فيروس كورونا هل يجب أن نقلق منه؟
العديد من العلماء أكدوا على تحوّر سلالات فيروس كورونا، وذلك بسبب الانتشار السريع للفيروس في العالم، وذلك من خلال العديد من الأبحاث والتقارير الطبية التي أعدوها خلال السنة الماضية، والتي تنحصر في الإجابة على هذا السؤال، هل يجب علينا أن نقلق بشأن نسخة الفيروس الجديدة التي انتشرت في العديد من الدول؟ هذا ما نلقي عليه الضوء من خلال هذا المقال.
تغيّر سلوك فيروس كورونا قد يؤثر في الجهاز المناعي مستقبلاً
فيروس كورونا كوفيد -19 المستجد ظهر لأول مرة في أواخر العام 2019م، وبدأ في الانتشار في الصين ثم في جميع أنحاء العالم في شهور معدودة خلال العام 2020م حتى ظهرت العديد من التقارير الطبية في أواخر 2020م تقول أن فيروس كورونا بدأ في تغيّر سلوكه، وهذا يعني تحوّر هذا الفيروس، وظهور العديد من السلالات الجديدة من كوفيد 19، وقد تكون هذه السلالات خطيرة على الصحة، وقد تظهر العديد من الأخطار حول هذه السلالات.
ومن هذه الأخطار التي تصاحب السلالات الجديدة، الاستجابة المناعية والتي قد يتأثر معها الجهاز المناعي وظهور العديد من الأعراض الخطيرة والتي تختلف عن الاعراض الأساسية السابقة لكوفيد 19.
وقد يعاني الجهاز المناعي من بعض الأعراض مثل الحرارة الشديدة التي تصيب بعض الحالات، وكذلك الأعراض التي تصاحب السلالات الجديدة مثل – بحسب التجارب السريرية- تدمير الجهاز المناعي خاصة للحالات التي تعاني أمراض مزمنة، وهو ما يجعله فيروساً قاتلاً وليس مجرد فيروس ضعيف مثل السنة الماضية، وهو ما يخيف العلماء من السلالات الجديدة والتي يصفونها بالأشد فتكاً.
خطر الانتشار والإصابة أكبر من ذي قبل
بسبب تغيّر السلالة الأصلية لكوفيد 19 كورونا المستجدة، فغن هناك العديد من المؤشرات على انتشار هذه السلالات بشكل أكبر، فإذا افترضنا ان السلالة الأساسية تحتاج لأيام من أجل الانتشار فإن هذه السلالات قد تنتشر بشكل أسرع من السلالة القديمة.
وهذا يعني أن هناك مزيد من الأخطار من العدوى، وذلك بسبب سرعة الإصابات، وبالتالي زيادة نسبة المواطنين الذين يصيبهم المرض، وزيادة نسبة الوفيات، وهو ما يجعل هذه السلالات خطيرة، ولكن هناك بشرى يزفها الأطباء القائمون على التجارب، فالعدوى نفسها يمكن تجنبها بالإجراءات الاحترازية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، وبالتالي يمكن الحذر من هذه السلالات ووقف انتشارها لحين دراستها بشكل جيد.
طفرات متعددة لا يفهمها العلماء حتى الآن
هذه الطفرات المتعددة التي حدثت بالنسبة لفيروس كورونا لا يفهمها العلماء حتى يومنا هذا، فهي مجرد مؤشرات طبية قد لا تكون دقيقة، فقد اشار العديد من الأطباء بعد تجربة عينة من السلالات الجديدة في كل من بريطانيا وجنوب أفريقيا وإقليم ووهان الصيني ( أساس ظهور الفيروس) أن الفيروس تطوّر أكثر من 25 مرة، وبالتالي نحن اما طفرات سريعة لفيروس كورونا، فهذه الطفرات التي وصفها العلماء بالبينية ما بين السلالة الأصلية والسلالة الجديدة، تجعل الخطر متزايداً في سرعة الانتشار.
بل إن هناك العديد من التقارير الطبية التي تحدثت عن قلة عدد الأيام التي تسمى بحاضنة الفيروس، فإذا كنا نتحدث في السنة الماضية عن أسبوعين يحتاجهم الفيروس ليظهر أعراضه، فهذا الانتشار السريع والتحوّر والطفرات، جعل الحضانة للفيروس ما بين 3 – 5 أيام فقط، وهو ما يجعل عدد كبير من السكان سيصابون بفيروس كورونا لا محالة من ذلك.
لقاحات كورونا الجديدة قد لا تكون فعّالة مع السلالات الجديدة
السلالات الجديدة التي ظهرت وتم اكتشافها في العديد من الدول مثل جنوب أفريقيا وبريطانيا وأستراليا وغيرها من البلدان، قد لا يجدي معها اللقاحات التي أوجدها العلماء في الشهور السابقة، وذلك لأن هذه الطفرات قد تكون متغيرة في سلوك الفيروس نفسه.
وتشير الدراسات المختلفة أن التغيّر في بروتين النتوء الشوكي، يجعل الأمر صعباً بالنسبة للقاحات الجديدة خاصة اللقاح الأمريكي مودرنا وأكسفورد البريطاني وفايزر الألماني في توقع سلوك الفيروس، وهناك سيكون الأمر صعباً في العلاج لأعراض فيروس كورونا.
وقد أكد العلماء أن الطفرة المعروفة باسم G614 هي الأخطر في تغيّر سلوك الفيروس، حيث تشير هذه الطفرة على قدرة الفيروس بشكل كبير على الانتشار السريع، وهذا التحوّر أخطر من التحوّر الأول، فمن المعروف أن فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 ) كان متحوّراً من فيروس يهاجم أجسام الحيوانات، وكانت العدوى في البداية من حيوان لحيوان، حتى حدثت الطفرة الكبرى وانتشرت من أجسام الحيوان إلى جسم الإنسان، ثم الطفرة الجينية التي حدثت من انتشار الفيروس من إنسان لإنسان آخر، وهنا أصبح الفيروس شرساً في الانتشار والإصابة والعدوى والأعراض وفترة الحضانة الفيروسية وغيرها من الجوانب.
وينصح العلماء بضرورة التطعيم الجماعي في أقرب وقت حتى يتم تقليل الخسائر البشرية، فإذا تم توّقف انتشار الفيروس، فهذا يعني بلا شك إلى توّقف الطفرات المتتالية الخطيرة على الإنسانية، وهذا ما يأمل به العلماء خلال هذا العام 2021م.
السلالات الجديدة من فيروس كورونا المستجد – كوفيد 19 قد تكون خطيرة في حالة عدم الانتباه لمصادر الانتشار، وكذلك لوقف هذا الانتشار بشكل عاجل، وهو ما يحاول العلماء التنبيه عليه في كل تقرير طبي صادر، وقد تناولنا في السطور السابقة جزء من هذا التنبيه، فماذا يحمل لنا المستقبل القريب في معركتنا مع فيروس كورونا؟