3 مشاهد تحكي قصة السمكة المغامرة

3 مشاهد تحكي قصة السمكة المغامرة

المغامرة حلم كل طفل

كل الصغار يحلمون بمغامرة كبيرة يتعرفون بها على العالم، لأن خيالهم الواسع يقنعهم بأنهم قادرون على خوض هذه المغامرة، حيث يتخيلون أنهم قادرون على الطيران، وخوض البحار، وعبور الجبال والصعاب، وفي العرض القادم سنقوم بحكي قصة السمكة المغامرة، وهي سمكة صغيرة أيضاً لكنها ظنت في نفسها القدرة على خوض المغامرة الكبرى، فما الذي حدث لها؟ دعونا نتعرف معها على أحداث قصتها

المشهد الأول: السمكة المغامرة ومراكب السفر

كانت السمكة الصغيرة تلهو بجانب أمها وتمرح باللعب مع الطحالب البحرية الصغيرة، وفجأة سمعت صفير مركب مسافرة تحمل بشر كثيرون كلهم ذاهبون إلى أماكن بعيدة للعمل والاستكشاف والمغامرة.

تركت السمكة اللعب وأطرقت تفكر وحيدة حتى جاءتها أمها وقالت لها:

الأم: ما بالك يا عزيزتي؟ لماذا تركتي اللعب وأصدقائك وجلستي وحيدة؟

السمكة: هل تري يا أمي هذه المراكب البعيدة؟ كل من عليها يقوم بمغامرته، كل منهم ترك بلاده وأهله وذهب ليعرف شيئاً جديداً عن العالم.

الأم: فعلاً يا صغيرتي، إن السفر والمغامرة شيء رائع حقاً، ويوماً ما ستكوني كبيرة كفاية على خوض مغامرة كهذه، وستعودين لتحكي لنا عن مغامراتك ورحلاتك حول بحار العالم ومحيطاته الواسعة.

السمكة: وهل لابد أن انتظر حتى أكبر؟ ما الذي يمنعني من خوض المغامرة الآن؟

سمع سرطان البحر حديث السمكة مع الأم فتدخل قائلاً:

سرطان البحر: ليس هناك ما يمنعك يا صغيرتي الحلوة، كل ما في الأمر أنك مازلت صغيرة جداً، لم تنمو لك زعانف قوية تمكنك من السفر عبر كل هذه المسافات، كما أن خبرتك بالبحر والتيارات البحرية مازالت قليلة، كل هذا سيعرضك لخطر لن تقدري على مواجهته.

السمكة: أنا لست صغيرة، وهذه الأشياء التي لابد أن أعرفها من الممكن أن أتعلمها في الغد، وأنا قادرة على مواجهة كل الأخطار التي تقابلني، غير أن خوفكم الزائد هو الذي يمنعني من المغامرة ومن عيش الحياة التي اخترتها لنفسي.

ثم ذهبت السمكة غاضبة لكي تجلس وحيدة بعيداً عن أمها وسرطان البحر، فقال سرطان البحر للأم:

سرطان البحر: لا تحزني من غضبها، غداً ستكبر وستعرف مدى حبنا لها وخوفنا عليها.

المشهد الثاني: السمكة تقرر المغامرة

بينما تجلس السمكة بعد أن عادت أمها وتركتها وحيدة، كانت أفكار المغامرة مازالت تراودها، وظلت تفكر كيف تبدأ رحلتها حول البحر لتعرف الجديد عن الحياة، وفي أثناء انشغالها مرّ أمامها سرب من السلاحف البحرية المهاجرة، فنظرت حولها ولم تجد أياً من أمها أو من جيرانها موجود .. فخطرت على عقلها فكرة كبيرة.

بينما يمر سرب السلاحف البحرية المهاجرة أمام السمكة المغامرة، ذهبت بسرعة في اتجاهه وتكلمت مع أحد أفراد السرب.

السمكة: مساء الخير يا صديقي، إلى أين تتجهون؟

السلحفاة البحرية: نحن في رحلة الهجرة إلى المحيط الهندي، قلّ الغذاء في موطننا فقررنا المغامرة والبحث عن منطقة أخرى.

السمكة: هل لي أن أشترك في تلك المغامرة معكم؟

السلحفاة: بالطبع، لكن عليَّ أن أقوم بتحذيرك، نحن نمر بالعديد من التيارات البحرية شديدة الخطورة وأحياناً نتعرض لهجمات سمكات القرش، وأنتِ صغيرة، هل تستطيعين تحمل تلك المخاطر معنا؟

السمكة: نعم أنا أحب المغامرات، وأستطيع أن أعوم مع التيارات البحرية، وأهزم أسماك القرش.

السلحفاة: حسناً تعالي معنا وسنرى.

المشهد الثالث: المغامرة الكبيرة

وبينما تسبح السمكة المغامرة مع سرب السلاحف البحرية، كانت تغمرها السعادة بكل المشاهد الجديدة التي تراها، وبكل ألوان الأسماك المختلفة التي لم تكن تعرفها، ولكن فجأة شعرت بظلال كبيرة تغمرها، وكان الظل يعود لسمكة قرش تهاجم سرب السلاحف، فدب الهرج والزعر في المكان، وحاول الجميع الهرب من السمكة، لم تجد السمكة إلا الاختباء بين ثنايا صخرة يصعب على سمكة القرش إختراقها، وبعد ذهاب سمكة القرش وزوال الخطر خرجت السمكة المغامرة من مكمنها، لكنها لم تجد أي من السلاحف .. نظرت حولها فإذا بها وحيدة، فشعرت بالرعب، وفجأة دوى تيار بحري جارف وأخذها بعيداً.

عندما استيقظت السمكة وجدت أمها بجانبها ومعها سرطان البحر، ويبدو أن التيار قد جرفها إلى منطقتها مرة أخرى، اعتذرت السمكة لأمها على هروبها، وقد تقبلت الأم الاعتذار، وأخبرتها أن المغامرة مهمة لكل الكائنات الحية، لكن عليها الاستعداد جيداً قبل مغامرتها التالية حتى لا تتعرض لتلك الأخطار مرة أخرى .. تمت.

Leave a Reply