3 حكم من قصة موسى عليه السلام

3 حكم من قصة موسى عليه السلام

في سورة الشعراء من آية 17 وحتى آية 38 يذكر لنا الله سبحانه وتعالى قصة سيدنا موسى مع فرعون، والتي يمكن أن نتعلم منها حكم كثيرة.

قصة سيدنا موسى في القرآن الكريم

أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)

تفسير قصة سيدنا موسى في القرآن

  • قام الله بإرسال سيدنا موسى عليه السلام ليدعو فرعون وقومه لعبادة الله سبحانه وتعالى، فذهب سيدنا موسى وأخوه هارون حتى يستجيب لأمر الله ويدعو فرعون وقومه للإسلام، وبعد لقاءه بدأ فرعون في الإستهزاء والإستنكار بما يقولونه.
  • ودار بينهما هذا الحوار الذي ذكر في القرآن الكريم أنه يسأل عن رب العالمين، وقال موسى أنه الله خالق السماوات والأرض وإتهموا سيدنا موسى بالجنون، وهدده فرعون بالسجن إذا إتخذ إله غيره.
  • لم يبالي موسى بهذا التهديد، وقال لفرعون أنه سيقوم بشيء ومعجزة تؤكد على صدقه، ثم قام بعمل معجزتي العصاة واليد، حيث تحولت العصى إلى ثعبان، وظهرت يده بيضاء.
  • ومع إندهاش فرعون مما رآه، بقي متكابراً ومتمسكاً بموقفه، ومع إلحاح سيدنا موسى في دعوته لفرعون هذا السلطان الكبير وأمام قومه، أصدر أمره إلى هامان أن يطبخ له الآجر و يبني له صرحاً يصعد فيه إلى السماء كي يطلع إلى إله موسى، وأردف بعد ذلك بأن موسى كاذب في ان له إلهاً سوى فرعون.
  • وكان فرعون يعلم أن بناء الصرح لن يحقق له ما يريد، لكنه أراد أن يجعل قومه غافلون حتى لا يتوهموا بأنه قد أزيح عن عرش الربوبية، وكان هذا مجرد أسلوب للمراوغة.

دروس مستفادة من قصة سيدنا موسى

  • الله قادر على كل شيء، ولا إله غيره وحده لا شريك له.
  • الظلم له نهاية، والحق سيظهر حتماً حتى بعد مرور الوقت، فيجب أن نصبر ونتحمل من أجل تحقيق ما نريده طالما يرضي الله.
  • الثبات على المبدأ، وقد تجلى ذلك في مواقف عديدة من أبرزها: ايمان السحرة، الذين أتى بهم فرعونه من كل حدب وصوب ليسحروا أعين الناس ويسترهبوهم ببهتانهم العظيم ولكن السحر انقلب على الساحر ودارت الدائرة على فرعون .. وآمن السحرة أجمعين بعد أن عاينوا الحق بأبصارهم، فعلموا أن ما أتى به موسى هو معجزة إلهية ابطلت سحرهم وابتلعت حبالهم وعصيهم، فسجدوا لله رب العالمين، وكفروا بفرعون وتبرأوا مما أكرههم عليه من السحر وأصدر فرعون أمراً بصلبهم وقتلهم جميعا فاستقبلوا الشهادة بنفوس راضية ولم يُبدلوا تبديلا، وهذا ما أكدته سورة طه: “قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)”
  • المؤازرة بين الإخوان: لقد علم موسى عليه السلام أن حمل الدعوة وتبليغ الرسالة ومواجهة الطواغيت والظلمة أمر شاق وثقيل،يحتاج إلى تظافر الجهود واجتماع الطاقات.. لذا طلب من الله تعالى أن يجعل له وزيراً من أهله.. لكي يشاركه في تبليغ الرسالة ويعاونه في حمل الأمانة. قال تعالى :(وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)[طه:29ـ32] ، وقال تعالى :(قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35). [القصص:35].
  • قضاء الله واقع لا محالة، وإرادته ـ سبحانه وتعالى ـ هي النافذة، ولن يستطيع أحد من الخلق مهما بغى وعلى أن يدفع قضاء الله أو يُبدل إرادة المولى ـ تبارك وتعالى ـ . لقد علم فرعون ان غلاماً من بني اسرائيل سيولد ويكون على يديه ـ بإذن الله ـ هلاك فرعون وزوال ملكه وانتهاء استكباره على الخلق وإفساده في الأرض.. فاتخذ فرعون كافة الإحتياطات واستعمل جميع ما توفر له من أسباب البطش والإرهاب. التي ظن انها يمكن أن تدفع قضاء الله المبروم وأمره المحكم.. فأصدر قراراً همجياً بقتل كل مولود ذكر تلده نساء المؤمنين من بني اسرائيل، ولكن لا يُغني حذر من قدر،(ثم جئت على قدرٍ يا موسى) [طه:40]. فقد ولد موسى عليه السلام، ودخل قصر فرعون ـ بإذن الله ـ وعاش فيه وتربي في حِجر امرأة فرعون. وغاب عن فرعون أن هذا الغلام الذي جاءه من اليمّ والقاه الله إليه.. هوعلينا أن نكون على يقين بقدرة الله على نصر الحق، ونبقى على موقفنا للنهاية. الغلام المنتظر الذي سيتحقق على يديه وعد الله عز وجل بهلاك المستكبرين وانتصار المستضعفين. علينا أن نكون على يقين بقدرة الله على نصر الحق، ونبقى على موقفنا للنهاية.

Leave a Reply