فيروس كورونا وخطورته
هناك الكثير من التساؤلات حول علاقة مرض الربو بفيروس كورونا، وهل فيروس كورونا يشكل خطر أكبر على الأشخاص المصابين بالأمراض الصدرية مثل مرض الربو، أم أنه لا توجد علاقة بين كل من المرضين.
ومن المنطقي أن نجد الكثير من التساؤلات حول فيروس كورونا، حيث أنه استطاع أن يقلب العالم رأسا على عقب في أشهر قليلة، واجتاح كل بلاد العالم وتسبب في الكثير من الخسائر على المستوى البشري والمادي والاقتصادي بشكل كبير.
وفيروس كورونا هو واحد من الفيروسات التنفسية التي انتقلت العدوى بها من خلال تعامل الإنسان المباشر مع بعض الأنواع من الحيوانات، ومن ثم بدأ الفيروس في التطور فشهدت نهاية عام 2019 وبداية عام 2020
انتقال العدوى بالفيروس بين البشر وذلك ساعد على تحول فيروس كورونا إلى وباء عالمي يحاول الجميع التصدي له. وفي مقالنا التالي سوف نتناول مجموعة من أهم النقاط المهمة حول علاقة الإصابة بمرض الربو وفيروس كورونا كما يلي.
فيروس كورونا والأمراض التنفسية
كما ذكرنا من قبل فإن فيروس كورونا واحد من الفيروسات التنفسية التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالجهاز التنفسي في الإنسان، وأهم المشكلات التي يسببها الإصابة بالالتهاب الرئوي بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض التنفسية الخطيرة مثل السعال الشديد بالإضافة إلى صعوبة التنفس، ومن الممكن أن يزيد الأمر سوءا في حالة الإصابة بأي من الأمراض التنفسية التي تؤدي إلى إيجاد صعوبة في عملية التنفس مثل علمية الربو. حيث أن مرضى الربو ومرضى المشاكل التنفسية بشكل عام يعتبرون الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا بنسبة أكبر فضلا الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ومن الأمراض المناعية أيضا.
فيروس كورونا وعلاقته بالإصابة بمرض الربو
هناك بعض التقارير الطبية التي تذكر أن هناك علاقة شديدة بين الأشخاص المصابين بحالات الربو سواء كانت الحالات المتوسطة أو الحالات الشديدة وبين الإصابة بمرض كوفيد 19 المستجد، حيث أن هؤلاء الأشخاص تزيد فرص الإصابة لديهم من الأشخاص الذين لا يعانون من مثل هذه المشكلات.
ومن الممكن أن نشرح ذلك بأن مرض الربو أو حدوث نوبات الربو Asthma Attacks مرتبط بوجود العدوى الفيروسية، ومرض كورونا في حد ذاته هو مرض فيروسي يصيب المجاري التنفسية والأعضاء في الجسم وبالتالي فإن في حالة اجتماع الإصابتين معا فهذا يؤدي إلى معاناة المرضى بشكل أكبر.
ومن المشكلات الأخرى التي يعانيها مرضى الربو في مواجهة الإصابة بفيروس كورونا هو أن هؤلاء المرضى بشكل عام يعانون من وجود نسبة أقل من احتياطي الأكسجين للتعامل مع أي من المستجدات التي تؤدي إلى التأثير على قدرة الرئة على إدخال الأكسجين من الهواء إلى مجرى الدم.
ومن الممكن أن نشرح الأمر بصورة مبسطة، فمثلا لو كان لدينا شخص لا يعاني أي من الأمراض بالتالي سوف تكون وظائف الرئة لديه تعمل بمعدل 100 بالمائة، وعندما تقوم أي من الأمراض الفيروسية بمهاجمته
بالتالي سوف تنخفض وظائف الرئة إلى 70%، وهذه النسبة كافية لكي يكمل الجسم باقي وظائفه الحيوية.
ولكن في حالة الإصابة بمرض مثل مرض الربو فإن وظائف الرئة الطبيعية سوف يكون 70% وبالتالي في حالة التعرض إلى أي من الأمراض الفيروسية مثل مرض كورونا فإن وظائف الرئة سوف تنخفض إلى 40%، وهي نسبة غير صحية ولا تساعد الجسم على القيام بوظائفه بشكل طبيعي مما يجعل المرضى معرضين للخطر بشكل أكبر.
ما هي علاقة أدوية الربو والإصابة بفيروس كورونا؟
من الأسئلة الشائعة بشكل كبير في هذا الصدد هي علاقة أدوية الربو بالإصابة بمرض كورونا وهل هي تزيد من فرص الإصابة بشكل أكبر؟ أما أنها من الأدوية التي تساعد في علاج هذا المرض أو التخفيف من أعراضه؟
وتكمن الإجابة على هذه الأسئلة في مجموعة من النقاط أولها أنه حتى الآن لا يوجد أي من الأدلة أو المؤشرات التي توضح بأن هناك أدنى علاقة بين الإصابة بمرض كورونا وبين تناول أي من الأدوية المساعدة في علاج مرض الربو، مثل الستيرويدات المستنشقة أو الفموية أو الأدوية البيولوجية، فهذه الأدوية لا تساعد على تحفيز فرص الإصابة بمرض كورونا.
لكن من الممكن أن نقول أن هناك واحدة من الدراسات الأولية التي أوضحت أن هناك مجموعة من الأشخاص الذين يحصلون الأدوية التي يطلق عليها الهرمونات الستيرويدية (Glucocorticoids) وهي من الأدوية المخصصة لعلاج بعض حالات الربو قد يتعرضون لنقص قدرة الجسم على الاستجابة بشكل عادي لما يطلق عليه الإجهاد الطبيعي وهذا في حد ذاته من العوامل التي تجعلهم معرضين بشكل أكبر للإصابة بمرض كورونا، ويحدث ذلك نتيجة لأن هذه الأدوية تعمل على تقليل استجابة الكورتيزون الطبيعي الموجود في الجسم مما يجعل المريض معرض بشكل أكبر للعدوى، وهذا من الأمور التي تحدث لمرضى الربو حيث أنهم لديهم استجابات مناعية غير نشطة بالقدر الكافي.
ما هي أهم الإجراءات الوقائية التي على مرضى الربو اتخاذها في مواجهة كورونا؟
إن فيروس كورونا من الفيروسات المنتشرة بشكل كبير على الأسطح التي يستخدمها أكثر من شخص، كما أنه من الممكن أن ينتقل عن طريق رذاذ الشخص المريض أو مخالطته، ومرضى الربو من الفئات المعرضة للمعاناة بشكل أكبر عند الإصابة بفيروس كورونا، لذا فإن الوقاية دائما تكون هي السبيل الأمثل لتجنب الإصابة بهذا الفيروس، وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بالعديد من الطرق الوقائية التي على الجميع أن يهتم بها وليس على مرضى الربو فقط، حيث ان طرق انتقال الفيروس واحدة بين الجميع ومن الممكن مواجهتها بنفس الطريقة.
إجراءات وقائية عامة
أما الطرق التي على الجميع أن يحرص عليها فهي تتمثل في الاهتمام بغسل اليد بشكل متكرر ولمدة لا تقل عن 20 ثانية، وخاصة في حالة التواجد خارج المنزل أو ملامسة أي من الأسطح الخارجية، بالإضافة إلى استخدام الكحول لتطهير اليد في حالة التواجد خارج المنزل، واستخدام المطهرات لتطهير الأسطح والأرضيات، كذلك فإنه من المهم الابتعاد عن مخالطة أي من المرضى المصابين، والالتزام بالتباعد الاجتماعي قدر المستطاع.
إجراءات وقائية خاصة بمرضى الربو
أما بالنسبة لمرضى الربو فإن هناك مجموعة من الإجراءات المهمة التي يجب أن يقوموا بها ومنها:
الحصول على الجرعات الدوائية الخاصة بهم في أوقاتها المحددة لها، حيث أن هذا الأمر بالغ الأهمية لأنه يساعد على تقليل فرص التعرض لأزمات الربو التي تحدث نتيجة إصابة الجهاز التنفسي.
فضلا عن أن مرضى الربو يجب أن يهتموا بتواجد كمية مناسبة للأدوية المضادة لنوبات الربو فضلا عن البخاخات.
ومن أهم الإجراءات التي يجب أن يحرص عليها مرضى الربو هي الابتعاد عن كل العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتوتر والقلق لأن التوتر يعتبر من أكثر الأمور التي تؤثر بشكل سلبي على الجهاز المناعي في الجسم، كما أنه يساعد على زيادة نوبات الربو وعدم تحسنها بشكل سريع.
وهناك مجموعة من الأمور التي يحرص عليها مرضى الربو والتي تساعدهم على التقليل من التوتر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بنوبات الربو مثل القيام بالتمارين الرياضية بالإضافة إلى الحصول على الأغذية التي تحتوي على القيم الصحية المهمة للجسم، بالإضافة إلى الابتعاد عن كل الأمور التي تشكل الضغط العصبي على مرضى الربو.