أعراض فيروس سي وعلاجه
فيروس سي الالتهابي الكبدي يعتبر من أخطر الفيروسات التي تصيب كبد الإنسان، وذلك بسبب الأعراض الخطيرة والمضاعفات الصحية الناتجة عنه، وهناك نسبة كبيرة من البشر تعاني من هذا الالتهاب الفيروسي الحاد، وسوف نقوم في السطور القليلة القادمة بمعرفة أهم أعراض فيروس سي الكبدي الالتهابي، حيث نتعرف على أهم الأعراض المزمنة والحادة التي تظهر على المريض والمضاعفات التي تنتج عنها في حال تأخر العلاج، وما هو علاج فيروس سي، فهيا بنا إلى إلقاء الضوء على أعراض فيروس سي وعلاجه في هذا المقال.
ما هي أعراض فيروس سي الحاد والمزمن؟
فيروس سي، هو أحد الفيروسات التي تهاجم الكبد، ويمكن إصابة الشخص المريض بها من خلال العدوى الفيروسية إما من خلال انتقال الدم الملوث، أو من خلال الاختلاط بأدوات المريض بفيروس سي، وبالتالي تنتقل العدوى الفيروسية غلى الكبد ومن ثم تحدث العديد من الأعراض والمضاعفات القوية.
وهناك العديد من المضاعفات مثل أمراض الكبد المزمنة وسرطان الكبد، لكن التشخيص المبكر للأعراض قد ينقذ المريض من هذه المضاعفات الخطيرة، لذلك من المهم معرفة الأعراض بشكل كبير والتعامل الصحي الواجب بعد معرفة هذه الأعراض.
ولكن قبل أن نعرض العديد من الأعراض المزمنة والحادة، يجدر بنا أن نحذر من ان هذه الأعراض قد لا تظهر في البداية، وتظهر مع الحالات المتقدمة من المرض، وهنا تكمن الخطورة الشديدة على الكبد، حيث أكدت الإحصائيات الطبية التي نشرتها منظمة الصحة العالمية أن معظم الحالات التي تعاني من فيروس سي الحاد بنسبة 80% لا تعاني إلا من أعراض خفيفة تشبه في الغالب أعراض الإنفلوانزا، وبالتالي فإن هذه الأعراض التي سنتناولها لها علامات خادعة بالنسبة للكبد، ويظن الفرد أنها بعض الأعراض التي سرعان ما تنتهي.
أما التهاب الكبد الفيروسي المزمن، يبدأ عندما يبقى الفيروس في الدم لفترة تزيد عن الستة أشهر، وبالتالي فإن انقضاء العدوى الحادة تبدأ بالظهور عند الفحص المبدئي لمعرفة فيروس سي، وبالتالي فإن الالتهابات الحادة تتحول إلى مزمنة بعد المرحلة الحادة.
أما عن أعراض الفيروس الالتهابي الخفيفة أو الحادة او المزمنة نتعرف على جميع الأعراض من خلال النقاط التالية:
- تظهر آلام في المفاصل أو العضلات المختلفة من الجسم، وهذه الآلام العامة تشبه الآلام الموجودة والمصاحبة لفيروس الإنفلوانزا الموسمية.
- الشعوب بالتعب الخفيف في بعض الأحيان.
- الشعور بالغثيان والقيء في الصباح الباكر او في مختلف ساعات اليوم في بعض الأحيان.
- فقدان الشهية في بعض الحالات.
- آلام في مختلف أنحاء البطن والشعور بالآلام المختلفة خاصة عند لمس منطقة الكبد، وهذا يدل على الالتهاب الحاد.
- تحدث إشارات وعلامات قوية على الالتهاب الكبدي مثل اليرقان وهو المتمثل في اصفرار الجلد والعيون، وهذه علامة قوية على إلتهابات الكبد.
- ظهور البول بلون داكن في أغلب الحالات التي تعاني من التهابات كبدية.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم بما يتجاوز عن 38 درجة مئوية.
- تظهر العديد من العلامات الاخرى في حالة الالتهاب المزمن منها اضطرابات في التركيز وإتمام المهام العقلية المعقدة وكذلك التقلبات المزاجية الحادة، واضطرابات في الذاكرة طويلة وقصيرة الأمد على حد سواء، وظهور أعراض وعلامات الاكتئاب.
- حدوث عسر الهضم والانتفاخات المختلفة، وآلام البطن المعدي وفي الأمعاء.
- الاستسقاء البطني، والتي تعني احتباس السوائل في البطن، وهذه علامة أكيدة على الحالات المتقدمة من الكبد.
- حدوث نزيف داخلي في بعض الأحيان.
- ظهور الكدمات في مختلف أنحاء الجسم، وكذلك ظهور الطفح الجلدي في العديد من الحالات التي تعاني من التهابات متقدمة في الكبد.
- معاناة بعض الحالات من الورم الوعائي العنبكي والمتمثل بظهور الأوعية الدموية تحت الجلد على شكل الشبكة العنكبوتية.
- انتفاخات وتوّرم الساقين.
- انخفاض الوزن.
- ومن الأعراض والعلامات التي تحدث في حالة الحالة الفيروسية المزمنة أيضاً التعب المزمن خاصة عند بذل مجهود في اليوم، حيث يشعر الشخص المريض بالتعب المزمن وهو ما يعني عدم قدرتهم على فعل شيء بسبب المجهود القليل الذي يقوم به الشخص وهذا على غير العادة، وقد أشارت الدراسات المختلفة أن هذه العلامة تعد من أهم العلامات التي تدل على وجود التهابات فيروسية كبدية، وبالتالي فهي علامة أكيدة على هذا المرض.
هذه الأعراض والعلامات التي تبدو في الإصابة الخفيفة تشبه الإنفلوانزا الموسمية، ثم تشتد في الحالات الحادة والمزمنة إلى علامات أكيدة على التهابات الكبد، تعني أن الحالة في مراحل متقدمة من المرض ويجب بداية العلاج على الفور.
كيفية تشخيص مرض التهاب الكبد الفيروسي؟
جديراً بنا في هذه النقطة معرفة التشخيص من خلال الفحوصات المختلفة التي تكشف التهابات الكبد الفيروسية، وهذه الفحوصات مثل:
- إجراء فحوصات الدم التي تدل فيها علامات التهابات وخلل الكبد مثل ارتفاع مستوى إنزيمات الكبد، وبالتالي فإن الفحص يعني وجود خلل واعتلال في الكبد.
- إجراء فحص ALT وهو الفحص الروتيني لالتهاب الكبد الفيروسي ج المزمن، ويتم التشخيص به بعض ظهور بعض العلامات والأعراض التي يشك فيها الطبيب على وجود مرض ما في الكبد.
- الفحوصات السريرية والتي يتعرف الطبيب على التهابات الكبد الفيروسية من خلال معرفة الأعراض المختلفة التي عرضناها في النقاط السابقة.
هل أعراض الكبد متساوية عند جميع الحالات؟
يعتبر من الاسئلة المهمة في هذا الجانب الصحي الهام المتعلق بالكبد، فبعد تعرفنا على الأعراض المزمنة والحادة بل والخفيفة، فإن هذه الأعراض قد تظهر بشدة وحدة عند بعض الحالات، وقد تظهر خفيفة للغاية في حالات عديدة أخرى، وقد لا تظهر هذه الأعراض في البداية ولكن تظهر فجأة عند تقدم الحالات المختلفة.
وهذه الحالة لا توجد في أمراض مزمنة عديدة، وبالتالي فإن هذا يعد من مكمن الخطورة الشديدة على المريض بالتهاب الكبد الفيروسي، على الرغم من وجود أعراض مزمنة خطيرة، إلا أنها تظهر عند تقدم الحالات أو في المراحل الأخيرة من مرض التهابات الكبد الفيروسية.
هذا يؤدي بالضرورة إلى ظهور مضاعفات خطيرة للغاية منها، تشمّع الكبد و التندب الشديد للكبد والذي يصاحبه العديد من الأعراض مثل اليرقان الجلدي وظهور الدم عند القيء وتراكم السوائل في الجسم خاصة في الساقين والبطن وتراكم السوائل والنزف وظهور الكدمات في الجسم، وهذه المضاعفات خطيرة للغاية.
بل هناك العديد من الحالات التي تعاني من سرطان الكبد، وهذه الحالات متطوّرة للغاية، وتؤدي في نهاية الأمر إلى الموت المحقق.
لكن هنا نتسائل، ماذا لو تم الفحص المبكر على الكبد واكتشاف التهاب الكبد الفيروسي مبكراً، هل يختلف الأمر في الأعراض أو في ظهور المضاعفات؟ وهل يتم إنقاذ المريض؟ هذا ما نتعرف عليه في النقطة التالية من هذا المقال.
دواعي الذهاب للطبيب والعلاج الأكيد لفيروس سي
بعد ظهور أي عرض من الأعراض السابقة، من المفروض أن يذهب المريض لإجراء الفحوصات من أجل تلقي العلاج، وذلك للتأكد من خلال الفحوصات المختلفة، وقد تعرفنا من خلال النقاط السابقة الأعراض، ثم الفحوصات التي يجب على الطبيب القيام بها من أجل الخضوع للعلاج، وبعد إجراء هذه الفحوصات تأتي خطوة العلاج، فما هي الخطوات العلاجية لفيروس سي الكبدي؟
الخضوع للعلاج لا يتطلب العلاج الدائم كما يقول الأطباء، وذلك لأن الاستجابة المناعية للشخص قد تكون هي الكفيلة للعلاج، وذلك من خلال القضاء على العدوى بشكل كامل منذ البداية، لكن قد لا يتم القضاء على العدوى الفيروسية وذلك في حالة المناعة الضعيفة للشخص المريض وهنا يجب التدخل الدوائي الطبي بشكل كامل.
وهناك العديد من العوامل التي تتحكم في العلاج بشكل عام، وهذه العوامل مثل:
- النمط الجيني لفيروس الكبد الالتهابي، حيث تظهر العديد من العوامل بشأن هذا الصدد، فهناك العديد من العوامل داخل الفيروس نفسه قد تكون محددة لعوامل المرض أكثر من غيرها، لذلك يتم فحص الفيروس نفسه.
- مدى وجود تليّف في الكبد من عدمه، وذلك لأن الجوانب الصحية للكبد تؤكد على الحالة المناسبة للعلاج، ومن هذه الحالة الصحية وجود تليّف للكبد أم لا.
- الحالة الصحية العامة، والتي تحدد العلاج المناسب للشخص، وكذلك الأمراض المزمنة التي توجد عند الشخص والتي قد تكون عائقاً لبعض العلاج.
وبعد التأكد من هذه العوامل بالتفصيل من الطبيب، يبدأ الطبيب في العديد من الخيارات المناسبة للعلاج، منها العلاج المضاد للفيروسات، حيث اكد الباحثون خلال الآونة الأخيرة، ان هناك العديد من المؤشرات الإيجابية لاستخدام بعض الأدوية المضادة للفيروسات في علاج التهاب الفيروس سي الكبدي المزمن، فهو له مفعول مباشر، ويحقق العديد من الجوانب الصحية الإيجابية، كما تعتبر ذات أعراض جانبية قليلة للغاية على حياة الشخص المصاب.
ومن هذه العلاجات الدوائية: دواء داكلاتازفر- إلباسفير/غرازوبريفير- غليكابريفير/بيبرنتاسفير- ليديباسفير/سوفوسبوفير.
هذه العلاجات الدوائية تؤخذ بالعديد من الطرق، وتؤخذ كورس علاجي متكامل، حيث يتم الفحص بعد فترة من العلاج، فإذا استمرت الحالة كما هي يتم العلاج مرة أخرى بعلاج دوائي أكثر فاعلية.
لذلك على المريض أن يقوم بمراقبة الحالة، وزيارة الطبيب باستمرار لكي يتأكد من وجود الفيروس من عدمه، حيث يقوم الطبيب بالتأكد عبر العديد من الفحوصات الهامة مثل: فحوصات الدم – التصوير بالموجات فوق الصوتية – فحص تليّف الكبد.
لكن السؤال هنا، ماذا إذا كانت العلاجات الدوائية غير مجدية؟
هنا يتدخل الطبيب يقوم بالعديد من العلاجات الأخرى، مثل زراعة الكبد والتي يمكن القيام بها في الحالات التي يعاني فيها المريض من مضاعفات غير محتملة بسبب التهابات الفيروس، حيث يقوم الطبيب بإزالة الكبد المصاب التالف بسبب الالتهابات الفيروسية، و استبداله بكبد سليم من متبرعين متوفيين، أو الحصول على جزء من كبد متبرع حي.
لكن هذه العمليات لها تكاليف باهظة، كما أنها لا تعالج الالتهاب الكبد الفيروسي بشكل تام، بل تعتبر من الحلول المؤقتة لإنقاذ حياة المريض، فقد تتطور العدوى مرة أخرى، ويصاب الكبد بالتليّف أو بالعديد من المضاعفات الأخرى.
لذلك فإن زراعة الكبد يمكن أن تكون مجدية مع العلاجات المضادة للفيروسات الكبدية التي تناولناها في السابق، وبالتالي فإن خلاصة القول في علاج فيروس سي، والوقاية خير من العلاج، وأن الوقاية من الإصابة بفيروس سي يعد من أهم الوسائل والطرق التي تساعد بلا شك على عدم اللجوء لمثل هذه العلاجات التي قد يكون لها مضاعفات خطيرة على أعضاء الجسم الأخرى.
على أية حال، فإن التهاب الكبد الفيروسي سي يعتبر من أهم الأخطار التي تواجه ملايين الأشخاص في الوقت الحالي حول العالم، حيث أظهرت التقارير الطبية خطورة الوضع في العديد من البلدان خاصة في العالم الثالث.