لم يعد الأمر يتعلق بتحطم طائرة، إذ تعداه إلى ما يؤشر لفتح جبهة إضافية مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في الأجواء، بعدما صار من شبه المؤكد، بتضافر معلومات عدة، أن قنبلة بين الأمتعة تسببت بالحادث. ودفعت مصر غالياً ثمن تراخي الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ، وربما في مطاراتها الأخرى، فتوالت التحذيرات الأمنية من السفر إلى سيناء وتعليق الرحلات، وآخرها من روسيا، وكذلك عمليات إجلاء السياح، وصولاً إلى ضغط أميركي لتشديد الإجراءات في مطارات عدة في الشرق الأوسط.
بداية، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف رحلات الركاب الروسية إلى مصر. وفي وقت لاحق اتصل بالرئيس المصري المشير عبدالفتاح السيسي واتفقا على مواصلة التعاون في مجال سلامة الطيران.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن وقف الرحلات لا يعني أن الرئاسة الروسية تتبنى نظرية الهجوم الإرهابي. وقدَر اتحاد صناعة السفر الروسي ان نحو 50 ألف سائح روسي هم في مصر حالياً، أضف أن رد قيمة التذاكر في الرحلات المحجوزة إلى مصر قد يتسبب بإفلاس شركات سياحية روسية.
وواجهت الفوضى المساعي البريطانية لإعادة آلاف السياح العالقين في شرم الشيخ حين قلصت مصر عدد الرحلات المسموح بها لإعادتهم، لأنها تمثل عبئاً على المطار وسعته لا تسمح بذلك.
ويضع كل ذلك مصير صناعة السياحة المصرية، وهي مصدر حيوي للعملات الأجنبية للاقتصاد المنهك، على المحك وكذلك صدقية تأكيدات السيسي في شأن مكافحة الإرهاب.
وأعلن وزير الأمن الداخلي الأميركي جي جونسون أن واشنطن طلبت من “بعض” مطارات الشرق الأوسط تعزيز الإجراءات الأمنية في الرحلات المتجهة الى الولايات المتحدة كتدبير “احتياطي”. وشدد على “وجوب توسيع عمليات تفتيش الأغراض” التي تنقل الى الطائرات و”تقويم أمن المطارات بالتعاون مع شركائنا الدوليين”.
وأشار البيت الأبيض إلى أن جونسون أمر بتوسيع نطاق عمليات الفحص والتفتيش في عشرة مطارات على الأقل.
وبدأت شركة “ك أل أم” الهولندية تطبيق إجراءات أمنية جديدة من القاهرة إلى أمستردام. ولن يسمح للمسافرين إلا بحمل حقائب يد في الطائرات.
كيف فجرت
وأفاد مسؤولو استخبارات غربية إن بريطانيين وأميركيين رصدوا “دردشة” بين أشخاص يشتبه في أنهم “متشددون” ومن “حكومة واحدة على الأقل”، تنبئ باحتمال أن يكون دس قنبلة مخبأة بين الأمتعة سبب الحادث.
وقال مصدر قريب من التحقيق أن تحليل الصندوقين الأسودين، مع ما جمع من معلومات من مكان تحطم الطائرة، وخبرة المحققين، تتيح “بقوة ترجيح” فرضية الهجوم. إذ كان “كل شيء طبيعياً”، سواء على مستوى الآلات أو الأحاديث حتى الدقيقة الـ24 للرحلة “عندما توقف الصندوقان عن العمل بشكل مفاجىء، مما يدل على انخفاض مفاجىء جداً للضغط ناجم من انفجار”. وأوضح أن “فرضية الانفجار الناجم عن خلل فني أو حريق مستبعدة الى حد كبير لأن التسجيلات كانت لترصد شيئاً قبل انقطاع الاتصال، وكان الطياران سيقولان شيئاً… أي طائرة لا يمكن أن تتوقف بهذا الشكل المفاجىء عن بث معلومات وهي تحلق على ارتفاع شاهق ما لم يكن ثمة انفجار”.
ونقلت محطة “فرنسا 2” عن محقق أتيح له الاطلاع على محتوى الصندوقين أن انفجاراً سُمع في الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية، ودويه لا يتفق مع عطل في المحرك.
وثمة صور تكشف آثار شظايا تتجه من الداخل الى الخارج تؤكد فرضية الانفجار.
ارسال تعليق جديد