قصة سيدنا لوط .. 5 مشاهد عن القرية التي رفضت أن تتطهر

قصة سيدنا لوط .. 5 مشاهد عن القرية التي رفضت أن تتطهر

قصة سيدنا لوط

لقد جعل الله أنبيائه الكرام من العباد الذين لهم مهام معينة ومحددة من توصيل الرسالة الإلهية لكل البشر والأقوام التي عاشت في الضلال والشرك بعيداً عن منهج الله القويم، ولقد أرسل الله الرسل والأنبياء ليكونوا حجة على بني البشر أجمعين، ونعيش عزيزي القارىء دقائق ممتعة بها العديد من المعلومات عن قصة سيدنا لوط، وهو أحد الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله لقومه من أجل الكف عن الشرك وطريق الظلام الذين عاثوا فيه طويلاً، فهيا بنا إلى مشاهد تلك القصة الملهمة في ضوء ما تعرفنا عليه من القرآن الكريم وسنة رسول الله المطهرة.

5 مشاهد عن أناس أرادوا أن يتطهروا ولكنهم حوربوا في الله

لقد كان لوط بن هارون بن تارح وهو ابن أخ أبي الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكان رجلاً صالحاً بعثه الله لقوم يعيشون في منطقة سدوم في الأردن حالياً بالقرب من مكان البحر الميت، وهناك تفاسير عديدة تقول أن مكان البحر نفسه هي المنطقة التي كان يعيش فيها هؤلاء، وكان لوط نبيهم يدعوهم لله تعالى.

في المشاهد التالية نتعرف على أهم ما في هذه القصة، وما هو موقف هؤلاء القوم تجاه لوط عليه السلام ومن معه من المؤمنين برسالة الله وتعاليمه:

المشهد الأول: محاربة الفحشاء والمنكر كانت رسالة لوط عليه السلام
عاش في هذه القرية لوطاً عليه الصلاة والسلام يدعو قومه بالرسالة التي جاء بها وأرسل بها وظل ينصحهم طويلاً من أجل ترك الفاحشة والمنكر الذي كان استشرى بين هؤلاء القوم.

وكانت تلك الفاحشة هي أنهم يأتون الرجال شهوة من دون النساء وهي ما تسمى الآن اللواط وهي كلمة نسبة إلى هذا الفعل الفاحش والمنكر والبعيد عن الفطرة التي فطر الله بها الناس.

المشهد الثاني: إنذار بالعذاب .. وتكبر لا مثيل له
لقد كانت اللعنة التي حلت على هؤلاء القوم هو التكبر على تعاليم الله تعالى والتي كانت دائماً أمام أعينهم بسبب لوط عليه السلام الذي لم يتوانى في الدعوة لله من أجل ترك الفحشاء وإصلاح هؤلاء القوم ولكن بلا طائل سوى إيمان بعض نفر بالله وترك هذه الفاحشة ولكن ظل القوم على تكبرهم وتجبرهم بعناد فظيع، لذلك دعا لوط عليه السلام الله لنصرته وكان هذا إنذاراً بالعذاب المقيم الذي سيحل على هؤلاء القوم بعد الفترة الطويلة التي كان يدعو فيها هؤلاء.

المشهد الثالث: هل أتاك خبر ضيف إبراهيم؟
لقد أرسل الله الملائكة الكرام جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام وأمرهم بإيقاع العذاب على هؤلاء المجرمين من قوم لوط، ولكن قبل ذلك كان قد أمرهم الله بالذهاب إلى قرية إبراهيم من اجل بشارة الله لنبيه الكريم إبراهيم عليه الصلاة و السلام بولده إسحاق ومن ورائه يعقوب عليهم السلام أجمعين.

وبعد البشارة أخبر الملائكة المكرمين إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنهم سيقومون  بأمر الله في قضاء العذاب على المجرمين من قوم لوط.

المشهد الرابع: الفاحشة حتى النهاية
يبدأ الملائكة في دخول القرية ليجتمع هؤلاء المجرمين على الملائكة وهو في هيئة رجال في غاية الجمال فحاولوا أن يراودوا هؤلاء الرجال عن نفسهم وفي ظنهم أن بشر عاديون وأنهم ضيوف لوط عليه السلام.

علم لوط أمر الله على لسان ضيوفه من الملائكة، وصرف من كانوا يراودون الرجال عن نفسهم وهنا أخبرنا الله تعالى هذا الأمر في القرآن الكريم: وَجاءَهُ قَومُهُ يُهرَعونَ إِلَيهِ وَمِن قَبلُ كانوا يَعمَلونَ السَّيِّئَاتِ قالَ يا قَومِ هـؤُلاءِ بَناتي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخزونِ في ضَيفي أَلَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشيدٌ*قالوا لَقَد عَلِمتَ ما لَنا في بَناتِكَ مِن حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعلَمُ ما نُريدُ”

المشهد الخامس.. مشهد العذاب والنهاية
كان قوم لوط في هذه المنطقة حوالي 5 قرى متجاورة ولقد أمر الله تعالى جبريل عليه السلام أن يرفع هذه القرى إلى السماء ثم يقلبها إلى الأرض فيجعل عاليها سافلها حتى أن أهل السماء  سمعوا صياح الديكة وصوت الحيوانات ثم تم أن خسف الله بهم الأرض، وهذا مما يحكى في التفسيرات المختلفة للآيات التي قاله الله في القرآن الكريم عن عذاب قوم لوط.

ومن ضمن مظاهر العذاب أن الله بعض عليهم مطراً من نوع غريب حيث الحجارة، ويقال أن كل حجر كان موكل بشخص ما لقتله والقضاء عليه تماماً.

أما لوط عليه السلام فقد أمره الله بالخروج قبل القيام بهذا العذاب ليلاً قبل قيام العذاب في الصباح، وقد خرج لوط مع عائلته ومن آمن معه ومعه امرأته التي سمعت صياح القوم فرجعت إلى قومها فنالها العذاب من أجل ذلك وعدم الامتثال لأمر الله تعالى.

انتهت المشاهد التي تحكي قصة لوط عليه السلام والتي نستلهم منها العديد من العبر والعظات التي جعلها الله في قرآن يتلو آناء الليل وأطراف النهار ومن هذه العبر أن لوط عليه السلام امتثل للأمر الألهي بالرغم من عدم إيمان هؤلاء الذين كانوا يرتكبون الفاحشة المنافية للفطرة الإنسانية ولكنه استمر للنهاية، ومن العبر أيضاً أن الله تعالى عذابه شديد كما أن مغفرته وعفوه جزيل.

في النهاية، نرجو أن تكون القصة واضحة وملهمة لنا فهي إحدى قصص الأنبياء التي دائماً ما تعلّمنا القيّم والعبر من أقوام جحدوا بنعم الله عليهم وعصوا أوامره فكان الجواب قاسياً.

Leave a Reply