5 فصول في قصة سندريلا

5 فصول في قصة سندريلا

سندريلا

من منا لم يتربى على قصة هذه الأميرة الفاتنة الجميلة التي تعرضت للقسوة وللظلم لكنها في النهاية مُنحت نهاية جميلة وأسطورية. كلنا عشقنا سندريلا وعشقنا حكايتها وفصولها، وما زال حلم جميع الفتيات أن يصبحن كسندريلا في جمالها وفي حصولها على أميرها وفارس أحلامها في نهاية القصة.

تعتبر قصة سندريلا قصة مشتركة بين جميع الشعوب، فهي موجودة في كل الثقافات والأزمنة حتى وإن إختلفت بعض التفاصيل الخاصة بها، لكن في النهاية يبقى مضمونها واحداً لدى الجميع، وقد تحولت قصة سندريلا إلى فيلم كرتون من إنتاج شركة ديزني، ولاحقاً تم إنتاج فيلم سينمائي كبير يحكي قصة هذه الفتاة الجميلة، لذا دعونا نحكي الحكاية مرة أخرى ونستعيد بعضاً من ذكرياتنا معها.

الفصل الأول: معاناة سندريلا في منزل أبيها

كانت سندريلا تعيش مع أبيها في بيته، ولما توفت أمها قام أبيها بالزواج من امرأة أخرى، لكن هذه المرأة لم تحسن أبداً من معاملة سندريلا. في بيت أبيها وتحت أنياب زوجة الأب وقعت سندريلا ضحية لإمرأة قاسية بلا قلب، كانت زوجة الأب لا تترك طريقة لإهانة وإذلال سندريلا إلا وفعلتها، وقد لاقت سندريلا أنواعاً مختلفة من الألم على يد زوجة أبيها وبناتها. كان على سندريلا القيام بكل واجبات المنزل، فهي المسئولة عن نظافة البيت المتمثلة في جميع أعمال الكنس والمسح والترتيب، كما أنها المسئولة عن شراء الطعام وإعداده وتنظيم السفرة ومن ثم إزالة وتنظيف المكان بعد الطعام.

كان على سندريلا إطعام حيوانات المنزل وتنظيف الحظيرة الخاصة بهم، وفي مقابل هذا لم تحصل سندريلا إلا على الملابس الرثة القديمة، كما تفننت إمرأة أبيها في إلحاق الأذى بها فكانت تجعلها تنام على سرير من القش العفن والغير نظيف. أما الأب فكان دوره سلبياً جداً تجاه سندريلا، فهو كان يصدق كل ما تحكيه وتذكره زوجته، ولم يكن ليصدق أبداً شكوى سندريلا منها، لذلك كانت سندريلا تلتزم الصمت التام وتصبر على الأحوال التي تعيشها منتظرة أن يحدث شيء يوقف هذا العذاب كله.

كانت سندريلا تجلس بالمساء وهي الفترة الوحيدة التي كان مسموح لها بتلقي بعض من الراحة فيها، كانت تجلس بجانب المدفأة التي أوشكت نارها على الخمول والانطفاء وتفكر في طريقة ومخرج من هذه الحياة المؤلمة التي تعيشها، لكنها لم تجد شيء يخلصها سوى الإنتظار. أما بنات امرأة الأب فقد كانت لهم حياة أخرى، منحتهم أمهم كل الاهتمام والرعاية وكانوا يحصلوا على أفضل الثياب وأغلاها، ولم يكن لهم أي نصيب من المشاركة في الأعمال المنزلية، بل كانوا يعتمدون على سندريلا ويزيدوا من أعبائها، تفرغوا فقط للمرآة وللعناية بجمالهم الخاص، وقد امتلأت قلوبهم حقداً على سندريلا الجميلة، هذا الحقد الذي جعلهم يزدادوا في محاول إذلالها وزيادة الأعباء عليها.

الفصل الثاني: دعوة الأمير

وعلى جانب آخر في المدينة كان الملك يعيش في قصره مع ابنه الأمير الوسيم، كان الملك قلقاً جداً على زواج ابنه، لذلك فكر الملك في فكرة خرافية لتحقيق حلمه بزواج وريث عرشه، تطرق ذهن الملك إلى إقامة حفل كبير يدعو فيه جميع فتيات البلدة إلى القصر، وبذلك يستطيع الأمير التعرف على فتاة جميلة تكون هي فتاة أحلامه وزوجة المستقبل، وبالفعل قام الملك بتحديد موعد الاحتفال الكبير في القصر وقام بتوجيه الدعوات إلى كل الفتيات في المدينة لكي يأتوا إلى الحفل، وقد شملت الدعوة بيت سندريلا. لكن في بيت سندريلا الأحلام تذهب هباءاً، فكيف لهذه المراة المغرورة القاسية أن تعطي للجميلة سندريلا فرصة للفرح، كيف لها أن تجعلها تتزين مثل جميع الفتيات وتسمح لها بالذهاب إلى قصر الأمير فلربما تصبح هي العروس المحتملة للمدينة، من المؤكد أن هذه الزوجة القاسية لن تمنح سندريلا الفرصة أبداً.

أما سندريلا الجميلة كانت تجلس يراودها الأمل ولديها الشعور بأن حضور الحفل سيكون مكتوباً لها، كانت تجلس في المطبخ وهي تقوم بأعمال المنزل اليومية لكن خيالها يذهب بعيداً إلى قصر الأمير حيث ينتظر فارسها هناك، تتخيل سندريلا أول كلمة ستقولها له، تتخيل شكل القصر وفخامته وجماله، تتخيل الموسيقى التي سيتم عزفها، تتخيل رقصتها الأولى مع الأمير ومغازلته لها بأعذب كلمات الحب.. ظلت سندريلا تتخيل وتتخيل كثيراً لكن صدمة الواقع كانت أكبر من خيالها ومن توقعها ومن قلبها الصغير الذي عاش حلماً جميلاً دمرته زوجة أبيها المغرورة المتكبرة.

ذهبت سندريلا لزوجة أبيها لتطلب الإذن لها للذهاب معها إلى حفل الأمير في القصر الكبير، لكن زوجة الأب حاولت أن تبدو رقيقة في حضور الأب ورفضت قائلة أن في هذه الليلة يحين دور سندريلا للقيام بأعمال المنزل الموكلة لها ولن تسمح لها بالذهاب معهم، صدق أبيها على كلام زوجته وأمر سندريلا بطاعتها فيما تقول. تجهزت زوجة الأب ومعها فتياتها للذهاب إلى الحفل، لبسن أفخم الثياب وأغلاها ووضعوا كل مساحيق التجميل التي تجعلهم ملفتين للأنظار وكل واحدة منهم تتوقع أنها ستكون عروس الأمير، فلقد ذهبت منافستهم الأولى سندريلا للأبد وستظل حبيسة جدران المنزل فما الذي يهدد فرصهم؟

قامت زوجة الأب وبناتها بركوب العربة المخصصة لنقلهم إلى قصر الأمير، أما سندريلا فقد حاولت اللحاق بهم لكنها فشلت، ولم تجد سندريلا شيئ أمامها سوى البكاء على هذه الفرصة وهذا الحلم الذي ضاع منها بسبب قسوة زوجة الأب وضعف الأب.

الفصل الثالث: السحر

بينما سندريلا تجلس تبكي حلمها الذي دمرته زوجة أبيها، حدثت المعجزة والسحر الذي حول حياة سندريلا، حين اشتد بسندريلا الألم والحزن سمعت صوتاً يناديها، في البداية ظنت سندريلا أن هذا الصوت مجرد خيال في ذهنها توهمته، لكن الصوت عاد ليناديها مرة أخرى.

نظرت سندريلا أمامها فرأت عجوز جميلة تتحدث إليها، طلبت العجوز من سندريلا أن تحكي لها عن سبب حزنها، أخبرتها سندريلا بالظلم الذي تتعرض له في بيت أبيها من قبل زوجته وبناتها، وبكامل الأعباء التي تتحملها وحدها، وقامت بإخبارها برفض زوجة أبيها اصطحابها إلى حفل الأمير، ولما سألتها العجوز عن رغبتها في الذهاب للحفل، ردت سندريلا بأنها ما زالت ترغب في الذهاب إلى القصر الكبير لكن الوقت لن يسنح لها بذلك، كما أنها لا تملك فستاناً مناسباً لأن جميع ثيابها رثة وقديمة، وليس لديها وسيلة تنقلها إلى قصر الملك.

قالت المرأة العجوز أنها تستطيع أن تمنح لسندريلا الفرصة للذهاب إلى الحفل لكن عليها إحضار بعض الطلبات، وهي ثمرة من القرع و6 فئران و4 ضفادع صغيرة، تعجبت سندريلا من طلبات السيدة العجوز لكنها قامت بتنفيذها في الحال، ذهبت للبحث عن الفئران وثمرة القرع والضفادع وأعطتهم للسيدة العجوز. قامت السيدة العجوز بإلقاء بعض الكلمات السحرية فإذا بحبة القرع تتحول إلى عربة جميلة ومزينة والفئرات تتحول إلى خيول جميلة، والضفادع إلى حرس يرتدون زياً جميلاً، ثم وجدت سندريلا نفسها مرتدية فستاناً لم ترى لجماله مثيلاً وقد تزينت رقبتها بعقود من اللؤلؤ الأبيض وزين شعرها بالأزهار الجميلة.

أمرتها السيدة العجوز بالركوب إلى العربة حتى تصل بها إلى قصر الملك، لكنها اتخذت عليها شرط بالعودة قبل أن تدق الساعة الثانية عشر وقد وافقت سندريلا وانطلقت العربة إلى قصر الأمير.

الفصل الرابع: مقابلة الأمير

حين وصلت سندريلا لقصر الأمير انبهر الجميع بها، كانت قادرة على لفت أنظار كل الحاضرين، حتى الأمير نفسه ذهب لاستقبالها بنفسه ودعاها للرقص معه، قضت سندريلا وقتاً ممتعاً في صحبة الأمير الوسيم، رقصوا كثيراً وتكلموا في شتى الأمور، كانت سندريلا سعيدة للغاية وكأن أحزانها جميعها تبددت بمجرد الدخول إلى القصر، حتي الحضور ظلّوا مشغولين بهذه الجميلة التي خطفت أنظار الجميع، وظلوا يتسائلون عن من هي وإلى أي بيوت المدينة تنتمي.

وبينما سندريلا في أقصى لحظات سعادتها كان الأمير يلقي خطاباً للحفل، فلاحظت سندريلا أن الساعة قربت على الثانية عشر فلم تجد أمامها حلاً سوى الهرب، قبل أن يذهب مفعول السحر وترجع سندريلا إلى مظهرها القديم. بينما سندريلا تسرع قبل وصول عقرب الساعة إلى الثانية عشر فقدت فردة من حذائها، لكنها لم ترجع لأخذها فمفعول السحر أوشك على الانتهاء.

بعد ما لاحظ الأمير غياب الجميلة التي جملت الحفل بحضورها الطاغي، ظل يبحث عنها في كل مكان لكنه فشل في إيجادها، أمر حراسه أيضاً بمحاولة العثور عليها في كل أنحاء القصر لكنهم فشلوا أيضاً، و أثناء بحث الأمير عن سندريلا وجد فردة حذائها التي فقدتها فقرر أن يبقيها معه.

الفصل الخامس: النهاية السعيدة

ظل الأمير أياماً عديدة في حالة من الحزن لفشله في العثور على الفاتنة الجميلة، لكنه وجد فكرة ربما تمكنه من إيجادها، قام الأمير بإعطاء الأوامر إلى الحراس بأن يأخذوا فردة الحذاء المفقودة ويقوموا بجعل الفتيات يقمن بارتداء فردة الحذاء، وأعلن أن الفتاة التي تستطيع ارتداء الحذاء ستكون هي العروس المتوقعة للأمير. بالفعل مر الحراس على كل بيوت البلدة ومكنوا كل الفتيات من قياسه، والحقيقة أن الفتيات بذلن كل الجهد من أجل أن يبدو الحذاء على مقاسهن، لكن الأمر فشل.

وفي بيت سندريلا حاولت بنات زوجة الأب قياس الحذاء غير أنه لم يكن مناسباً لهم، وحين سأل الحارس عن وجود فتيات أخرى في البيت نفت زوجة الأب، لكن في نفس اللحظة ظهرت الساحرة العجوز مرة أخرى وأشارت إلى الحارس بأن هناك فتاة اخرى في المنزل، فظهرت سندريلا وبمجرد أن وضعت قدمها داخل الحذاء صار على مقاسها. عرف الأمير قصة سندريلا وقرر الزواج بها، أما زوجة الأب وبناتها فطلبوا من سندريلا أن تغفر لهم ما فعلوه بها وبالفعل منحتهم سندريلا الغفران. قابل الأمير سندريلا وقرر الزواج بها وأقام للزواج حفلاً أسطورياً شهدته المدينة كلها وظلت تتحدث عنه عبر العصور.

Leave a Reply