10 قصص ممتعة للأطفال

10 قصص ممتعة للأطفال

قصص الأطفال فن لا مثيل له

فن القصص الخاص بالأطفال ليس فناً جديداً أو مستحدثاً على البشرية، فهو فن موجود منذ قديم الأزل، فلقد أبدع البشر في نقل القيم التربوية والخلقية إلى الطفل عن طريق القصص، فالأطفال لهم عالمهم الخاص الذي لا يمكن الدخول إليه دون خيال، وفن القصص هو مفتاح الخيال.

وبين أطفال العالم هناك قصص مشتركة، لا يعرف أحد كيف بدأت ومتى، لكن الأكيد أن ليس هناك طفل واحد على مستوى العالم باختلاف الثقافات المنتشرة حوله لا يعرف قصة سندريلا، وقصة الشاطر حسن، وقصة السندباد البحري، وقصة بيضاء الثلج، كل هذه القصص هي ثقافة موحدة بين جميع الأطفال حتى لو اختلفت في بعض الأسماء والتفاصيل لكن يظل مضمونها واحد.

وفي هذا المقال سنقوم بتقديم مجموعة من القصص الشيقة التي تتنوع أحداثها وأماكنها كما يلي.

قصة الثعلب اللص

يحكى أن في غابة من الغابات الجميلة التي يسكنها أنواع مختلفة من الحيوانات والطيور كان هناك ثعلباً عرف عنه أنه مكار ولص، لم يكن هذا الثعلب محبوباً بين حيوانات الغابة، فهو كان دائم التطفل على الآخرين وكان دائم الاعتداء على طعامهم وشرابهم ومساكنهم، لذا كان هذا الثعلب منبوذ بين مجموعته وصحبته، ولأنه منبوذ كان قليلاً ما يجد من يشاركه طعامه أو شرابه، لذا كان دائماً ما يتجول في الغابة وحيداً وشريداً وجائعاً.

وفي يوم من الأيام استيقظ الثعلب جائعاً للغاية، كانت بطنه خاوية فعلاً ويريد أن يلتهم أي طعام، لكنه لم يحاول أن يجد في البحث عن الطعام، كان يبحث فقط عن مصدر يسرق منه طعامه كعادته.

ظل الثعلب يمشي كسلاناً وسط الغابة لعل أحد من الحيوانات يلهو عن طعامه فيذهب هو لسرقته، لكن هذا لم يحدث أبداً.

وبينما الثعلب سائر مرت على أنفه رائحة طعام، ظل يتتبع الرائحة حتى وجد أمامه جذع شجرة، وعندما نظر الثعلب إلى داخل جذع الشجرة وجد لفافة من القماش، تأكد وقتها الثعلب أن هذه اللفافة تحتوي على طعام، ويبدو من رائحته أنه طعام شهي، وأنه يخص أحد الفلاحين وربما يكون احتفظ به حتى يعود بعد إتمامه لعمله في الحقول، فرح الثعلب كثيراً ودخل بكامل جسده إلى جذع الشجرة، والتهم طعام الفلاح كله حتى انتفخت بطنه للغاية.

بعدما أنهى الثعلب تناول طعام الفلاح هم ليخرج عن جذع الشجرة، لكن المفاجأة حدثت، لم يستطع الثعلب اللص الخروج من الفتحة الضيقة للجذع، لأن بطنه كانت ممتلئة بالطعام ولم تكن فتحة الجذع كافية لخروجه، وظل الثعلب حزيناً، لكنه عرف وقتها أن هذا عقابه لأنه اعتاد على الاعتداء على حقوق وأشياء الآخرين.

قصة الفأر الذكي

يحكى أن في يوم من الأيام كان صباح الغابة جميلة، فالشمس مشرقة والحرارة معتدلة، والعصافير تملأ الأفق بأصواتها وغنائها الجميل، وقتها شعر الأسد برغبة في النعاس وأخذ قيلولة قصيرة تحت نور الشمس الساطع، وبالفعل استلقى الأسد وأمض عينه قليلاً.

وقتها كان هناك فأر يسير وهو يلعب داخل الغابة، ولما رأى الأسد نائماً انتهز الفأر الفرصة وقال أن الوقت مناسب لكي يلهو قليلاً دون أن يشعر به الأسد، لكن يبدو أن الفأر كان أجرأ من اللازم، فلم يجد أفضل من اللهو فوق جسد الملك، ملك الغابة.

ظل الفأر يروح ويجيء فوق ظهر الأسد، ثم يدخل بين ثنايا شعره ويظهر ويختفي، وظل يجري ويقفز ظناً منه أن الأسد لا يشعر به، لكن فجأة وجد نفسه تحت مخالب الأسد ولا قوة ولا حول له.

عرف وقتها الفأر أنه مفقود لا محالة، نظر إليه الأسد بنظرة استغراب، إذ كيف جرؤ هذا المخلوق الساذج على أن يلهو فوق جسده، وقتها قرر الملك عقابه وهم بأكله، وقتها استعطفه الفأر، قال له أنه صغير للغاية وأنه لن يشبع ملك الغابة، نظر إليه الأسد وقال أنه يعرف أنه صغير ولكنه سوف يأكله فقط ليؤدبه على فعلته، بكى الفأر وقال للأسد أن الأمر لم يكن سوى غلطة من فأر طائش وأنه كملك عظيم عليه أن يسامح الضعفاء أمثاله، ووعد الملك أنه سيقدم له مساعدة في يوم ما.

ضحك الأسد مما قاله الفأر وكان يستغرب كيف لهذا الصغير أن يساعده في يوم ما، لكنه قرر إطلاق سراحه،

وفي يوم من الأيام وقع الأسد في شباك أحد الصيادين، وقتها مرّ أمامه الفأر وقرر يرد للأسد جميله، قام الفأر بقضم حبال الشبكة التي وقع داخلها الأسد حتى قام بتحريره وكان كل من الأسد والفأر سعداء للغاية وصاروا أصدقاء للأبد.

قصة الملك العادل والوزير الذكي

يحكى أن هناك مدينة قديمة عرف عن ملكها العدل والحكمة، وفي يوم من الأيام قرر الملك القيام بجولة في المدينة ليتفقد أحوال رعيته ويعرف احتياجاتهم وشكواهم، وظل الملك أياماً يتجول داخل مملكته ويعرف كيف يعيش الناس في ظل حكمه، وكان يقضي للسائل حاجته، وكان إذا وجد ظلماً قام برفعه عن صاحبه وعقاب المتسببين في الظلم، ظل الملك طويلاً يسير على قدمه حتى يقيم العدل في مملكته.

بعدما انتهت رحلة الملك وعاد إلى قصره شعر بتعب كبير في قدمه، وقتها تذكر شكل الطرقات التي كان يسير من خلالها، وعرف أن هذه الطرق الغير ممهدة هي السبب الرئيسي للألم الذي أصاب قدمه.

فكر الملك وقتها في حال المواطنين داخل مملكته، وكيف أنهم يتعرضون يومياً لهذه الطرقات، وكيف أنها تسبب لهم الألم والتعب.

قرر الملك جمع وزرائه والمسئولين في دولته، وأمرهم بإيجاد حل لهذه الطرق الوعرة، فطرح أحد الوزراء فكرة بأن يتم تغطية جميع الطرقات بالجلد وبذلك يسهل ويمهد الطريق للمواطنين، وجد الملك الفكرة جيدة وأمر بأن تنفذ.

في هذا الوقت تدخل أحد الوزراء قائلاً أن فكرة أن تقوم الدولة بتغطية جميع الطرقات بالجلد فكرة غير مجدية، كما أنها سوف تتكلف أموال طائلة، كما أنهم سوف يضطروا لقتل العديد من الحيوانات لتوفير الجلد الذي سوف يكفي كل هذه الطرقات، فلما سأله الملك عن الحل البديل، اقترح الوزير أن يتم صنع أحذية من الجلد للمواطنين داخل المملكة، وبذلك لن يكون هناك حاجة لتوفير كميات كبيرة من الجلد، كما أن الحكمة تقتضي أن نغير ظروفنا نحن ولا نغير ظروف الحياة نفسها.

شكر الملك أفكار وزيره الحكيم، وأمر بصنع أحذية لجميع المواطنين حتى تعمل على راحتهم والحفاظ على سعادتهم داخل المملكة.

قصة التاجر والحمار اللئيم

يحكى أنه في زمن كان هناك تاجراً يبيع الملح في الأسواق، وكان التاجر يحمل الملح على ظهر حماره يومياً من بيته إلى السوق، وكان هذا التاجر يضع حمولة زائدة على ظهر الحمار مما يعمل على تعبه وإرهاقه، وفي يوم من الأيام في الطريق إلى السوق جلس التاجر لكي يستظل بظل شجرة ويأخذ قليلاً من الراحة وبعدها يواصل الطريق، عندها دخل التاجر في نوم عميق، استغل الحمار فرصة نوم التاجر ونزل إلى ماء النهر وحمولة الملح مازالت على ظهره، فلما نزل الحمار إلى النهر ذابت حمولة الملح داخله، وقتها شعر الحمار بأن الحمل أصبح خفيفاً جداً على ظهره.

لما استيقظ التاجر واكتشف أن حمولة الملح انخفضت ولم يكن يعرف السبب، قرر التاجر العودة إلى منزله ليأخذ حمولة أخرى.

تكرر نفس الموقت لعدة أيام متتالية، حتى قرر التاجر أن يراقب الحمار ليعرف أين تذهب حمولة الملح، ولما عرف أن الحمار كان لئيماً وكان ينزل إلى النهر حتى يذيب حمولة الملح، قام التاجر في اليوم التالي بوضع كمية كبيرة من الأسفنج على ظهر الحمار دون أن يشعر، ولما نزل الحمار إلى النهر، زادت الحمولة فوق كتفه، فعرف أن أمره انكشف، وإنه حتى وإن كان لئيماً فإن التاجر كان أكثر ذكاءً منه وعرف كيف يوقفه عن فعلته.

قصة الولد وكرة الأحلام

يحكى أن في قرية صغيرة كان هنالك ولد قنوع يدعى صابر، كان صابر راعياً للأغنام، أما باقي أهل القرية فكانوا يعيشون داخلها في قناعة، فلم يكونوا أغنياء لكنهم كانوا سعداء بجمال الطبيعة الخلابة حولهم، وبالحب والرحمة المنتشرين بين جميع أفراد القرية وفي كل نواحيها.

وفي يوم من الأيام وبينما صابر يرعى أغنامه وجد شيء يلمع بين حشائش الأرض، فأخذه وقلبه فوجد أنه كرة زجاجية لكنها غريبة الشكل، فجأة بدأ يخرج صوت من هذه الكرة، قال الصوت لصابر أنه يستطيع تحقيق كل الأحلام التي لديه، فقط عليه أن يأمره.

فكر صابر قليلاً فوجد أن عنده كل شيء يريده ولا يوجد حلم آخر يريد الوصول إليه، فقال صابر لكرة الأحلام أنه سيفكر في الأمر ويرى إذا ما كان لديه حلم ليخبره إياها.

ظل صابر لأيام كثيرة لا يعرف ما الحلم الذي من الممكن أن يقوله للكرة، حتى نسي أمرها.

ذات صباح كان أحد الصبية يلعب في الحقول فعثر على كرة الأحلام، وقتها قرر أن يطلب منها أن تمنحه الذهب والأموال، وبعد أيام انتشر أمر الكرة بين أفراد القرية، وكل شخص طلب من كرة الأحلام أن تحقق له رغبة وحلم، فصار لبعض الناس الأموال، وصار للآخرين المنازل والذهب، لكن الأمر أدى لانتشار الخلافات والحسد بين كل أهل القرية، وقتها ذهبوا لصابر فأخبرهم أن السعادة تكمن في القناعة بما لدينا وليس في الطمع فيما لدى الآخرين، أخذ صابر الكرة من أهل القرية، وطلب منها أن تعيد كل شيء إلى أصله، وقد فعلت ذلك وحققت حلمه.

قصة الأسد الغدار

يحكى أن في يوم من الأيام كان هناك أسداً مخادعاً، وفي يوم من الأيام مرض الأسد مرضاً شديداً، ولأنه غدار طلب الأسد من باقي حيوانات الغابة أن يبعثوا كل يوم حيوان واحد منهم للاطمئنان عليه وقضاء بعض المتطلبات الخاصة به، لكن حيوانات الغابة شعرت بالقلق من طلب الملك، وخافوا من أن يقوم بأكل أي حيوان يدخل إلى عرينه، وقتها قام الأسد بطمأنتهم، وقال لهم أنه لن يقبل أبداً على إيذاء أحد منهم.

وفي كل يوم كان يذهب للأسد حيوان في عرينه، حتى جاء دور الثعلب، وقتها طلبت من حيوانات الغابة التوجه إلى بيت الأسد كما فعلت باقي الحيوانات، لكن الثعلب رفض، وقال للحيوانات أن الطريق إلى عرين الأسد ممتلئ بآثار أقدام الحيوانات التي دخلت إليه، لكن لا يوجد آثر واحد لقدم خرجت منه، هنا تأكدت باقي الحيوانات أن الأسد كان مخادعاً وغداراً وأنه كان يأكل الحيوانات التي كانت تذهب لكي تطمئن عليه.

قصة القط الحائر

يحكى أن كان هناك قط صغير وجميل يدعى مشمش، لكن مشمش لم يكن راضي عن نفسه، كان يريد أن يصبح أي شيء آخر غير أن يكون قط، في يوم من الأيام قال مشمش لنفسه لماذا لا أكون طيراً مثل باقي الطيور، وقتها حاول مشمش تقليد الطيور، وظل يحاول ويحاول لكنه فشل فشلاً ذريعاً.

وفي يوم من الأيام قال أنا لا أصلح أن أكون قطاً ولم أصلح لأكون طيراً إذا فلابد وأن أكون سمكة، وهنا قرر مشمش النزول إلى البحر لكي يكون سمكة، لكنه اكتشف أنه لا يستطيع التنفس تحت الماء، كما أنه كاد أن يغرق فعرف وقتها أنه لن يكون سمكة، وفي يوم قال من المؤكد أني ثمرة من الخضروات، وبدأ يلف نفسه بالورق الأخضر حتى غلب عليه النعاس ونام وسط الأوراق، فجأة استيقظ مشمش على صوت الحيوانات التي تحاول تأكله، فصرخ مشمش أنه لا يصلح للأكل، فهو ليس من الخضروات وظل يصرخ أنا قط أنا قط، عرف وقتها مشمش الدرس جيداً، فلقد ولد قط وعليه أن يرضى ويكون سعيد بذلك، وأن لا يحاول أن يكون شيء غير نفسه.

قصة الأرنب وأصدقائه

يحكى أن في الغابة كان هناك أرنب يعيش وسط كل الحيوانات، وكان الأرنب يعتقد أن كل حيوانات القرية أصدقائه، وأنهم كثيرون، وكان يمشي دائماً متفاخراً بكمية الأصدقاء الذين حوله، وفي يوم من الأيام مرت هذه الصداقة باختبار حقيقي، فبينما الأرنب يسير داخل الغابة فإذا بمجموعة من الكلاب تطارده وتحاول أن تأكله، ظل الأرنب يركض وكان يبحث عن أحد أصدقائه لكي يساعده، مر الأرنب ببيت الغزال وطلب مساعدته، لكن الغزال تحجج بأنه مشغول ولن يقدر على مساعدته، بعد ذلك مر الأرنب بالدب، وطلب منه أن يقوم بإخفائه، لكن الدب قال له أن بيته لن يصلح لهذه المهمة، وقتها قرر الأرنب أن لا يلجأ لأحد وان يقوم هو بحماية نفسه من الخطر.

ظل الأرنب يركض طويلاً حتى تمكن من الاختفاء عن أعين الكلاب، ووقتها عرف أن الأصدقاء الحقيقيون ليسوا بكثرتهم ولكن الأصدقاء هم يقفون بجانب أصدقائهم في وقت الشدة.

قصة الأرنب والسلحفاة

يحكى أن في الغابة الواسعة أقيم سباقاً كبيراً بين الحيوانات، وقتها قرر الثعلب المكار ومعه مجموعة من الحيوانات الأخرى أن يدبروا مقلباً يسخروا به من السلحفاة، وقتها قرروا أن يقيموا السباق بينها وبين الأرنب، ظناً منهم أن سرعته العالية وبطئها الكبير سوف يكون مجالاً للضحك والسخرية.

وأقيم السباق بين الأرنب والسلحفاة، قال الأرنب لها ساخراً أنها بالطبع التي ستفوز بالسباق، وبعد بداية السباق جرى الأرنب حتى اقترب من خط النهاية، ولما رأى السلحفاة مازالت في بداية الطريق ضحك كثيراً وقال سوف أخذ قيلولة حتى تقترب فأسبقها، وبالفعل جلس بجانب شجرة ونام لكنه تعمق في النوم كثيراً ولم يشعر بالوقت، وكانت السلحفاة مثابرة ومستمرة، وظلت تمشي حتى وصلت إلى خط النهاية قبل الأرنب، فلما استيقظ وجدها فازت بالسباق، وأعطت السلحفاة درساً لكل حيوانات الغابة، أن لن يسخروا أبداً من قدرات أي مخلوق لأنه قادر على الفوز دائماً.

قصة الرجل الثري وابنه الحكيم

يحكى أنه في زمن الأزمنة كان هناك رجلاً غنياً جداً، عنده العديد من القصور والحدائق والأراضي والخدم، كان هذا الرجل متفاخراً بكل ما يملك وكان يشعر أن أهم شيء يجب أن يمتلكه أي إنسان في الحياة هو المال، وكان هذا الرجل قاسياً على الفقراء ولا يحترم سوى الأغنياء الذين يقاربونه في الغنى والثروة.

وكان هذا الرجل لديه إبن ذهب ليتعلم بين العديد من البلدان المختلفة، كان محباً للعلم والحكمة، وقد أخذ الحكمة من العلوم والفنون ومن الناس الذين قابلهم في البلدان المختلفة.

لما عاد هذا الواد إلى أبيه أقام الأب له حفلاً كبيراً لاستقباله، ظل الأب يتفاخر بغناه أمام الجميع، وأمام ابنه الذي لم يكن مهتماً بكل هذه المظاهر الخادعة، بدا الابن حزيناً مما يحدث، لم يكن متفاعلاً في الحفل، ولم يكن سعيداً من تصرفات الأب التي تحمل العنجهية والكبرياء.

وخلال أيام من إقامة الابن في القصر لاحظ الأب أن ابنه غير مهتم بكل المميزات المادية لديه، كان يلبس ثياباً بسيطة، ويعامل الخدم برأفة وعطف ودون كبرياء وتكبر، وكان يقضي وقته ما بين القراءة والتعلم أو الجلوس في حديقة القصر.

قرر الأب أن يفعل شيئاً يقنع به الشاب بمظاهر الترف التي لديه، فأخذ الشاب في جولة حول المدينة، وهناك تعمد أن يمر به الأب بين المناطق التي يسكنها الفقراء، وظل يوضح له كيف أن حياتهم بائسة، وأنهم لا يملكون من المال ما يملكه وهو أن عنده ثروات طائلة تغنيه وأن عليه أن يتباهى بكل ما لديه أمام الجميع، وأن يتفاخر بالملبس والمأكل الذي لديه.

وعندما عادوا إلى القصر ظل الأب يتكلم عن رحلتهم بين أرجاء المدينة، وكيف أن الفقراء يعيشون في تعاسة وحاجة على عكسهم، لكن الابن استوقف الأب وقال له أن نظرته مختلفة عن الحياة، فهو لا ينظر إلى ما يملكه، بل ينظر إلى مدى سعادته به، فهم بالفعل لديهم كلبين في الحديقة، لكن الفقراء لديهم العديد من الكلاب التي تعيش معهم وحولهم في سعادة، وهم لديهم قصر كبير يحميه مئات الحراس ويخافوا دائماً من ذهاب الحراس عن القصر لأن وقتها لن يكونوا بأمان، أما الفقراء الذين يسكنون الأكواخ فهم لا يعيشون في ظل هذا  الخوف، لأنهم يحتموا في بعضهم البعض ويتعاونون في سعادة وإخاء وحب ومودة.

وقتها أعطى الابن درساً عظيماً لوالده في أن المال لا يجلب السعادة، بل الرضا والقناعة، وأن قيمة الحب أغلى من كل القصور والحراس والملابس الفاخرة والزينة.

Leave a Reply