1 من أجمل القصص الخيالية الممتعة

1 من أجمل القصص الخيالية الممتعة

للخيال جمال آخر

ولنا في الخيال ملاذ يحمينا من الواقع، ولا شك أن القصص الخيالية تعتبر واحدة من أجمل أنواع القصص التي أنتجها الأدب، فالخيال طريقاً ممتعاً لمعرفة الكثير عن الحياة وعن قوانينها، وفي نفس الوقت هي طريقنا للإبتعاد عن صخب الواقع وضغوطه، فالشخصيات تأخذنا إلى عالم آخر وتفاصيل مختلفة، والتشويق يخلق لدينا الحماس دائماً لمعرفة ما الذي سيحدث لاحقاً، وهذه قصة خيالية ممتعة لسيدة في التاسعة والثمانين من عمرها، تبدل بها الزمن والأحداث وصارت وحيدة تواجه تغيرات السنين وحدها، اعتادت ألا يزورها أحد ولكن هناك زائر واحد آتاها، لكنه كان زائر مختلف.. فلنترككم مع أحداث هذه القصة.

“في التاسعة والثمانين من العمر قد تكون وحدك لكن المؤكد أن هناك العديد من الذكريات التي لن تتركك أبداً، ولا أعرف حقاً هل هذا من الهبات التي تمنحها الحياة لنا أم أنها وسيلة تعذيب آخرى بجانب عمرنا المتقدم.

أن تعيش مسناً وحيداً في دنيا تتبدل ألوانها يوماً بعد يوم ليس بالأمر السهل، كل يوم تنظر إلى الأماكن حولك، لكنها ليست كما تعودتها أبداً فتتسائل كل يوم أين أنت؟ ولماذا تتغير المشاهد حولك؟

كنت صغيرة جدأ وكان المكان أمام بيتي مساحة خضراء واسعة ومزدهرة، كان كل شيء جميلاً، الحديقة والطيور التي تسكن أشجارها، أصوات الموسيقى التي تنبعث من البيوت المجاورة، ونس الجيران وقصصهم التي لا تنتهي، الجميع كانوا هنا لم ننقطع أبداً عن زيارة بعضنا البعض.

زوجي أيضاً كان هنا، إنه من الجميل أن يُشعرك الرجل الذي أحببتيه بأنك أجمل امرآة على وجه الأرض، وأنه لا توجد في العالم أنثى غيرك، لأنك كل العالم بالنسبة لهذا الرجل.

نعم حين تكوني أنتِ الوحيدة في عالمه يجعلك كل النساء وأجملهن، وكأنه أخذ قطعة من السماء وأهداها إليك.

عشنا معاً أجمل سنة قد يعيشها زوجان على وجه الأرض تشاركنا كل عالمنا وترك لي حصيلة من الذكريات ولكنه ذهب أيضاً.

أنا هنا أنظر إلى العالم الشاحب من النافذة، ذهبت الحديقة بأزهارها ذهبت الطيور والموسيقى، حلت المصانع الشاحبة محلها، كتل خرسانية رمادية احتلت أيام عمري السابق ولم تعد تطلق شيء سوى الدخان والغبار.

أنظر إلي قطتي العجوز مثلي وأتسائل لماذا بقينا هنا بعد أن ذهبت المساحات الخضراء حولي وبعد رحيل الزوج الذى قاسمته روحي وعمرى؟

بعد عام من زواجنا كنا نسير معاً ولم نكن نعلم ساعتها ما يخفيه القدر، شاب طائش مغرور مخمور يسرق شاحنة زرقاء صدئة ومهترئة من رجل، يحاول الآخر الركض وراءه ببندقيته عقاباً على سرقة الشاحنة، لكن المخور يقرر الهرب وبدون أي مقدمات تصدم الشاحنة زوجي.

راح زوجي دون مقدمات ودون سبب ودون وداع ودون أن يقول لي ماذا أفعل في سنوات عمرى التالية غير الانتظار، انتظار أي شيء، انتظار أي زائر جديد.

لم يبقى سوى الجار الذي كان يلعب في حديقتنا طفلاً ولكنه الآن جد لأطفال كثيرة، كان هو الزائر الوحيد، واليوم سمعت طرق على الباب لكنه لم يكن الزائر المعتاد، كان الزائر الذي انتظرته طويلاً ، ابتسمت له وسرت معاه وسألته لماذا تركتنى وحدي كل هذا العمر؟ .. لم يجب لكنه أخذ بيدي وسرنا معاً مرة آخرى إلى الحديقة.

Leave a Reply