المقابل مكافأة الذات على مجرد المحاولة.
4- الندم: إلقاء اللوم على أنفسنا، والتركيز على الخسارة والرغبة في عودة الزمن إلى الوراء للتصرّف بشكل مختلف، كلّها عوامل سلبية بحسب جرينبيرج. فالندم، قد يكون إيجابياً فقط إن كانت هناك فرصة ممكنة لتغيير مسار الأمور. ومن المفيد التركيز على اللحظة الحاضرة واعتماد استراتيجيات ذهنية إيجابية للتخلّص من الإحساس بالندم.
5- المقارنة الذاتية السلبية مع الآخرين: تشرح جرينبيرج أنّ هناك نوعين من المقارنة، أولاً حين ننظر إلى الأشخاص الأقل منّا شأناً، فنشعر غالباً بالامتنان، وثانياً حين نراقب أولئك الأفضل منّا فنشعر بعدم الرضا عن أنفسنا. والمشكلة أنّنا نجهل ما يدور في نفوس الآخرين، فنقارن باطننا بظاهرهم. تلك المقارنة تضعنا تحت ضغوط نفسية ينبغي الابتعاد عنها لأنّ لكلّ منّا ظروفاً مختلفة. وتبقى المقارنة الأفضل، وفقاً لجرينبيرج ، مقارنة ما يقوم به الواحد منا اليوم مع ما أنجزه هو نفسه في الماضي، لأنّها إيجابية ومفيدة لطاقة الإنسان.
6- محاولة إسعاد الآخرين: تقول جرينبيرج إن محاولة إسعاد الآخرين وكسب حبهم ورضاهم والمبالغة في تقدير آرائهم على حساب وقتنا الخاص وطاقتنا وتقديرنا لذاتنا، ينتج من البيئة التي يعيش فيها الإنسان وكيفية تعامل أهله معه. فالواجب برأيها تعلّم رفض طلبات الآخرين إن كانت على حساب أنفسنا، وإعطاء الأولوية لحاجاتنا، والابتعاد عن الأشخاص المستغلين والمتطلّبين.
ارسال تعليق جديد