لبنان وجائحة كورونا
على الرغم من الجائحة التي تجتاح العالم، إلا أن لبنان تبدو من الدول التي لم يتأثر فيها النشاط السياحي إلا قليلاً، خاصة بما يعرف بنشاط الغوص على السواحل اللبنانية، في هذا المقال نلقي نظرة على نشاط الغوص في الساحل اللبناني، حيث نتعرف على بعض الحقائق حول هذا النشاط البحري والسياحي في لبنان في ظل جائحة كورونا والتداعيات الاقتصادية لها.
نشاط الغوص اللبناني في ظل جائحة كورونا
على الرغم من انتشار الوباء في مارس 2020م واستمراره حتى كتابة هذه السطور، فيبدو أن نشاط الغوص اللبناني لم يتأثر بشكل خاص، وذلك بسبب وعي القائمين عليه، وهذا ما أكده المختصون في هذا الأمر، حيث أكدت التصريحات أن هواة الغطس في لبنان يخضعون لفحص دوري ومسحات لمعرفة الإصابات بينهم، وفي حالة وجدو الفيروس لن يتم للمتدرب أو المدرب العمل على الغوص.
وعلى الرغم من توقف النشاط السياحي، إلا أن اللبنانيين من ضمن الشعوب التي تعشق البحر والأنشطة البحرية، وقد ساعدهم على ذلك الخروج من المنزل للمتنزهات في بعض الأوقات حتى في أيام انتشار الجائحة، مما انتهز البعض لتعلّم الغوص في البحار والذهاب إلى مدارس الغوص اللبنانية.
مدارس لتعلم الغوص في لبنان
لبنان تشتهر بمدارس تعلم الغوص، حيث بدأت هذه المدارس في العمل خلال السنوات السابقة، وقد تأسست العديد من المعاهد منها معهد صيدون للغوص وهي مدرسة تعمل على تعليم الغوص في شاطئ مدينة صيدا اللبنانية على أعماق تصل إلى 20 متر كحد أقصى، كما تقوم هذه المدرسة وغيرها من مدارس الغوص بإصدار شهادات اجتياز للمتدربين حتى يصير مهيئاً للغوص على الشواطئ اللبنانية.
دور بيئي إيجابي لنشاط الغوص في لبنان
وفي إطار حديثنا عن الغوص تحت الماء في لبنان، نجد أن هناك العديد من الغواصين يقومون بالعديد من الأنشطة غير الأنشطة البحرية المعتادة، إنهم يقومون بأداء دور جيد للغاية في النشاط البحري اللبناني، فعلى الصعيد البيئي يقوم الغواصون الهواة والمحترفين على حد سواء باحترام البيئة البحرية، حيث قام الغواصون في لبنان من خلال أنشطتهم في العام الأخير بإنقاذ العديد من سلالات السلاحف المعمرة في البحر المتوسط كانت تعاني من الاختناق بسبب أكياس النايلون أو اسلاك الصيد المعدنية.
قد نجح الغواصين في لبنان من خلال روابطها أن يقوموا بالعديد من الحملات داخل الماء، في إنقاذ العديد من الحيوانات البحرية الموجودة في المياه اللبنانية، وهو ما يجعل دورهم عظيماً تقدره الحكومة اللبنانية خلال الآونة الأخيرة.
أنواع الأسماك والكائنات البحرية التي تعيش في لبنان
هناك العديد من الأسماك التي تعيش على الساحل اللبناني خاصة الجزء الجنوبي منه، حيث يقول أحد الصيادين العاملين في مجال الصيد والغوص على الساحل الجنوبي أن هناك العديد من الأنواع التي تعيش في الأعماق الصخرية للشاطيء اللبناني مثل سمك الهامور أو اللقز الصخري وسمكة السلطان إبراهيم والعديد من أسماك البحر الأحمر التي هاجرت من البحر الأحمر إلى المتوسط خلال فصل الصيف عبر قناة السويس، هذا إلى جانب العشرات من السلالات النادرة من السلاحف التي تزور المناطق الجنوبية من لبنان لتضع بيضها ثم تعود إلى البحر مجدداً.
اقتران الغوص بالصيد والاستكشاف السياحي
على الرغم من اجتياح كورونا للعالم، فإن هناك العديد من مناطق العالم بدأت تتعافى اقتصادياً بسبب حركة الطيران الحذرة والتواجد السياحي، ومن المعروف ان لبنان بلد سياحي مميز على البحر المتوسط ومن ضمن البلدان المتوسطية التي تشهد حركة سياحة بحرية.
وهذا ما جعل نشاط الغوص في لبنان منتعشاً على الرغم من تأثر القطاعات الأخرى في هذه الجائحة، وهذا بفضل الإجراءات الهامة التي تقوم بها مدارس التدريب ومناطق الغوص والسباحة من الكشف على المتدربين وعلى السياح.
وهناك اقتران للنشاط السياحي بالغوص، وكذلك بالتصوير تحت الماء، وهو ما جعل العديد من السياح يجربون هذه الأمور، فقد تحولت الهواية الشخصية لبعض السائحين لتجارة تربح من أصحاب نشاط الغوص في لبنان، وذلك بتأجير كاميرات لعمليات الصيد الشرعية القانونية وكذلك مراكز الغوص في أعماق البحار.
كذلك هناك العديد من المراكز البحثية البحرية التي تقوم بتجارب عاملة في لبنان استأنفت رحلاتها لاكتشاف العديد من الكائنات البحرية على الشاطئ اللبناني، والقيام بالعديد من التجارب على هذه الكائنات منها دراسات وأبحاث متخصصة في استخراج الأدوية وكذلك مستحضرات التجميع، وصناعة الإسفنج والعديد من الأبحاث الأخرى التي تجري ولها علاقة وطيدة بنشاط الغوص اللبناني.
أما عمليات الصيد فهي لم تتأثر بجائحة كورونا لأنها نشاط يعتمد على الصيادين الذين يعيشون في تجمعات مغلقة على البحر، ويخضعون لإجراءات احترازية قوية للغاية تمنع انتشار الفيروس بينهم، وبالتالي فإن هذا يجعل النشاط البحري في العموم من أفضل الأنشطة الاقتصادية اللبنانية والتي تأثرت كثيراً بسبب جائحة كورونا.
من المعروف أن جائحة كورونا كان لها آثار سلبية عميقة للغاية على الاقتصاد العالمي، وكذلك الاقتصاد المحلي اللبناني، والذي تأثر بسبب هذه الجائحة والحظر الكلي المتكرر في المدن والمقاطعات اللبنانية، ولكن على الرغم من ذلك فإن نشاط الغوص السياحي والصيد اللبناني لم يتأثر، وهو ما حاولنا إلقاء الضوء عليه من خلال سطور هذا المقال.