قصة قوم ثمود .. 5 مشاهد تعرف عليها في هذه القصة القرآنية المعبّرة

قصة قوم ثمود .. 5 مشاهد تعرف عليها في هذه القصة القرآنية المعبّرة

قصة قوم ثمود

إن قصة قوم ثمود من القصص القرآنية الهامة والمعبّرة عن جحود الكفار والمشركين بالله تعالى، وكذلك قدرة الله تعالى عليهم، والعقاب الشديد الذي ينتظر الأقزام الذين لا يعترفون بنعم الله عليهم، بل إنها من القصص الرائعة التي تعبّر عن المجتمعات التي حادت عن مسار الله وأوامره ونواهيه، لذلك نقوم في هذا المقال بعرض هذه المشاهد القرآنية الرائعة التي قالها الله تعالى، وفسرها العلماء الأجلاء، فهيا بنا نعتبر بقصص القرآن ففيه الشفاء والعبرة والعظة.

قوم ثمود .. في مدائن صالح كانت حياتهم وقوتهم

لقد عاش قوم ثمود في منطقة مدائن صالح أو الحجر الواقعة الآن في شمال غرب المدينة المنوّرة، وهؤلاء القوم كانوا يتصفون بالعديد من الملامح والصفات التي حدثنا الله عنها فقد كانوا من نفس الأصل الذي تعود إليه قوم عاد، فهم عرب يسكنون هذه المنطقة منذ القدم.

وكانوا يتميزون بالقوة الجسمانية والقدرة القوية في البناء، فقد كانت بيوتهم من الحجارة وكانوا ينحتون بيوتهم في الجبال، بل بنوا قصور فخمة في وسط هذه الجبال تدل على قوتهم بالفعل وسهولة تقنية البناء لديهم بسبب القدرة الجسمانية التي كانوا يمتلكونها.

صالح عليه السلام .. شريف من أشرافهم وكاد أن يكون ملكاً عليهم

إن صالح عليه السلام هو نبي من أنبياء الله، بعثه الله لكي يقوم بالدعوة إليه سبحانه وتعالى، ولكن قبل أن يكون نبياً لقوم ثمود يدعوهم إلى عبادة الله وحده، فقد كان من أشراف القوم يتصف بالحكمة والعقل والقوة في الرأى والسداد في الأمر لدرجة أنهم كانوا يذهبون إليه لحل مشكلات القبيلة والمصالحة فيما بينهم وكانوا دائماً ينزلون على رأيه الحكيم حتى اشتهر بينهم أن صالح هو حكيم هذه القبائل وكبيرهم بالفعل.

هذا الأمر جعلهم يفكرون أن يكون صالح هو ملكهم ورئيسهم بسبب حكمته وحنكته العظيمة وحسن التصرف في جميع الأمور التي تخصهم، وكادوا بالفعل أن ينصبونه ملكاً عليهم ولكن منعهم دعوته إلى الله تعالى عندما أصبح نبياً مرسل من الله تعالى إليهم.

دعوة صالح عليه السلام .. البشارة والتنفير

لقد كان صالح عليه السلام من أنبياء الله الذين عانوا منه قومه الكثير بسبب الاستهزاء الذي لاقاه بعد أن أصبح نبياً مرسل من الله، حيث نسوا فضله في الحكمة والخبرة والحنكة، وبدأوا في محاربة دعوته عندما بدأها بينهم، حيث دعاهم لترك الأصنام وعبادتها والأوثان وتقديسها، والقيام بعبادة الله وحده فقط لا شريك له.

لكن هذه الدعوة لاقت ما لاقت من الجحود والنكران والمكر ضدها والتنفير منها، بل وصل بالتنفير من صالح ومن آمن معه بأنهم سبب الشؤم الذي سيحل على القبيلة بسبب دعوته لله تعالى، بل وتكذيبه واتهامه بما ليس فيه، وهو صابر محتسب دعوته لله.

معجزة صالح .. الجحود والنكران والتكذيب أمام ناقة الله

لقد كان لكل نبي من الأنبياء معجزة يجعلها الله أمام الجميع حجة وبرهان أمام الناس، لذلك فإن الله سبحانه وتعالى أرسل لهم معجزة محددة بعدما هم من طلبوا هذه المعجزة لتكون دليلاً على صدقه ورسالته.

وبالفعل أرسل الله إليهم ناقة عشراء ضخمة تشرب ما يعادل ماء القبيلة كله، وقد أمرهم الله على لسان صالح عليه السلام بأن لا تمسوها بسوء، فهي آية الله ومعجزته الدالة على وجوده سبحانه وتعالى، وبالفعل أخرج الله لهم هذه الناقة بنفس الأوصاف التي طلبوها.

وبعد ذلك وعندما رأى الناس المعجزة بدأ البعض يفكر في الإيمان بالله وتصديق صالح، وهناك من آمن بالفعل بعدما رأى هذه المعجزة، ولكن هذا لم يعجب كبراء القوم فماذا فعلوا؟

كبراء القوم هم مصيبته .. فتعاطى فعقر

لقد كان كبراء قوم ثمود هم السبب في العذاب والعقاب الذي حلّ بالقوم جميعهم بسبب إجماعهم على ذبح الناقة والتخلص من هذه المعجزة التي تدل على انتصار صالح عليه السلام عليهم، بل إنهم خططوا بقتل صالح نفسه ومن آمن معه.

وبالفعل قام أحدهم بمعاقرة الخمر ثم الذهاب للناقة وذبحها، وعندئذ حل عقاب الله، وقد هددهم صالح بعد قتل هذه الناقة أن الله أوحى إليه أن العذاب المنظر على هذه القرية سيأتي خلال ثلاثة أيام، ذلك وعد غير مكذب من الله تعالى، فاستهزأ القوم به وكادوا يقتلونه.

وقد أرسل الله إلى صالح أمراً قاطعاً أن يهجر هذه القرية هو ومن آمن معه لأن عقاب الله سيأتي لا محالة لهؤلاء القوم، وبالفعل أرسل الله صيحة شديدة أماتت جميع من كفر بالله من قوم ثمود فلم يبق منهم أحداً.

كانت هذه قصة صالح عليه السلام وقوم ثمود الذي تبقى منهم بعض الآثار في منطقة مدائن صالح في شمال غرب المملكة العربية السعودية الآن، حيث تدل هذه الآثار أنهم كانوا قوم مرفهين متقدمين في العمارة والبناء حباهم الله بالقوة والبنيان الشديد، ولكنهم جحدوا آية الله ونعمه عليهم ولم يؤمنوا به وبالتالي حدث ما كان متوّقعاً من حساب الله الشديد والعسير.

وهذه القصة القرآنية معبّرة تماماً وكأنها تقول لنا يجب أن لا نحيد عن مسار الله حتى لا يبلينا الله بالغلاء والوباء والأسقام، فطريق الله هو الفلاح والنجاة من كل شر.

Leave a Reply