6 أسباب تثبت أن الزواج اختيار وليس قسمة و نصيب

6 أسباب تثبت أن الزواج اختيار وليس قسمة و نصيب

فشل الزيجات

نسب الطلاق زادت كثيراً في الفترة الأخيرة، ألتي تصل إلى 60% في بلدان مثل مصر والسعودية. والبعض يرجع فشل بعض الزيجات لكون الأمر قدراً، مع التركيز دوماً من كل الأطراف أن الزواج يرجع للاختيار وإحكام العقل مع القلب، ولذلك قد يتوقع فيه النجاح أو الفشل. فتوفير الإرادة الحرة لدى الرجل والمرأة بداية منذ اختيار شريك حياتهما قبل اتخاذ تلك الخطوة من أهم أسباب مسئولية القرار. فما من سلوك من محض اختيار الإنسان، ويضع خطواته في ذهنه إلا أن يصبح اختياراً حراً يساعده فيه بعض من عوامل القدر مثل وجوده في دائرة تسمح بالاختيار، أو توافر ظروف حياتية ملائمة للزواج، أو وجود شريك متفهم لطبيعة حياة ومعيشة الطرف الآخر. كما أن بعض الزيجات تحدث نتيجة ملاحقة الطرف الآخر للثاني؛ فنجد شاب قد يضحي بحياته في سبيل الزواج بفتاة ما، وبعد الزواج يندم على إتمام تلك الزيجة، ويرجع الأمر هو والمحيطين به إلى ” القسمة والنصيب “. فما دخل القسمة والنصيب في حرية اختياراتك و تسرعك في إتمام الأمر.

الزواج ليس هدفاً

منذ بداية مولد الانثى خاصة في المجتمعات العربية تضع الأسرة هدفاً أمامها وهو الزواج، فالتعليم الجيد غرضه زواج جيد، والمسكن الجديد من أجل الحصول على عريس من طبقة أعلى، وغيرها. هذا لا إرادياً جعل الفتيات تشعر أن الزواج هدفاً في حد ذاته، وذلك يهدم مفهوم الاختيار من أساسه في كون الزواج احتياج لشريك في الحياة يكمل رحلة العمر. كذلك يتم إلقاء اللوم على الفتاة وحدها في كونها لم تجد شريك مناسب لها مما يعرض كثير منا لفتيات لمشاكل وأمراض نفسية بسبب ضغط الأهل عليهم في الحصول على أي عريس يطرق الباب، حتى لو كان غير مناسب أو كفء لها.

الظروف المادية

ساهمت الظروف الاقتصادية في كثير من الأقطار العربية وغيرها في تغيير منظومة الزواج، وتغيير خصائصها، من كون الزوجة هي المسئولة عن الأسرة، والزوج مكلف بالنفقات المادية، فهذا المفهوم دم هدمه نتيجة عدة عوامل، ومنها صعوبة تكوين حياة بالاعتماد على دخل الزوج فقط، وكذلك تحسن المستوى التعليمي والمهني لكثير من النساء، وهو الأمر الذي يجعل من جلوسها في المنزل، وكنها ربة بيت فقط خسارة مادية لها ولأسرتها. فنزولها للعمل أعطى لها سلطة لم تكن موجودة لديها من قبل، وعلى الرغم أن بعض الأسر نسائها معيلات من المقام الأول، أو يساهمن بنسبة كبيرة من مصاريف الأسرة؛ إلا أنهم لا يلقين التقدير الكافي من أزواجهن، أو المحيطين بهن من أهل للزوج، أو أقارب. فالكل يراها اختارت النزول للشارع من أجل استقلاليتها فحسب، كما أن الزواج مع النظرة السائدة للفروق بين الجنسين في المجتمع يساهم في خلق صراع تتحمل عقوبته الزوجة وحدها، وهو الاختيار بين البيت أو العمل.

عدم تحمل المسئولية

ساهمت ظروف النشأة لدى الفتيان والفتيات في عدم تحملهم المسئولية بشكل كافي. ففي المنطقة العربية من الممكن أن يكمل الشباب أعوامهم الثلاثين وهم لازالوا في بيوت والديهم ليس بغرض الرعاية؛ لكن بغرض توفير النفقات، فمعظمهم لا يساهم بمصاريف أكله وفواتيره، ويحمّل ذلك على الوالدين، وبعد الزواج يتفاجيء الكثيرون منهم بذلك الكم من المصروفات المصاحب لارتفاع الأسعار، والظروف الحياتية المرهقة للجميع. فيبدأ كل منهم يتنصل من مسئولياته؛ بداية من تجهيز منزل الزوجية، الذي يحمل همومه ومصاريفه أهل الخطيبين، مروراً بالنفاقات العادية، وتحمل تكاليف العرس، إلى المساهمة في مصاريف البيت الشهرية. هذا الأمر رغم إنه علامة على اهتمام الوالدين غلا أنه بيسام في إفساد أبنائهم بالتدليل الزائد، وعدم تحمل المسئولية بالشكل الكافي.

التشكيك وقلة الثقة

يعتبر عاملي الشك والغيرة من أهم أسباب فشل الزيجات مؤخراً. من الممكن أن تكون الصفتين من صفات شخصية في كلا من الطرفين، ومن الممكن أن يكتسبها بعد الزواج بفضل ما قد تبثه وسائل الإعلام من دراما تبرز الخيانة الزوجية، وتجعل الأزواج في حالة ترقب لبعضهم البعض، فأصبح للآسف متعارف عليه مؤخراً تفتيش الأزواج في الهواتف الخلوية لشركائهم، والبحث في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم. هذا كفيل بأن يهد جسور الود والتفاهم بين الزوجين، فلا أحد يستطيع أن يتشكك طوال الوقت ويقف في موضع اتهام.

التسرع في الزواج

كما وضحنا من قبل فالزواج يجب ألا يكون هدفاً لكلا من الفتي والفتاة، وتحت ضغط الوقت والاستعجال من قبل الأهل، تكون فترة الخطوبة قصيرة فلا يقدر أي طرف على فهم طبيعة الطرف الآخر بدقة وعناية وهذا يؤدي للاصطدام بعد الزواج بطبع كل منهم.

تدخل الأهل في تفاصيل الحياة الزوجية

الحياة الزوجية من أقدس العلاقات التي تحدث الله سبحانه وتعالى ووصفها بالمودة والرحمة فيما بين الازواج، لذلك فهي علاقة خاصة جداً تحتم فيها الخصوصية والسرية في أدق التفاصيل الحياتية. لكن من وقت لآخر خاصة في المجتمعات الشرقية يتدخل الأهل في تفاصيل الحياة الزوجية للطرفين، في مشاكلهم ونزاعاتهم، وكذلك في مصاريفهم، وأسلوب معيشتهم. هذا الأمر من أوائل المسامير التي تدب في نعش الطلاق، فيجب على الزوجين منذ البداية وضع حد لتلك الأفعال لتستمر الحياة دون مشاكل أو ضغائن من ناحية الأهل.

الأمر بالزواج في الإسلام

حث الإسلام على الزواج بأمرٍ صريح من السنة النبوية المطهرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج”، وبذلك كان الزواج أمراً شرعياً لحفظ الفرج، ولكن الاختيار السليم هو أساس نجاح أي زواج.

الخلاصة

الزواج ليست تجربة أو مقامرة، وليست بالضرورة أن تكون قدراً فحسب فكل منا له حرية الاختيار لشريك حياته، وحرية التعامل معه بالطريقة التي يرى كل منا أنها مناسبة بشكل أكبر. لذلك يجب التأني وتحمل المسئوليات، وعدم إلقاء اللوم على القسمة والنصيب.

Leave a Reply