بداية كوفيد 19
هل كانت البداية عند إعلان سلطات إقليم ووهان الصيني ظهور فيروس غريب منتقل من الحيوانات إلى الإنسان؟ أم أن القصة أقدم من هذا التصريح؟ في هذا المقال سنقدم بحث شامل عن مرض فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، حيث نتعرف على أعراض الفيروس وأسبابه، ونلقي الضوء على كافة المعلومات الطبية الهامة التي لابد من معرفتها لكي نقي أنفسنا هذه الجائحة التي لها آثار عميقة حتى كتابة هذه السطور، فهيا بنا نحو هذا العرض الشامل عن مرض فيروس كورونا.
القصة أقدم من عام 2019م
لكل حكاية أصل لها، فقصة فيروسات كورونا قديمة للغاية، وهذا ما نتعرف عليه في هذه النظرة الشاملة حول فيروسات كورونا، فإن هذه الفيروسات هي مجموعة من الفيروسات التي تسبب الالتهاب التنفسية الحادة، حيث كان الظهور الأول لها في أول الألفية الجديدة في القرن الواحد والعشرين، حيث ظهرت في الصين متلازمة السارس والتي كانت لها أعراض صحية وخيمة على الإنسان تنتهي بالوفاة، ثم تطوّر الأمر غلى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والتي تدعى ميرس والتي ظهرت لأول مرة في عام 2012م في المملكة العربية السعودية عندما انتقلت من الإبل إلى مربي هذه الإبل ومنها انتشر كالوباء في الإنسان.
ولكن هاتين السابقتين لم تكن من هذه التي نحن بصددها، ألا وهي فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، فإن هذا الفيروس كان له العديد من الطفرات الجينية، فبدأ في العام 2019م من التحوّر داخل أجسام بعض الحيوانات، ومن هنا نجد أن طفرته الجينية كانت كبيرة بحيث باتت مستعدة لعدوى الإنسان وهذا ما حدث بالفعل، حيث حدثت عدوى للإنسان وبدأ في الانتشار في الصين ثم انتشر في العالم كله تحت اسم كورونا المستجد.
لذلك فإذا ظننت أن فيروس كورونا المستجد هو الأول في سلسلة هذه الفيروسات، فهذا خطأ شائع للغاية، فالقصة قديمة بالفعل ويعرفها العلماء، بل كانوا يتوقعونها بسبب التصرفات الصحية الغير سليمة للإنسان، وها هنا وصلنا إلى نقطة الحقيقة، إننا أمام فيروس ذكي قديم يفتك بالبشر.
أعراض فيروس كورونا المستجد كوفيد 19
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الأعراض لهذا الفيروس متعددة، وقد تختلف في بعض الحالات عن الأخرى، بل إننا أمام سلالات متعددة من هذا الفيروس، وهذا بحسب التقارير الطبية التي أُجريت خلال الشهور المنصرمة.
إلا أن هناك العديد من الأعراض التي لا تتغير في بعض الحالات، وهي التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية منذ مارس 2020م عند بداية انتشار الجائحة العالمية، وهذه الأعراض تتمثل في: الحمى – السعال – التعب العام للجسم – ضيق التنفس – آلام العضلات – التهاب الحلق الشديد – آلام الصدر – الصداع الشديد – فقدان حاستي التذوق والشم – سيلان الأنف – التهابات الملتحمة – القشعريرة.
وهناك العديد من الأعراض” غير الشائعة” والتي حدثت لبعض الحالات في العالم بسبب الإصابة بفيروس كورونا مثل: الطفح الجلدي – الغثيان – الإسهال الشديد.
وهذه الأعراض قد تظهر خفيفة ما بين خمسة أيام وحتى أسبوعين، وبعض الحالات تحدث الأعراض متوسطة، وبعضها شديد للغاية مما تسبب العديد من المضاعفات مثل الالتهاب الرئوي الحاد الذي يسبب الوفاة بعد أسبوع من ظهور الأعراض.
فئات تحذرها منظمة الصحة العالمية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد
أعلنت منظمة الصحة العالمية تحذيراً عن الفئات الأكثر عرضة بالإصابة، وقد أكدت أن حالات كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد بسبب ضعف مناعتهم، هذا إلى جانب الحالات المرضية التي تعاني من بعض الأمراض مثل: ضعف جهاز المناعة- مرض الخلايا المنجلية – مرض الكُلى المزمن- المصابين بالسمنة المفرطة- السكري من النوع الثاني – الحالات المصابة بالسرطان – مرضى الانسداد الرئوي المزمن – أمراض القلب الخطيرة مع اعتلال عضلة القلب- تصلب الشرايين- حالات الربو – أمراض الرئة مثل التليف الكيسي- ارتفاع ضغط الدم – مرضى الكبد.
هذه الأمراض تتضاعف معها الخطورة الشديدة عند الإصابة، وذلك بسبب الخلل في أعضاء الجسم الوظيفية، وكذلك ضعف جهاز المناعة وبالتالي فإن هذه الفئات هي الأكثر عرضة للإصابة من جهة، ومن جهة أخرى فإن المصاب منهم قد يعاني من مضاعفات شديدة في الجسم وعلى الصحة عامةً.
أعراض خطيرة تستدعي الذهاب للمستشفى عند الإصابة
وضعت جميع دول العالم بعد استشارة منظمة الصحة العالمية العديد من بروتوكولات العلاج من فيروس كورونا المستجد، فعلى الرغم من عدم ثبات وجود العلاج الفعلي لأعراض الإصابة بالفيروس، إلا أنه في الوقت نفسه هناك العديد من بروتوكولات العلاج التي وضعتها الأطقم الطبية حول العالم.
ولكن السؤال هنا، متى نزور الطبيب حتى في حالة التأكد من الإصابة بفيروس كورونا المستجد؟
هناك العديد من الحالات التي يمكن أن تتلقى العلاج في المنزل من خلال العزل، ثم تلقي بروتوكولات العلاج، لكن في الوقت نفسه هناك العديد من الحالات التي لا تجدي معها العلاج في المنزل، ولكن يجب ان تتلقى العلاج في المستشفى تحت أعين الرعاية الطبية المشددة، وهذه الحالات التي تعاني من ضيق في التنفس، والتشوّش الذهني والصعوبة في التركيز والشعور المستمر بالآلام والضغط في منطقة الصدر، وعدم القدرة على النوم وغيرها من المضاعفات التي تنذر بالخطر الشديد على الحياة.
في تلك الحالة فإن هناك العديد الإرشادات الطبية التي يجب أن تحدث للذهاب إلى الطبيب أو المستشفى، خاصة إذا كانت هذه الحالات تعاني من أمراض القلب والرئة، فلا بد من توافر الرعاية الصحية المشددة لهم.
كيف تحدث العدوى بكوفيد 19 كورونا المستجد
هنا نصل إلى نقطة هامة من هذا العرض الشامل، ما هي الأسباب التي تجعل العدوى ممكنة؟
يبدو أن فيروس كوفيد 19 كورونا المستجد لا ينتقل عبر الهواء، بل ينتقل عند الاحتكاك المباشر بالمريض، هذا إلى جانب التعرض للرذاذ أثناء العطس أو السعال، ولا توجد مؤشرات علمية قوية بأن الفيروس ينتقل من خلال لمس الاسطح إلا عند بعض الحالات دون غيرها.
لذلك فإن الوقاية والحماية الإحترازية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية تبدو كافية للغاية للحماية من العدوى، وهي الاهتمام بغسيل الأيدي عند لمس الأشياء، وعدم لمس الأنف أو العينين أو الفم بعد مخالطة الناس.
هذا إلى جانب ضرورة ارتداء الكمامات في المواصلات العامة، وعند المخالطة وغيرها، وذلك لأن احتمالية العدوى تكون كبيرة عند عدم ارتداء الكمامات والمخالطة مع الناس، هذا إلى جانب تنظيف وتعقيم الأسطح التي يستخدمها آلاف المواطنين، مثل مقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة وغيرها من الأمور العامة.
وتشدد منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد بضرورة العزل المنزلي أو الحجر الصحي للمصابين وعدم الذهاب إلى أماكن العمل أو الدراسة وغيرها من الأماكن العامة حتى تنتهي فترة العزل وهي 14 يوماً على الأكثر.
أما بخصوص السفر، فقد وضعت الدول العديد من الإجراءات الاحترازية بشأن السفر والانتقال من مكان إلى مكان، كما يمكن أن تمنع السفر في حالات عديدة منها انتشار الوباء في بلد ما، لذلك فعلينا الالتزام بهذه الإجراءات تماماً بشأن السفر حتى انتهاء الإجراءات التي تضعها الدول المختلفة حول العالم.
هل توجد عوامل خطورة عند العدوى؟
بالفعل هناك العديد من عوامل الخطورة التي شددت منظمة الصحة العالمية عليها منها على سبيل المثال التعرض للسعال والعطاس مع المخالطة للأشخاص الذين يتأكد لديهم الإصابة بالفيروس.
هذا إلى جانب المخالطة اللصيقة لهم ضمن مسافة 6 أقدام أو 2 متر دون ارتداء الكمامة القماشية أو الطبية وذلك مع الشخص المصاب بكوفيد 19 كورونا المستجد، وهنا يعني ان هناك العديد من الفئات تدخل ضمن عوامل الخطورة بالإصابة المؤكدة منها الأطقم الطبية من الأطباء والممرضين، وهم أكثر الفئات عرضة للإصابة بسبب مخالطتهم المؤكدة بالمصابين في غرف العزل في المستشفى وغيرها من الفئات العاملة في هذه المناطق.
مضاعفات شديدة تحدث بعد الإصابة بكوفيد 19 كورونا المستجد
هناك العديد من المضاعفات التي يمكن أن تحدث في حالة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهذه المضاعفات ليست بسبب الإصابة، ولكن بسبب الحالة الصحية التي مكن أن تكون للمصابين بفيروس كورونا، وهذه المضاعفات مثل التهاب الرئة ومشاكل التنفس التي قد تحدث بشكل شائع للغاية وهو ما قد يؤدي للوفاة، وتعتبر هذه هي المضاعفات الشائعة.
كما تحدث مضاعفات تتعلق بعضلة القلب، حيث تحدث العديد من مشكلات القلب، وفشل أعضاء الجسم المختلفة وظيفياً، هذا إلى جانب الحالة الرئوية الحادة التي تؤدي لانخفاض كمية ونسبة الأكسجين في الجسم، أو ما يعرف طبياً بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
ومن المضاعفات التي أكدت على حدوثها بعض التقارير الطبية الإصابة الحادة للكُلى، والجلطات الدموية في الجسم والالتهابات الفيروسية الأخرى والتي قد تكون لها مضاعفات خطيرة في بعض الحالات قد تؤدي في نهاية الأمر إلى وفاة تلك الحالات.
لذلك تشدد منظمة الصحة العالمية الالتزام بالبروتوكول العلاجي والعزل المنزلي، والذهاب إلى المستشفى في حالة وجود مشاكل في التنفس.
في هذا البحث الشامل تعرفنا على العديد من الجوانب المعرفية حول انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، وما هي إجراءات الحماية والأعراض وغيرها من المعلومات التي يجب الالتزام بها حتى انتهاء هذه الجائحة ومرورها، فهل ترى أن الإجراءات تلك كافية؟ وما هي مقترحاتك للحماية التي تراها كافية؟