كشف تقرير جديد بشأن إنتاج الطاقة أن بلدان الاتحاد الأوروبي تمكنت خلال النصف الأول من هذا العام من إنتاج الكهرباء من المصادر البديلة بنسبة تجاوزت تلك التي أنتجت من الطاقة الأحفورية وذلك لأول مرة.
التقرير أصدرته يوم 22 يوليو/تموز الجاري منظمة “إمبر Ember” المختصة في متابعة تطور إنتاج الطاقة البديلة والكائن مقرها في لندن.
وأفاد التقرير بأن 27 دولة من الاتحاد الأوروبي تمكنت من إنتاج ما تحتاجه من الكهرباء بنسبة 40% من الطاقة البديلة المتمثلة في طاقتي الرياح والشمس، لتتجاوز بذلك ما تم إنتاجه من الطاقة الأحفورية التي بلغت نسبتها 34%.
وأوضح التقرير أن نسبة إنتاج الكهرباء من الطاقة البديلة زادت بنسبة 11% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ويعود الفضل في هذه الزيادة إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح اللتين شهدتا نموا جيدا كنتيجة منتظرة جاءت بعد تشييد مزيد من منشآت الطاقة في العديد من البلدان الأوروبية، وهبوب رياح قوية خلال فبراير/شباط الماضي سمح بإنتاج أكبر قدر من طاقة الرياح.
الدانمارك وأيرلندا في الصدارة
تأتي الدانمارك على رأس الدول الأوروبية، حيث تمكنت من إنتاج ما نسبته 64% من الكهرباء من طاقتي الشمس والرياح، متبوعة بأيرلندا بنسبة 49%، ثم ألمانيا بنسبة 42%.
وتعتبر الدانمارك من الدول الأوروبية الرائدة في مجال إنتاج الكهرباء من الطاقة البديلة، وهي تطمح خلال عام 2050 إلى إنتاج 100% من الكهرباء من الطاقة البديلة.
وسطرت بعض الدول الأوروبية سياسات قوية تهدف إلى تعزيز إنتاج الكهرباء من الطاقة البديلة، فإضافة إلى الدانمارك الرائدة في هذا المجال هناك أيضا أيرلندا التي أصبحت تقتفي أثرها، حيث صدّقت حكومتها الأسبوع الماضي على عدة قرارات جيدة، منها: وقف منح رخص جديدة لاستخراج أو استغلال الغاز، ومنع استيراد الغاز الصخري، وكذلك الالتزام بتقليص إنتاج الغازات الدفيئة بنسبة 7% كل عام.
وقال ديف جونس الخبير في منظمة “إمبر” في البيان الصحفي المرافق للتقرير إن “هذا الواقع الجديد يشكل نقطة تحول كبرى في مجال انتقال الطاقة للكثير من الدول الأوروبية مثل بولندا والتشيك اللتين تريدان التخلص من الفحم في إنتاج الكهرباء، علما أن بولندا هي البلد الأوروبي الأول المنتج للفحم والتشيك هي الثالثة، اليوم لدينا أمثلة حية ومشجعة من أجل إنهاء حقبة إنتاج الكهرباء من الفحم والتوجه نحو الطاقة البديلة التي تعتبر طاقة صديقة للبيئة”.
وباء كورونا قلب الموازين
وحسب التقرير، فقد ساهم وباء كورونا -الذي انتشر بسرعة كبيرة في أوروبا- في تراجع إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الأحفورية، وهذا كان متوقعا بالنظر إلى تراجع الطلب على النفط نتيجة توقف العديد من المصانع والمنشآت عن العمل، مما تسبب في تراجع الطلب على الكهرباء بنسبة 7%.
ومن تداعيات أزمة كورونا أيضا أن إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية تراجع أيضا بسبب توقف الكثير من المفاعلات النووية عن العمل بعد اضطرار الأيدي العاملة إلى البقاء في البيوت امتثالا لسياسات الحجر الصحي كما هو الشأن في فرنسا التي تراجع إنتاجها من الكهرباء من هذه الطاقة بنسبة 50%.
وسجلت إيطاليا وإسبانيا أيضا تراجعا كبيرا في إنتاج الكهرباء من الغاز بنسبة 20% للأولى، و16% للثانية، وذلك بسبب تراجع الطلب على الكهرباء.