زار النائب سليمان فرنجية، أول من أمس، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعقد معه اجتماعاً طويلاً، بحضور مساعدين للطرفين. وعلمت "الأخبار" أن فرنجية عرض خلال اللقاء كل ما سبق أن قام به من اتصالات سياسية، بما فيها اللقاء مع العماد عون، وآخر المشاورات مع فريق 14 آذار، ولا سيما رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط.
وأكد فرنجية التزامه "حماية وحدة فريقنا السياسي، ولهذا أعلنت عدم التخلي عن دعم العماد عون كمرشح لفريقنا لرئاسة الجمهورية". وبعدما شكا من تعرضه لحملة من جانب "الحلفاء"، أكد أنه "ملتزم الخط السياسي الذي أنا عليه منذ زمن طويل، والتزام الاتفاق على ترشيح العماد عون، لكنني أسأل: الى متى سوف نستمر في هذا الموقف؟".
وشرح فرنجية هنا ما "أراه فرصة لنا ولفريقنا، من خلال إقرار الفريق الآخر، بترشيح واحد منا لرئاسة الجمهورية، وأنه في حال تبيّن أن الفريق الآخر لا يريد السير بالعماد عون، وهم في المقابل يعرضون دعمي، فإلى متى سننتظر، وما هو الحد الزمني، وما هي الخطة البديلة؟".
وكرر فرنجية أنه لم يقدّم أي التزام سياسي للفريق الآخر، وأن قبوله ترشيحه للرئاسة ليس فيه مقايضة مع الثوابت والتفاهمات الوطنية. وأنه مستمر سياسياً وإعلامياً داعماً لترشيح العماد عون، لكنه كرر السؤال: إنما إلى متى؟
ورد السيد بتأكيد موقف الحزب من ضرورة وحدة التحالف السياسي الذي يجمعه مع العماد عون وفرنجية وحركة أمل والحلفاء. وشدد على أهمية حماية هذه الوحدة، ومنع الفريق الآخر من العمل على إضعافها. وأشاد نصرالله بفرنجية قائلاً له: "نحن لم ننظر يوماً إليك كما ننظر الى الآخرين. أنت حليف جدي وموثوق من قبلنا، ونحن لا نخشى على أنفسنا منك، بل إنك لا تعرضنا لأي نوع من الابتزاز، وتتمسك بمواقفك دائماً الى جانبنا، وأنت حليف وشريك، ونحن نفضلك في أشياء كثيرة على كثيرين من الآخرين".
لكن نصرالله أضاف: "نحن اتفقنا على دعم ترشيح العماد عون، والذي حصل هو أنه عُرض عليك من قبل الفريق الآخر. لكن هذا العرض لا يزال شفهياً، ولم يعلن الحريري ولا فريق 14 آذار تبني هذا الترشيح رسمياً، بل هناك خلافات في ما بينهم حول الأمر".
ورداً على سؤال فرنجية "إلى متى ننتظر في حال ظل الفريق الآخر على رفضه لترشيح العماد عون"، عاد نصرالله به الى البداية وسأله: "لنسأل أنفسنا، ما الهدف من وراء هذه الخطوة التي لا تزال شفهية من قبل الفريق الآخر، وما سر إطلاقها في هذا التوقيت بالذات؟ وما هو الثمن الذي يريده الطرف الآخر مقابل ذلك؟ وإذا قبلوا التنازل، لماذا اختاروك أنت ورفضوا العماد عون؟".
وبدا واضحاً من مجريات الحديث أن نصرالله كرر التزامه بما هو متفق عليه لجهة دعم ترشيح العماد عون، وكرر التقدير الكبير لموقع فرنجية وموقفه، لكنه ظل عند الأسئلة حول غاية الحريري من خطوة ترشيح رئيس تيار المردة، بالإضافة الى أسئلة أخرى حول "ما هو الشيء الذي يُلزِمنا بأن نمنح الطرف الآخر موقع المرجعية التي تقرر من هو رئيس الجمهورية ومن هو رئيس الحكومة وما هو قانون الانتخاب و… الخ".
وحسب مصدر واسع الاطلاع، فإن فرنجية خرج من الاجتماع مدركاً أن الحزب ليس بصدد إعطاء أي تعهد أو موقف حاسم، وأنه متمسك بترشيح العماد عون، وأن الحزب لا يرى ضرورة للقيام بأي خطوة قبل أن ينتهي الطرف الآخر من إنجاز ما وعد به، لناحية الإعلان الرسمي عن الترشيح، وتأمين توافق فريق 14 آذار على هذا الموقف. وقال المصدر إن الحزب "يريد بصراحة إبقاء الكرة في الملعب الآخر، وهو ينصح فرنجية ضمناً بعدم الانجرار الى نقل الضغوط من جهة الفريق الآخر الى فريقنا، وخصوصاً أن مشكلات الفريق الآخر لا تزال كبيرة".
ارسال تعليق جديد