تعرف على 3 قصص حب رومانسية من التراث العربى

تعرف على 3 قصص حب رومانسية من التراث العربى

قصص حب بالتراث العربى

  • في التراث العربي الكثير من قصص العشق والهيام، منها ما انتهى نهاية سعيدة ومنها ما وصل إلى طريق مسدود ومات الحبيب في نهاية الأمر بشكل مأساوي وهو لم يبل وصله، ولعلنا سمعنا بقصة قيس وليلى أو عنترة وعبلة، وربما سمعنا بقصص أخرى.
  • وهنا سوف نتوقف مع أبرز هذه القصص أو ثنائيات الحب في التراث التي كان أبطالها في الغالب شعراء بل هم كذلك، ولكن الشعر هو نديم الهيام، ولا ننسى أن القصائد كانت تفتتح بالغزل والنسيب، ولعل في ذلك دفعاً للذات والنفس بأن تكون قادرة على اقتلاع ما فيها وتحريكها لكي تبوح حيث يكون الغزل بداية لتحرر كبير يفتح شغف القول لما هو أعمق وأبعد في القصيدة من حكايات وقصص أخرى ومرويات وحكم.

قصة حب رومانسية

  • استيقظت في الصباح قصص حبّ حقيقيّة تدور أحداث هذه القصّة فى بيت صغير، يعيش أهله مرارة الغربة ومنهم فتاةٌ في السّادسة عشر من عمرها ، وتدعى أميرة. كانت أميرة فتاةً محبوبةً من جميع صديقاتها ، لم تعرف العداوة طريقاً إلى حياتها ، وعاشت فترة المراهقة فى هدوء  كانت ترى صديقاتها كيف يعشن مراهقتهنّ ، فواحدة منهنّ تحبّ للمرة الثّالثة ، وأخرى تعشق ابن الجيران ، وتلك متيّمة بمن هو فى عمر أبيها ، ولم تكن تقتنع بالحبّ أبداً ، وكانت كلّما قالت لها صديقاتها عن معاناتهنّ مع أحبّائهنّ تضحك!! كانت أميرة تعيش عصر الإنترنت مولعةً به ، فتجلس بالسّاعات أمام جهازها دون كلل أو ملل، بل أنّه كاد أن ينخلع قلبها عندما تمّ فصل خطّ الإنترنت!! كانت تحبّ مواقع العجائب والغرائب ، وتجوب أنحاء الإنترنت بحثاً عنها ، وكانت تحب محادثة صديقاتها عن طريق الإنترنت ، وتجد فى ذلك المتعة أكثر من مجرّد محادثتهنّ عبر الهاتف أو على الطبيعة.
  •  وفي يوم من الأيام كانت أميرة تمارس كالعادة هوايتها المفضّلة ، وتجوب الإنترنت من موقع لآخر، وفى نفس الوقت تحادث صديقاتها فى المدرسة ، عندما أخبرتها إحداهنّ أنّها ستعرّفها على فتاة تعرّفت عليها على الإنترنت. كانت أميرة ترفض محادثة الشّباب عن طريق الإنترنت لأنّها كانت تعتبره أمراً غير مناسب أخلاقيّاً ودينيّاً ، وخيانةً لثقة أهلها بها ، فوافقت أميرة على أن تحادث هذه الفتاة ، فقد كانت تحبّ إقامة صداقات مع فتيات من جميع أنحاء العالم . وفعلاً تعرّفت عليها فوجدت فيها الفتاة الخلوقة المتديّنة ، ووثقت بها ثقةً عمياء ، وكانت تحادثها لساعات وساعات ، وتزداد إعجابا بالفتاة ، وبسلوكها ، وأدبها الجمّ ، وأفكارها الرّائعة عن السّياسة ، والدّين ، وكلّ أمور الحياة المختلفة . وفى مرّة من المرّات بينما كانت تحادثها عن طريق النّت ، قالت لها الفتاة :  سأعترف لكِ بشيء ، ولكن عديني ألا تكرهيني عندها.
  •  قالت أميرة على الفور:  كيف تتلفظين بلفظ  كره “وأنتِ تعرفين مقدار معزّتك عندي ، فأنتِ في مقام أختي “. قالت لها الفتاة:  سأقول لكِ الحقيقة…أنا شابّ فى العشرين من عمري ، ولم أكن أقصد خداعك ، ولكنّي أعجبت بك جدّاً، ولم أخبرك بالحقيقة لأنّي عرفت أنّك لا تحادثين الشّباب “وهنا لم تعرف أميرة ما العمل ، فقد أحسّت أنّ هناك شيئاً قد تغيّر فيها ، وأحسّت أنّ قلبها قد اهتزّ للمرّة الأولى ، ولكنّها أيقظت نفسها بقولها : ” كيف أحبّ عن طريق الإنترنت ، وأنا التي كنت أعارض تلك الطّريقة فى الحبّ معارضةً تامّةً ؟ ” فقالت له :  أنا آسفة أنت مثل أخي فقط فقال لها :  المهم عندي أنّي أحبّك ، وأنتِ اعتبريني مثل أخيك ، فهذا أمر يخصّك وحدك.
  • وتمرّ الأيّام ويزداد كلاهما تعلّقاً بالآخر، حتّى أتى يوم مرضت فيه أميرة مرضاً أقعدها أسبوعاً فى الفراش ، وعندما شفيت هرعت إلى الإنترنت ، لتجد بريدها الإلكتروني مليئاً بالرّسائل ، وكلّها رسائل شوق وغرام وعندما حادثته سألها : لماذا هجرتني؟  فقالت له : كنت مريضةً ، قال لها : هل تحبيني ؟؟ وهنا ضعفت أميرة وقالت للمرّة الأولى فى حياتها وقالت : نعم أحبّك وأفكّر بك كثيراً وبدأ الصّراع فى قلب أميرة وقالت :  لقد خنت ثقة أهلي بي ، لقد غدرت بالإنسان الذي ربّاني، ولم آبه للجهد الذي بذله من أجلي .
  •  ثمّ قرّرت أن تكتب للشّاب هذه الرّسالة:” يشهد الله أنّي أحببتك، وأنّك أوّل حبّ في حياتي، وأنّي لم أرَ منك إلا كلّ طيّب، ولكنّي أحبّ الله أكثر من أيّ مخلوق، وقد أمر الله ألا يكون هناك أيّ علاقة بين الشّاب والفتاة قبل الزّواج، وأنا لا أريد عصيان أمر خالقي، ولا أرغب بخيانة ثقة أهلي بي، فقرّرت أن أكتب لك هذه الرّسالة الأخيرة، وقد تعتقد أنّي لا أريدك، ولكنّني لازلت أحبّك، وأنا أكتب هذه الكلمات ولكنّ قلبي يتشقّق من الحزن، وليكن أملنا بالله كبيراً ، فلو أراد أن يلتمّ شملنا رغم بعد المسافات فسيكون .
  • كتبت أميرة الرّسالة وبعثتها له ، وهرعت مسرعةً تبكي ألماً ووجعاً ، ولكنّها فى نفس الوقت مقتنعة بأنّ مافعلته هو الصّواب بعينه . وتمرّ السّنين وقد أصبحت أميرة فى العشرين من عمرها ، ومازال حبّ الفتى متربعاً على عرش قلبها بلا منازع ، رغم محاولة الكثيرين اختراقه ، ولكن دون فائدة، فلم تستطع هي أن تحبّ غيره. وتنتقل أميرة للدّراسة بالجامعة ، حيث الوطن الحبيب ، ومعها أهلها ، حيث أقيل أبوها من العمل ، فكان لابدّ للعائلة من الانتقال للوطن .
  • وهناك فى الجامعة كانت تدرس هندسة الاتصالات ، واختارت الجامعة وفداً لمعرض الاتصالات ، وكانت أميرة من ضمنه ، وأثناء التّجول فى المعرض توقّفوا عند شركة من الشّركات التى تعرض منتجاتها . وعند خروجهم نسيت أميرة دفتر محاضراتها على الطّاولة التي تعرض عليها الشّركة منتجاتها . أخذ الشّاب العامل بالشّركة الدّفتر ولحق بها ، لكنّها ضاعت عن ناظره ، فقرّر الاحتفاظ به فربّما ترجع صاحبته للسّؤال عنه ، ويجلس الشّاب وبيده الدّفتر والسّاعة تشير للحادية عشرة ليلاً ، وقد خلا المعرض من الزبائن ، وبينما هو جالس راودته فكرة تصفّح الدّفتر، ليجد عليه اسم بريد إلكتروني.
  •  تفاجأ الشّاب وراح يقلب صفحاته ليجد اسم أميرة ، فطار من الفرحة ، وراح يركض ويقفز فى أنحاء المعرض . وفي صبيحة اليوم التّالي هرع إلى المعرض أملا في أن تأتي أميرة من أجل دفترها ، وفعلاً تأتي أميرة ، وعندما رأها كاد أن يسقط من الفرحة ، فلم يكن يتوقّع أن يخفق قلبه لفتاة فى جمالها فأعطاها الدّفتر وهو يتأمّل فى ملامحها ، وهي مندهشة منه ، فشكرته بلسانها ولكنّها فى قرارة نفسها كانت تقول عنه أنّه أخرق لأنّه لم ينزل عينيه عن وجهها .
  • وخرجت أميرة فلحقها الشّاب إلى بيتها ، وراح يسأل الجيران عنها وعن أهلها ، وجاء في اليوم التّالي ومعه أهله ليخطبها ، وقد وجده أهلها عريساً مناسباً لابنتهم  فهو طيّب الأخلاق ، ومتديّن ، وسمعته حسنة ، ولكنّ أميرة رفضته كما رفضت من قبله ، لأنّ قلبها لم يدقّ إلا مرةً واحدةً ، وخاب أمل أهلها ، وأخبروا الشّاب برفض أميرة له ، ولكنّه رفض ردّهم قائلا : لن أخرج من البيت حتّى أتحدّث إليها وأمام رغبة الشّاب وافق الأهل وجاءت أميرة وجلست ،فقال لها : أميرة، ألم تعرفيني ، فقالت له : ومن أين لي أن أعرفك؟، قال لها :  أنا الذي رفضت التّحدث معه حتّى لا تخوني ثقة أهلك بك  عندها أغمي عليها من هول الصّدمة والفرحة ، لتستيقظ وتراه واقفاً أمامها ، وعندها أدارت وجهها لأبيها قائلةً : أنا موافقة يا أبي ، أنا موافقة.

قصص حب من التراث العربى

عنترة وعبلة
وهي من القصص الشهيرة بطلها عنترة بن شداد من قبيلة بني عبس وعبلة وهو ذلك الفارس الذي بزّ الأعداء في حرب داحس والغبراء، وأمه كانت جارية، وبعد أن أثبت قدراته في الحروب، ألحق نسبه ببني عبس وأصبح من الأحرار بحسب تقاليد ذلك الزمان.

وقد أحب عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك، ولكن المنال لم يكن سهلاً إلى أن أنجز مهمة أسطورية في تلبية طلب والدها بجلب النوق العصافير من الملك النعمان، ليكلل الهيام بالمراد، رغم ما قيل إنه خانها فيما بعد.

وقد ذكر عنترة عبلة في أشعاره كثيراً، ومعلقته الشهيرة، كقوله:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي

 جميل وبثينة
وهي قصة انتهت بالصدّ، فجميل بن معمر الذي عاش في العصر الأموي، وأحب بثينة وكلاهما من بني عذرة مع اختلاف الفرع، وقد تقابلا في مرابع الإبل في مشادة بسبب الهجن في البداية انتهت إلى هيام، لم ينل وطره من بثينة، إذ مانعه أهلها. لكنه لم يقتل الحب، رغم أن محبوبته ذهبت لزواج رجل آخر بإملاء الأهل، وظلت في نفسها مع هواها الأول والأخير، ويقال إنهما كانا يتقابلان سراً أحياناً ليبلا الأشواق ولكن في لقاء عفيف بحسب المرويات. ويشار إلى كلمة “الحب العذري” جاءت من هذه القبيلة “بني عذرة” وسياق قصة جميل وبثينة، أي ذلك الحب العفيف و الطاهر.

بعد زواج بثينة ضاق الحال بجميل فسافر إلى اليمن لأخواله، ثم عاد إلى مرابع الأهل في وادى القرى لاحقاً دون أن ينسى هواه، فوجد أن بثينة قد غادرت مع أهلها إلى الشام، فقرر أن يهاجر إلى مصر وظل هناك إلى أن مات يتذكر حبه القديم، وهناك أنشد في أيامه الأخيرة قبل رحيله:
وما ذكرتك النفس يا بثين مرة
من الدهر إلا كادت النفس تتلف
وإلا علتني عبرة واستكانة
وفاض لها جار من الدمع يذرف
تعلقتها والنفس مني صحيحة
فما زال ينمى حب جمل وتضعف
إلى اليوم حتى سلّ جسمي وشفني
وأنكرت من نفسي الذي كانت أعرف

وقيل إن بثينة عرفت بالخبر ففجعت وأنشدت شعراً في رثاء الحبيب المكلوم، ويجب الإشارة إلى أن الرواة قد تفاوتوا في توصيف شخصية جميل، فثمة من رآه عفيفاً ومن قال إنه كان ماجناً، وفي نهاية الأمر فإن القصة أخذت طابعاً أسطورياً وجمالياً أكثر من عمقها الحقيقي، مثلها مثل كل قصص الحب عند العرب.

كثير وعزة
كثير بن عبد الرحمن الأسود الخزاعي، من شعراء العصر الأموي، عرف بعشقه لعزة بنت جميل الكنانية، فقد والده في الصغر وعاش يتيماً وقيل إنه كان سليط اللسان منذ صباه، وقد رباه عمه في مرابع الإبل وأبعده عن الناس حتى يصونه عن الطيش، وقد اشتهر بهيامه بعزة حتى أنه كُني بها فصار يلقب بـ “كثير عزة”، ويذكر أنه أولع بها عندما أرشدته مرة إلى موضع ماء لسقاية الإبل في إحدى رحلاته بالمراعي وقد كانت صغيرة السن.

وكأغلب قصص الحب عند العرب لم يتزوج، لأن عادة العرب كانت ألا يزوجوا من يتغزل شعراً ببناتهم.

وقد تزوجت بثينة وغادرت من المدينة المنورة إلى مصر مع زوجها، ولحق بها جميل هناك. لكنه عاد إلى المدينة وتوفي بها.
ومن قوله:

رأيت جمالها تعلو الثنايا
كأنّ ذرى هوادجها البروج
وذكر أن عبد الملك بن مروان سمع بقصصه، فلما دخل عليه ذات يوم وقد كان كثير قصير القامة نحيل الجسم كما قيل إنه كان أعور كذلك.
قال عبدالملك: أأنت كثير عزة؟
وأردف: أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه!
فأنشده قولا القصيدة الشهيرة التي مطلعها:
ترى الرجل النحيف فتزدريه
وفـي أثـوابـه أســد هـصـورُ
ويعجـبـك الطـريـر إذا تـــراهُ
ويخلفُ ظنكَ الرجـلُ الطريـرُ
بغـاث الطيـر أكثرهـا فراخـاً
وأم الصقر مقلات نزور
فقال عبد الملك: لله دره، ما أفصح لسانه، وأطول عنانه! والله إني لأظنه كما وصف نفسه.
وقيل إنه عند وفاته شُيّع بواسطة النساء أكثر من الرجال وكن يبكينه ويذكرن عزة في ندبهن.

Leave a Reply