فيروس كورونا وتأثيره على الجيل الحالي
يبدو أن آثار فيروس كورونا عميقة فوق ما نتخيل، إن جيل جديد سيكون في ظلها مختلف عن الأجيال التي سبقته، وهو ما وصفته صحف وتقارير صحفية بريطانية بالإنعزاليين، ونحن في هذا المقال، نتعرف أكثر عن هذا الجيل الجديد الذي نشأ في ظل الجائحة، حيث نلقي الضوء على سلالة فيروس كورونا الجديدة تهدد بنشوء جيل جديد من الإنعزاليين وفقاً لصحف بريطانية.
سلالة جديدة في بريطانيا قد تكون أشرس من سابقتها
تحدثت تقارير صحفية خلال الشهور السابقة احتمالية ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا، وهذا بالفعل الذي وجدناه في المؤشرات التي تتحدث ان سلالة فيروسية جديدة أصابت نحو 1200 حالة جديدة في جنوب شرقي إنجلترا منذ بداية السنة الجارية 2021م.
وهذه السلالة الجديدة قد تكون أكثر خطورة على الجينوم البشري، على الرغم من أن المؤشرات العلمية لا تجيب بالتحديد عن مكمن الخطورة، وانه مازالت هناك تكهنات عديدة حول هذه الأمور.
أما عن الجيل الجديد الذي نشأ في ظل هذه السلالات الجديدة، او في ظل الجائحة بشكل عام قد يكون مختلفاً عن الأجيال السابقة، وذلك لأن هذه السلالة ستؤثر في الجينات والعوامل الوراثية وهو ما يجعل الجيل الصغير من البشرية اليوم مهدداً في المستقبل بل ناقلاً للسلالات تلك إلى الجيل الأصغر بعد سنوات.
الانعزاليين الجدد والأسطورة اليابانية القديمة
“جيل جديد من الانعزاليين” هكذا تحدثت التقارير البريطانية، فماذا عن الأسطورة اليابانية المرتبطة بهذا الجيل؟
هناك في اليابان طائفة عُرفت في القدم واسمها طائفة هيكيموري وهم مجموعة من الغنعزالييت الذين انسحبوا من الحياة بشكل كامل، حتى من الحياة الأسرية العادية، فقد كان الفرد يعيش أغلب حياته في المنزل، في غرفة منعزلة في طقس قديم أشبه بالرهبنة المسيحية.
هذا الجيل القديم الياباني ” هيكميوري” يشبه إلى حد بعيد الانعزاليين المتأثرين من جائحة كورونا، حيث الشباب الذي فضل الجلوس في المنزل، يمارس الألعاب عبر شاشة الحواسيب، ويمارس حياته التعليمية عبر الإنترنت دون التفاعل مع الناس أو زملائه في الصف الدراسي، وهذا الجيل نشأ بسبب الظروف الاستثنائية في وباء وجائحة كورونا، فهل نحن أمام أسطورة هيكيموري اليابانية مرة أخرى؟
الحياة الاجتماعية تغيّرت عن ذي قبل
إذا كنا نتحدث عن السلالات الجديدة التي أخافت العلماء بسبب الطفرة الوراثية والجينية التي تحدث في أجسام البشر وقد تؤثر في الجيل الجديد، فإن هناك آثار غير طبية، ولكنها اجتماعية هذه المرة قد تؤثر في الجيل الجديد، بما يعرف بـ الغلق الجزئي والكلي الذي تشهده بلدان العالم المختلفة، وهو ما غيّر الحياة الاجتماعية.
فعلى سبيل المثال، أُغلقت النوادي الرياضية والمطاعم والمتاجر والحانات والمراكز التجارية، وهذا ما يعني فرصة الانعزال التي زادت في بعض الأسر، وباتت الحواسيب الآلية والأجهزة الإلكترونية هي المهيمنة على حياة الجيل الجديد، وهو ما قد يشكل خطورة في أيام ما بعد الجائحة، وهو ما أكدته تقارير صحفية بريطانية، حيث أكدت أن نسبة كبيرة من العائلات البريطانية قد تعاني من هذا الأمر.
فشل تام في الرعاية النفسية
تشهد البلدان خوفاً كبيراً من العدوى والإصابة، وهو ما يجعل الجيل الجديد متأثراً من الناحية النفسية بسبب العزلة والخوف، وهذه نتيجة طبيعية خطيرة على نفوسهم، وهو ما يمكن وصفه بوجود جيل جديد يحب العزلة، ويعتاد الخوف، ويريد الإنعزال طواعية، فهل إذا استمر هذا الوضع في العديد من الدول نشهد فشلاً في الرعاية النفسية لهذه الشعوب؟ ربما، وهذا ما يخيف العلماء في المجال النفسي أيضاً.
الجيل الجديد الذي يعيش الآن في ظل الجائحة، سيكون جيلاً مختلفاً، ربما لا نرى الآثار المباشرة أو غير المباشرة الآن، لكننا سنجده في خلال سنوات معدودة، غنها مثل جبل الثلج الظاهر أمامنا، جذوره ممتدة لا يظهر منها فقط إلا اليسير.