2 من المعلومات عن قصة ماء زمزم

2 من المعلومات عن قصة ماء زمزم

قصة ماء زمزم من القصص التي وردت في السنة والقرآن والتي ما زال أثرها باقيا إلى الآن ونحن إلى الآن ما زلنا نشرب من بئر زمزم.

قصة ماء زمزم في رواية ابن العباس

ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بأم إسماعيل وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء، فوضعهما هناك ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفّى إبراهيم منطلقاً فتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء فقالت له ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له آلله أمرك بهذا قال نعم، قالت إذاً لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات فرفع يديه فقالرَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون. وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم تر أحداً فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل تر أحداً فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فلذلك سعي الناس بينهم فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت أيضاً فقالت قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء، فجعلت تُحَوِّضُهُ وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف. وفي رواية بقدر ما تغرف.

قال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رحم اللَّه أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً. قال فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك لا تخافوا الضيعة فإن ههنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن اللَّه لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جُرْهُم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائراً عائفاً فقالوا إن هذا الطائر ليدور على ماء، لَعَهْدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء! فأرسلوا جرياً أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم، فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك قالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا نعم. قال ابن عباس قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم  فألفي ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس، فنزلوا فأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم.

كان هذا جزء من حديث ابن عباس رضي الله عنه الخاص بحادثة بئر زمزم والتي وردت في السنة النبوية، فبئر زمزم يمثل العناية الإلهية من الله عز وجل لمن يتولاهم برحمته ويشملهم بعطفه. واستمر الناس حول بئر زمزم إلى أن تقادم الزمان ولم يعرف أحد مكان بئر زمزم حتى جاء عبد المطلب جد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وحفر البئر وفي حفر عبد المطلب للبئر قصة.

رأي عبد المطلب جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المنام وهو نائم في حجر الكعبة أن آتيا أتاه وقال له احفر زمزم، فلما استيقظ أخبر قريش بما رآه فقالوا له هل أخبرك هذا الرائي بمكان البئر، فأجابهم عبد المطلب بالنفي فقالوا له لو كان ما رأيت صحيحا لأخبرك عن مكان البئر.

في اليوم الثاني وبينما عبد المطلب في جوف الكعبة أخذته سنة من النوم فرأى في منامه من يقول له حفر زمزم إنّك إن حفرتها لن تندم، وهي تراث من أبيك الأعظم، لا تنزف أبداً ولا تذم، تسقي الحجيج الأعظم مثل نعام جافل لم يقسم، وينذر فيها ناذر لمنعم، تكون ميراثاً وعقداً محكم، ليست كبعض ما قد تعلم، وهي بين الفرث والدم. قال عبد المطلب في منامه متسائلا وأين هذا المكان فقال له من يكلمه عند قرية النمل عند نقرة الغراب الأعصم.

استيقظ عبد المطلب من نومه وعلم أنها رؤيا حق فتوجه إلى المكان ولكنه كان قد احتار أين هو مكان الدم فينما هو كذلك في تلك الحيرة وجدة أحد أهل مكة يأخذ قربان ليذبحة وقد قام بذبحه بين صنمي قريش ونائلة وكان هو هذا الموضع الذي تقوم فيه قريش بذبح الذبائح للآلهة فعلم أن هذا هو موقع الدم الذي رآه في الحلم.

وبينما هو كذلك رأي قرية النمل والغراب الأبيض أو الأعصم ينقر في الأرض فعلم أن هذا هو المكان بالضبط.

كان عبد المطلب يومئذ لا يملك إلا ولدا واحدا فقط وهو الحارث فلما بدأ عبد المطلب بالحفر جاءت إليه قريش وقالوا له لن ندعك تحفر في هذا المكان إنه بين آلهتنا إساف ونائلة فقال والله لأحفرن وأخبر ابنه أن يزود عنه ولما رأوا أنه لن يترك ما رآه تركوه يحفر.

عندما بدأ عبد المطلب بالحفر وجد دروع وغزالتين من ذهب كانت لقبيلة جرهم كانت قد دفنوها قبل أن يتم طردهم من المكان فأرادوا قريش أن يقاسمون في الذهب وعندما استمر عبد المطلب في الحفر وجد الماء فعلمت قريش أنه قد بلغ حاجته فتكالبوا عليه يريدون أن يقاسموه على الماء لأنه لأبيهم إسماعيل، فقال لهم عبد المطلب والله لا أقاسمكم عليه إني قد خصصت بهذا الأمر دونكم.

فقالوا والله لن نترك عندئذ قال لهم عبد المطلب نتحاكم، فقالوا لتحكم بيننا كاهنة بني سعد وكان تعتبر أكثر الناس ذكاء في هذا العصر ويذهب إليها من يختلفون في عظام الأمور فارتحلوا إلى أطراف الشام وكانت في تلك الزمان عبارة عن صحراء قاحلة وبينما هم في الطريق إذ نفذ ماء عبد المطلب ومن معه فاستسقوا من معهم من قريش فقالوا والله لا نعطيك الماء إنا نخاف أن يصيبنا ما أصابك.

زمزم في منام عبد المطلب

فقال عبد المطلب لمن معه احفروا لأنفسكم حفرة وكل رجل منكم يقعد فيها حتى إذا وافتنا المنية من مات أولا دفنه الآخرون إلى أن يبقى آخر واحد، وبينما هم في هذه الحال إذا قال عبد المطلب والله إن ما نفعله خطأ أنلقي بأنفسنا في التهلكة هلموا بنا لعلنا نجد من يعطينا ماء أو نجد مكان به ماء. لما هم بالرحيل إذا براحلة عبد المطلب يخرج من تحتها الماء وتفجرت من تحت أرجلها نبع ماء عذبة فأخذ من مع عبد المطلب يشربون الماء من النبع وملأوا سقئاهم ولحقوا بمن تركوهم وكانوا في شدة من قلة الماء وأعطوهم من مائهم فقال لهم الباقين من قريش والله لقد حكم الله بيننا وبينك في الماء فوالله لا ننازعك على ماء زمزم فإن الذي أعطاك الماء في هذا المكان الموحش هو من أعطاك زمزم.

Leave a Reply