4 قصص قصيرة جداً للأطفال

4 قصص قصيرة جداً للأطفال

قصص قصيرة مدهشة

قصة قصيرة أول ما نسمع تلك الجملة يتبادر إلى أذهاننا حكايات قبل النوم والأيام الممتعة وأحضان الأب والأم والنوم ودفء الشتاء، فالقصص القصيرة بالنسبة لنا ماضينا وحاضرنا الممتع فهي ذكريات طفولتنا وما نعيش عليه إلى الآن وهي ما سنقوم به مع أولادنا وأحفادنا لذا هي ممتدة معنا طوال حياتنا. وكل قصة تبني أو تغير شيئًا ما بداخلنا، تغير من طباعنا أو من تفكيرنا أو تجعلنا ننشغل بشئ ما من الممكن أن يؤثر علينا في المستقبل فالقصص تصنع عالمنا وتشكل شخصياتنا منذ الطفولة وتجعلك تعيش في عالمك الخاص، لذا سنعرض هنا بعض من تلك القصص القصيرة.

قصة القط والفأر

أعود كل يوم إلى غرفتي بعد يومي في المدرسة لأستلقي على سريري بعد هذا اليوم الشاق، لأبدأ في تغيير ملابسي والاستعداد للطعام ثم تبدأ معاناة كتابة الواجبات غير أني كنت أشغل وقتي بقصاصات الورق الخاصة بي ودفاتري. ذات يوم عدت من المدرسة ألاحظ أن بعضًا من أوراقي متآكلة الأطراف. هل يعقل أن يكون فأرًا؟ هل يعقل أن يتجاسر فأر ويدخل غرفتي كيف هذا لا بد من عقابه؟ ولكن كيف لي أن أعاقبه وأنا لا أراه فهو ماكر ولا يظهر أمامي ولا بد أنه يعلم مواعيد حضوري إلى البيت ونومي فهو يعلم متى أكون في غرفتي ومتى أتركها. إذًا لا بد لي من أن استعمل حيلة. أخذت أفكر كثيرًا حتى هداني تفكيري إلى أن آخذ ورقة وقلم وارسم قطة تتهيأ لأكل طعامها وقمت بتلوينها ووضعتها أمام مرآة غرفتي لكي تنعكس صورتها في المرآة ومن يراها يظن أن هناك قطتين بدلًا من واحدة. ذهبت في صبيحة اليوم التالي إلى مدرستي وعندما عدت أخذت أتصفح قصاصات الورقة و جوانب الغرفة فلم أجد شيئًا قد نقص أو تغير، إذًا لا بد أن حيلتي الذكية انطلت على الفأر. في هذه الليلة نمت من فرط سعادتي وإعجابي بنفسي ثم استيقظت وذهبت للمدرسة وعدت ولم أجد شيئًا تغير فيها فنمت هانئ البال مغرورًا بذكائي فكيف لا وأنا هذا الطفل الذي خدع الفأر الذي يقرض أشيائه بحيلة بسيطة. عند عودتي في اليوم الثالث لم أنظر لجوانب غرفتي لثقتي الشديدة بنفسي ولكن بعد أن هدأت أحببت أن اطمئن على ما رسمته فإذا بي أجد أن هناك من قام بالكتابة على القط الذي رسمته بالقلم الأحمر وبجواره قطعة تم أكلها من قصاصة أوراقي. من هذا الذي تجرأ، هل عاد ذلك الفأر مرة أخرى، هل هذا الفأر اكتشف حيلتي الذكية، بينما أنا في متاهة من الأفكار نظرت إلى رسمتي لأجد مكتوبًا عليها لقد انخدعت بحيلتك يومين ألا يكفي هذا أم تظنني لا أفكر. إذًا لقد كشف ذلك الفأر حيلتي ولكن كيف هذا. لا أعلم ولكن ما أعلمه أنه يجب أن أفكر في حيلة أخرى أفوقه فيها ذكاءً.

قصة خير الأمور أوسطها

عاشت ثلاثة سمكات صغيرات مع أمها السمكة الكبيرة في تلك البحيرة الجميلة التي تحيط بها الجبال من جوانبها. كانت السمكات الثلاث تحب ماء بحيرتها الصافي الجميل وتتمتع بمنظر الشمس البهيج إلا أن هناك غريزة فطرية في كل كائن وهي الفضول وحب الخروج عن المألوف أو اكتشاف المجهول. ذات يوم خرجت الثلاث سمكات معًا في البحيرة فقالت إحداهن لنصعد إلى أعلى البحيرة ونرى ما فيها فلا يمكننا إلا أن نعيش في الأعلى حيث الشمس قريبة من الماء. صعدت تلك السمكة إلى السطح وأطلت برأسها لتكتشف هذا العالم فلمحت الطيور تحوم حول السطح وما أفاقت إلا وطائر يقترب منها بسرعة شديدة ويأخذها في منقارها ويلتهمها. راع هذا المنظر السمكتين المتبقيتين فهربا مسرعين وقالت أحدهما سأذهب إلى قاع البحيرة العميق حيث لا توجد هناك طيور فانطلقت تلك السمكة مسرعة إلى القاع واختها تراقبها وما أن اقتربت من قاع البحيرة إلا وصادفها سرب من أسماك أكبر منها مفترسة فما هي إلا لحظات حتى التهمتها إحدى تلك الأسماك. شاهدت السمكة الصغيرة هذا المنظر فهربت إلى أمها مسرعة لتسألها باستغراب يا أماه لو عشنا قرب السطح أكلتنا الطيور ومتنا ولو عشنا قرب القاع أكلتنا الأسماك الكبرى ومتنا أين سنعيش في هذا العالم. ردت عليها الأم بثقة وثبات يا بنيتي الصغيرة إن خير الأمور أوسطها.

قصة “المهر الذي عاش غريباً”

في أحد المزارع الجميلة حيث الخضرة والمساحات الخضراء الواسعة عاش مهر صغير مع أمه الجميلة، كانت حياتهما هانئة وجميلة في تلك المزرعة فلا يوجد لهما أعداء حيث يعيشان بمأمن داخل المزرعة كما أن الطعام متوفر يأكلان حيثما جاعا وفي أي مكان وإذا  ما هطل المطر يدخلان إلى الحظيرة ليناما في مكانهما المخصص لهما دونما عناء أو تعب. في أحد الأيام قرر المهر أنه لابد أن يذهب إلى أرض غير تلك الأرض فلقد سأم تلك الحياة المملة الرتيبة لابد أن يبحث عن مكان آخر، لا بد أن يرى الدنيا لا بد أن يهجر أرض آبائه وأجداده. صارح المهر أمه بتلك الأفكار وأنه مغادر الحظيرة لا محالة فما كان من الأم أن نصحته بعدم ترك الحظيرة فقال لها لا بد وأن أذهب وأترك تلك الأرض، فلم يطاوعها قلب الأم على أن تترك ابنها وحيدًا فذهبت معه. أخذا يبحثان عن مكان جديد إلا أن كل مكان يذهبان إليه يجدا أن هناك من يسكنه فلا يجدون لهم مكانًا بين هؤلاء فيقومان بالبحث عن مكان آخر وظلا هكذا طيلة اليوم حتى أتى الليل وقد أصابهم الجوع والعطش ولكنهم لم يجدا أي مكان يأويهم فمكثا في العراء جائعين وبدون ماء، وما أن أشرقت الشمس حتى عادت الأم مع ابنها إلى حظيرتهما فقالت له الأم من ترك أرضه عاش غريبًا.

قصة الديك الحكيم

كان هناك ديك شجاع حكيم يعيش في أطراف الغابة مع أولاده الكتاكيت، كان أبًا حنونًا على أولاده يشملهم بعطفه ورعايته وشجاعته، كما أنه كان محبوبًا بين كل الحيوانات التى تعيش بالقرب منه لأنه كان مسالمًا ويهتم بالآخرين. في أحد الأيام خرج الأب في نزهة مع أولاده الكتاكيت الصغار لكي يعرفوا المنطقة التى يعيشون بها والمناطق المحيطة و ليتمتعوا بجمال الطبيعة الخلابة. قال الأب لأبنائه الكتاكيت يا أبنائي لا تذهبوا بعيدًا عن أنظاري ولا تتركوا بعضكم البعض فلا يذهب أحد منفردًا ويترك المجموعة ففي اتحادنا قوة. لم يسمع ابنه الكتكوت فوفو كلامه فغادر خلسة المجموعة دون أن يشعر أباه الديك به، استمر فوفو في المشي معتقدًا أن كلام أبيه خطأ وأنه لا ضرر من الذهاب منفردًا بعيدًا عن اخوته. كان فوفو لا يدرك أن هناك من يتربص به ويتتبع خطواته إنه الذئب شرشر ذلك الذئب الذي يأكل الضعفاء والخارجين عن مجموعتهم وقطعانهم لأنهم يمثلون لهم وجبة سهلة فلا يحتاج إلى قتال مرير مع المجموعة بل يقتل الضحية منفردًا. لاحظ الديك غياب احد أبنائه فقام بالبحث عنه حتى وجده جاثمًا بين أنياب الذئب الذي يريد أن يلتهمه فما كان من الديك إلا أن هجم على الذئب بكل ما أوتي من قوة فأخذ ينقر رأس الذئب بمنقاره وينقره بين عينيه ويدفع بمخالبه الحادة. خاف الذئب من هجوم الديك المباغت والشجاع وتواري عن الأنظار. عاد الكتكوت فوفو مع أبيه إلى إخوته فعاتبه الأب وبين له الخطر الذي كاد أن يودي بحياته وقال الأب لأبنائه ناصحًا يا أبنائي لا تتفرقوا فإن الفرقة تعني هزيمتكم وضعفكم واتحدوا فإن الاتحاد قوة وفيه منعة وغلبة. وعد الكتاكيت الصغار أبيهم ألا يتفرقوا عن بعضهم البعض ثانية وأن يظلوا متمسكين بأخوتهم ووحدتهم وأعطوه العهد على ذلك. كان الذئب شرشر يسمع هذا الاتفاق فعلم أنه لن يستطيع ان يصل إلى أحد في تلك الغابة لأن كل حيواناتها مجتمعة معًا وأنه لا يستطيع ان يأكل الكتاكيت لأنه أعطوا العهد لأبيهم أن يظلوا معًا فما كان منه إلا أن غادر تلك الغابة ليبحث عن غابة أخرى أهلها متفرقين عن بعضهم البعض ولا يتعاونون ولا يتحدون لأن الفرقة تعني له صيدًا سهلًا بدون عناء أو تعب.

قصة الزرافة ذات الرقبة الطويلة

لعل اختلافك عن الآخرين هو سر قوتك لذا فكن فخورًا بأنك مختلف ففي أحد الأيام ستدرك معنى اختلافك واهميته وهذا هو ما تعبر عنه قصة الزرافة زوزو. زوزو زرافة جميلة طيبة القلب ذات رقبة طويلة، الحيوانات تخاف منها لأنها مختلفة عنهم كيف لا يخافون منها وهي ذات رقبة طويلة لا يمكنهم أن ينظروا في عينيها أو أن يصلوا إليها، كما أنها حينما تسير لا تنظر إلى الأسفل غالب الأوقات فلربما تكون قد كادت ان تدهس أرنبًا أو سلحفاة دون أن تدري، أو أن تمر على المرج الأخضر المليء بالفراشات فداست على الأزهار وروعت النحل والفراشات دون ان تدري. مثل هذه الأمور جعلت الحيوانات لا تحب زوزو لأنها مختلفة عنهم إنها الطويلة ذات الرقبة الطويلة جدًا كيف يحبونها وهي لا تشبههم، هذا الأمر شعرت به زوزو فأصابها الاحباط الشديد حتى إنها كرهت كونها مختلفة عن باقي الحيوانات و ذات رقبة طويلة ما جعلها تعيش أيامًا تعيسة، إلا أنه في إحدى الأيام بينما تنظر برقبتها الطويلة تلك إلى الأفق رأت من بعيد عاصفة كبيرة تتجه ناحية الغابة فما كان منها إلا أن أخذت في تحذير الحيوانات أن هناك عاصفة شديدة قادمة نحوهم وستدمرهم. بدأت الحيوانات في الاختباء والهرب من تلك العاصفة فمنهم من دخل جحره، ومنهم من دخل الكهوف، ومنهم من اختبأ داخل الأشجار كل حيوان من حيوانات الغابة اختبأ في بيته من تلك العاصفة. أتت العاصفة التى نبهت زوزو الحيوانات منها وقد دمرت كل شئ ولكن الحيوانات نجوا لأن زوزو قد نبهتهم قبل قدوم العاصفة بوقت كاف فما كان من الحيوانات إلا أن شكرت زوزو على هذا المعروف الجميل وغيروا نظرتهم عنها. أنت أيضًا يجب أن تغير نظرتك لاختلافك، عليك أن تثق في اختلافك عن الناس وربما يكون هو ذات يوم مصدر نجاة لك ولهم، كما أنه يجب عليك
ألا تنظر لمن هو مختلف عنك بنظرة إزدراء بل عليك أن تتيقن أن كل منا له دوره وأهميته وأنه لا حياة لنا دون الآخرين مهما كانت اختلافاتهم وتذكر ربما هذا الاختلاف هو من ينقذ حياتك في يوم من الأيام فما عليك إلا أن تثق في نفسك وقدراتك وحاول أن تبحث عن الاستفادة من الاختلاف الذي تملكه وتحاول توظيفه لتستفيد به وتظهر تميزك وابداعك.

قصة العصفورين الذين يبحثان عن موطن

خلق الله لكل كائن طبيعة مختلفة عن الآخر، وأحياناً يتمنى كل كائن بعض من المميزات التي عند الكائن الآخر، وفي يوم من الأيام كان هناك عصفوران مهاجران من مكان لمكان، كان كل منهما صغيراً جداً لم يدرك الحياة بكل تفاصيلها وأبعادها وكان لابد لهما من درس يعلمهم أن كل كائن في الحياة لابد وأن تكون له طبيعته الخاصة.

وفي يوم كان يوشك على أنك يكون يوم عاصف كان العصفوران في طريقهما من مكان لمكان، كعادة كل العصافير التي ترحل وتهاجر من مكان لآخر حتى تجد المكان الذي يناسب حياتهم ومعيشتهم ويجدوا فيه قوتهم ورزقهم الذي حدده الله، وأثناء طيران العصفوران الصديقان شعروا بالتعب قليلاً وقرروا أن يأخذوا قسطاً بسيطاً من الراحة فوق أغصان شجرة عجوز.

بالرغم من أن الشجرة تبدو عجوز كبيرة وكأن لها آلاف الأعوام في الأرض إلا أنها كانت جميلة للغاية وكانت أوراقها ممتدة وفروعها، لكنها كانت شجرة خبيرة في الحياة، وتعرف أحاديث العصافير جيداً وتعرف كيف تمنح لكل منهم درس لا ينسى.

في اللحظة التي جلس فيها العصفوران يتحدثان قال الأول للثاني: لقت مللت من هذه الحياة، إلى متى سوف أضيع عمري في الانتقال من مكان إلى آخر، إلى متى سأظل أواجه تلك العواصف والأخطار، ألن يكون من حقي يوماً أن ابني عشي في مكان حتى لو بسيط لكنه يظل عشي إلى الأبد دون أن أكون في حاجة لكي أتركه وأهاجر بحثاً عن القوت والرزق.

قال العصفور الآخر: ما هذا الذي تقول؟ إن كل كائن في الحياة له طريقة مختلفة للعيش، الأسماك تظل طول عمرها حبيسة الماء، والإنسان يتمنى أن يطير مثلاً وينتقل من مكان لمكان دون قيد لكنه سوف يظل حبيس الأرض، وهذه الأشجار ثابتة لا تتحرك، لكن كل كائن رضى بما هو عليه، ولو اعترض على طبيعته سوف تفسد الأرض.

قال العصفور المتمرد: هذا ليس حقيقي من قال لك أنهم لم يملوا، الأسماك من المؤكد أنها تريد أن تسكن بيوت مثل البشر، والبشر كما قلت يريدوا أن يطيروا مثلنا، وهذه الشجرة التي نجلس فوقها لو سألتها لقالت لها أنها تريد أن تنزع من الأرض وتطير مثلاً وتترك مكانها الذي ثبتت به عمراً طويلاً.

أما الشجرة فلقد أرادت أن تعلم العصفور درساً كبيراً، ما إن لمحت العاصفة حتى بدأت تتحرك معها وتقوم بحركات تظهر للعصافير أنها سوف تسقط بسبب العاصفة، هنا ارتعب العصفوران وقررا الطيران بعيداً إلى أبعد مكان ممكن الوصول إليه.

Leave a Reply