كورونا الجديد كوفيد 19
من أكثر الأسئلة التي دارت في عقل الكثيرين في فترة انتشار فيروس كورونا هي هل هناك علاقة بين انتشار فيروس كورونا ودرجات الحرارة العالية؟ وهل من الممكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى التأثير على الفيروس أو موته أو على الأقل التقليل من سرعة انتشاره، وفي هذا السياق دعونا نتناول مجموعة من أهم المعلومات التي من الممكن أن تعطينا إجابات مهمة حول هذا الأمر.
كورونا ودرجات الحرارة العالية
في واحدة من الدراسات التي تجري حول انتشار فيروس كورونا وجد أن المناطق التي تتميز بوجود مناخ عالي الحرارة عندها بعض الأمور الإيجابية ومنها أن الحرارة العالية تعمل على إبطاء انتقال العدوى على العكس من المناطق التي تشهد انخفاض في درجات الحرارة فنسبة انتقال العدوى فيها أعلى بكثير.
ومن خلال هذه الدراسة تم توضيح أن العديد من حالات الإصابة بفيروس كورونا حدثت في مناطق تتراوح درجة حرارتها بين 3 درجات و17 درجة مئوية وهذا يعطي أفضلية للمناطق التي تتميز بمناخها المرتفع.
وبالرغم أن هناك الكثير من الدول التي تقع على منطقة الاستواء قد تم اكتشاف العديد من الحالات المصابة بفيروس كوفيد 19 داخلها بالرغم من أن مناخها دافئ الحرارية ولكن في نفس الوقت كان عدد المصابين في هذه المناطق أقل بـ 6% بالمقارنة مع المناطق الأخرى.
وقد أوضحت هذه الدراسة أن عدد الحالات يرتفع كلما بدأت درجات الحرارة في الانخفاض وهذا يفسر أن كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول التي شهدت ارتفاع في درجات الحرارة، وذلك بالرغم من أن الأجهزة الصحية في هذه الدول معروفة بقوتها واستقرارها.
ومن الممكن أن نقول أن الإصابات في الولايات المتحدة الأمريكية تعطي مؤشر على ذلك وذلك لأن الولايات الجنوبية المعروفة بارتفاع درجة الحرارة بها تشهد معدلات أقل في الإصابات وهي ولايات مثل أريزونا وفلوريدا وتكساس، بينما فإن هناك ولايات ينتشر فيها الوباء بسرعة نظرا لانخفاض درجة الحرارة مثل كل من نيويورك وواشنطن.
وهناك الكثير من العلماء المتخصصين في دراسة الأوبئة يقولون أن فيروس كورونا له سلوك مشابه لباقي الفيروسات، حيث أن سلوك الفيروس في نصف الكرة الشمالي يتبع نمط الانتشار المعتاد حيث يزيد بين كل من شهر نوفمبر وشهر إبريل ومن ثم يبدأ معدله في الانخفاض.
وبالرغم من ذلك فإنه حتى الآن لا يستطيع أي من العلماء أن يجزم بفكرة أن المناطق الحارة قادرة على التخلص من الفيروس بشكل كبير، حيث أنها بالفعل تشهد نسبة قليلة من الحالات بالمقارنة مع المناطق الأكثر برودة لكن القول بأنها قادرة على التخلص من الفيروس ما زال بعيدا عن الدقة والمعلومة الصحيحة.
بالإضافة إلى ميل العديد من العلماء للقول أن هناك الكثير من المناطق التي شهدت انخفاض في حدة انتشار الفيروس نتيجة تطبيق سياسة العزل الاجتماعي والإجراءات الصحية الأخرى.